اسلام اباد: دعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف - الذي يواجه ضغطا متزايدا للاستقالة - يوم الخميس إلى الاستقرار السياسي والمصالحة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والأمنية في البلاد.
ولم يشر مشرف - الذي كان يتحدث في خطاب أذاعه التلفزيون بمناسبة عيد الاستقلال - إلى خطة الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب الشعب الباكستاني - الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة الراحلة بينظير بوتو - لعزله.
وفي أول تصريحات علنية منذ اعلن الائتلاف الحاكم الاسبوع الماضي خطته لمساءلة الرئيس امام البرلمان بهدف اقالته لم يشر مشرف كذلك الى النداءات الواسعة النطاق التي تدعوه للتنحي.
وقال مشرف quot;اذا اردنا وضع اقتصادنا على الطريق الصحيح ومكافحة الارهاب فسنحتاج حينئذ للاستقرار السياسي. وما لم نحقق الاستقرار السياسي اعتقد اننا لا يمكن ان نحاربهم (الارهابيين) بطريقة سليمة.quot;
وتحيط بمشرف ازمة سياسية منذ العام الماضي زادت بواعث القلق في الولايات المتحدة وبين حلفائها بشأن الاستقرار في باكستان وهي بلد مسلم مسلح نوويا يمثل ايضا ملاذا لاختباء زعماء القاعدة.
وتزايدت التكهنات بأن مشرف سيتنحى بدلا من مواجهة المساءلة البرلمانية لكن متحدثا باسمه نفى ذلك.
وزاد غموض الموقف من قلق المستثمرين وتراجعت العملة الباكستانية الروبية الى مستوى متدن جديد حول 75.05-75.15 أمام الدولار يوم الاربعاء وتراجعت الاسهم قرب ادنى مستوياتها منذ عامين. وفي اشارة الى الروبية قال مشرف ان هروب رأس المال يجب ان يوقف.
والاسواق المالية مغلقة يوم الخميس.
وكان مشرف يتحدث بعد انتصاف الليل بقليل مع بدء احتفال باكستان بذكرى تأسيسها عام 1947 بعد تقسيم الهند التي كانت تحكمها بريطانيا.
وقال الرئيس الباكستاني انه لا بد من وأد الخلافات.
واضاف quot;الاستقرار السياسي.. من وجهة نظري.. يمكن تحقيقه فقط من خلال نهج للمصالحة كبديل للصدام.quot;
لكن ليس من المرجح ان يحد نداء مشرف مما يصفه زعماء المعارضة بأنه quot;موجة مدquot; من المعارضة له.
وبعد ساعات من كلمة مشرف قال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وهو زعيم كبير لحزب بوتو في كلمته بمناسبة عيد الاستقلال ان حكومته تؤمن بالمصالحة بين الاحزاب السياسية.
ولم يشر جيلاني - الذي يرأس ائتلافا لاحزاب معارضة للرئيس الباكستاني تشكل بعد انتخابات عامة في فبراير شباط - إلى مشرف ولم يرد بصورة مباشرة على ندائه.
لكن في اشارة مغلفة لمشرف الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1999 قال جيلاني quot; حقبة القمع انتهت للابد. الدكتاتورية اصبحت قصة من الماضي.quot;
وبدأت شعبية مشرف في التبدد العام الماضي حين اصطدم مع القضاة وفرض حكم الطوارئ لفترة قصيرة لضمان فوزه بفترة ولاية ثانية.
وتحدث جيلاني ايضا عن الحملة ضد الجماعات المسلحة وقال انه لا بد من مواجهة المشكلة.
واضاف quot;الحرب ضد التطرف والارهاب هي حرب من اجل بقائنا.quot;
وفي ما يؤكد التهديد وقع هجوم انتحاري بقنبلة على الشرطة بعد قليل من بدء الاحتفالات الصاخبة بعيد الاستقلال. وقتل الهجوم سبعة اشخاص في مدينة لاهور الشرقية.
وقتل مئات من الناس بينهم اعضاء كثيرون من قوات الامن في موجة من الهجمات منذ العام الماضي.
ومع تزايد الضغوط على مشرف يثار سؤال حاسم حول رد الفعل من جانب الجيش.
وقال زعماء الائتلاف يوم الثلاثاء ان الجيش الذي حكم البلاد اكثر من نصف سنوات استقلالها لن يتدخل لمساندة قائده السابق.
التعليقات