مكتب برهم صالح حول ما نشر عن تهديدات للوفد الاعلامي بطهران :
الاعلاميون العراقيون تعرضوا لاشكالات فنية اعتذر عنها الايرانيون

أسامة مهدي من لندن : اكد المكتب الاعلامي لنائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح عدم صحة ما نشر من تقارير عن تعرض الوفد الاعلامي المرافق للمسؤول العراقي خلال زيارته الى طهران التي انتهت اليوم الى تهديدات بالسجن من قبل السلطات الايرانية واوضح ان اشكالات حصلت للوفد بسبب ضعف التنسيق بين السفارة العراقية ومكاتب المسؤولين الايرانيين اعتذرت عنها الجهات الايرانية وقال ان الوفد عاد الى بغداد بكامل اعضائه مع الوفد الرسمي . وقال طه الهاشمي مديرالمكتب الاعلامي لنائب رئيس الوزراء العراقي انه quot;ينفي الاخبار التي تناقلتها بعض الوكالات ووسائل الاعلام حول تعرض اعضاء الوفد الاعلامي الى التهديد والاحتجاز او اعتداء خلال زيارته الرسمية الى الجمهورية الاسلامية الايرانيةquot; كما اشار في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; الليلة .

واضاف quot; اننا اذا ننفي هذه الاخبارفان الموضوع برمته لايتعدى ضعفا في التنسيق بين المنظمين للزيارة من قبل السفارة العراقية ومكاتب بعض المسؤولين الحكوميين الايرانيين مما ادى الى دخول بعض اعضاء الوفد الاعلامي لتغطية الاحداث ومنع بعضهم لعدم ورود اسمائهم مع الوفد الاعلاميquot;.

واضاف quot;ان المكتب الاعلامي لنائب رئيس الوزراء والذي كان مرافقا للوفد اثناء الزيارة ياكد بان سوء التنسيق هذا حل في وقته ولم يتعرض اي من اعضاء الوفد الاعلامي الى الاعتداء او التهديد او الاحتجاز باي شكل من الاشكال وان الزيارة كانت ناجحة وهادفة ويجب ان لايحمل هذا الموضوع اكثر من حجمةquot; . وقال quot;ان الوفد الاعلامي العراقي جميعه واكب زيارة الوفد الحكومي الرسمي خلال لقاءه كبار المسؤولين الايرانيين ومنهم الرئيس احمدي نجاد ووزير الخارجية منو شهر متكي ومسؤولين اخرينquot;. واضاف ان الجانب الايراني متمثلا بمراسم وزارة الخارجية اعتذر عن الاشكال وسوء التفاهم الذي حدث في حينها .. كما ان كافة اعضاء الوفد العراقي وبضمنهم الوفد الاعلامي قد عاد الى العراق بعد ظهر اليوم الجمعه بعد انتهاء الزيارة الرسمية.

واننا اذ نؤكد اعتزازنا وتقديرنا لجهود الاسرة الاعلامية العراقية في مواكبة الحدث ونقل الحقيقةquot; .

وكان مرصد الحريات الصحافية في العراق قد دعا في وقت سابق اليوم وزارة الخارجية العراقية الى تأمين عودة جميع الصحافيين والاعلاميين العراقيين المرافقين للوفد الحكومي برئاسة برهم صالح والذين يمثلون الصحف والقنوات التافزيونية ووكالات الانباء المحلية quot;بعد ان تم تهديدهم بالسجن والاعتقال من قبل قوات الامن الايرانيةquot; كما قال . واضاف المرصد في بيان صافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه ان زملاء صحافيون متواجدوان حالياً في طهران ابلغوه في اتصال هاتفي ان السلطات الامنية الايرانية هددت الصحافيين العراقيين بالسجن لمدة عشر سنوات بسبب اعتراضهم على مضايقات تعرضوا لها ومنعهم من قبل السلطات ذاتها ارسال تقاريرهم الصحافية لوسائل اعلامهم بسبب تضمنها لقطات للمضايقات التي تعرض لها الصحافيون هناك . واكد الصحافيون ان جميع اعضاء الوفد الاعلامي العراقي تعرضوا لمعاملة quot; سيئة جداً quot; ومنعوا من تصوير بعض اللقاءات و المؤتمرات التي رافقوا الوفد الحكومي العراقي من اجل تغطيتها وان quot;مراقبة شديدة quot; فرضت عليهم من قبل السلطات الامنية الايرانية عرقلت عملهم وارسال تقاريرهم الاخبارية الى بغداد . وابدى الصحافيون العراقيون استغرابهم الكبير من حجزهم في غرفة مكونة من اربعة جدران دون تبيان الاسباب الواضحة لذلك .

وشدد المرصد على ضرورة قيام وزارة الخارجية العراقية باتخاذ التدابير اللازمة لتامين سلامة الصحافيين المرافقين للوفود الرسمية عند زيارتها لبلدان اخرى وتهيئة الاجواء الملائمة و منع تعرضهم لمضايقات او عوائق من قبل الاجهزة الامنية في الدولة المستضيفة والعمل على توفير الفرص الكاملة في بث تقاريرهم الاخبارية الى وسائل الاعلام التي يعملون بها دون رقابة او تضيق .

وكان المرصد نفسه قد ابدى استغرابه الشهر الماضي من رسالة وجهتها السفارة الايرانية مباشرة الى رئيس تحرير صحيفة الدستور البغدادية quot;تتهم من خلالها هيئة تحرير صحيفته بنشر مواد وصور وخدمات اعلانية تتضمن اكاذيب واهانات ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية quot; وفقاً لادارة الصحيفة في بغداد . ووصف رئيس تحرير الصحيفة رسالة السفارة بانها quot; مخالفة لجميع البروتوكولات المتعارف عليها في العلاقات بين الدول quot; كما اشار بيان صحافي للمرصد ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم. وقال رئيس تحرير الدستور ان الرسالة تضمنت عبارات احتجاج قاسية على ما نشرته الصحيفة وعدد من الصحف العراقية الاخرى من اعلانات مدفوعة الثمن .واضاف الشيخ ان هذه المواد نشرت تحت عبارة اعلان او خدمات صحفية للخروج عن المسؤوليه القانونية والاخلاقية ، وهو مايجيزه لها مواثيق الشرف المهنية الاعلامية المتفق عليها في دول العالم اجمع .

ووصف المرصد رسالة السفارة الايرانية في بغداد الى صحيفة الدستوربانها تجاوز على القوانين العراقية والبروتكولات الدولية واعتبرها سابقة خطيرة في مجال التدخل في عرقلة ممارسة وسائل الاعلام العراقية لحرية التعبير والنشر المكفولة دستورياً فضلاً عن تجاهل السفارة لتوفرقنوات قانونية ودبلوماسية يتبعها المتضرر من النشر افراداً او مؤسسات او حكومات اجنبية . ودعا quot;سفارة الجمهورية الايرانية الاسلامية في بغداد الى اتباع القواعد والاصول الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً وتوجيه خطاباتها للمؤسسات العراقية المختلفة من خلال وزارة الخارجية العراقية وفقاً للقواعد الدبلوماسيةquot; .

وعادة ما تنشر الصحف العراقية مقالات وتقارير عن التدخل الايراني في الشؤون العراقية وخاصة بعد الكشف عن اسلحة ايرانية حديثة الصنع تم تزويد مجموعات عراقية مسلحة خارجة على القانون بها وذلك خلال العمليات العسكرية التي نفذتها القوات العراقية في بغداد والبصرة والعمارة ضد المسلحين على مدى الاشهر الثلاثة الماضية .

وقد سألت quot;ايلافquot; السفير العراقي في طهران محمد مجيد الشيخ الاسبوع الماضي عن تصرفات السفير الايراني هذه فاجاب quot;انا حين اطلب مقابلة ايوزير ايراني يبلغوني بانه يجب يكون هناك طلب عن طريق وزارة الخارجية الايرانية فلايمكن ان احصل على موعد الا عن طريقها وأنا احترم الدبلوماسية الايرانية ووزارة الخارجية هي الطريق الطبيعي في جميع البلدان لاتصالات السفراء وعلى الجانب الايراني ان يسلك الطريق نفسه ولن يكون للسفير دور كبير مالم يكن هناك احترام لقوانين البلد ودائما عندما اتحدث مع المسؤولين الايرانيين اقول لهم ان باستطاعة السفير الايراني الحصول على أي موعد مع اي مسؤول عراقي فلماذا لاتعاملونا بالمثل فيقولون هذه قوانينا وأنا احترم القانون في ايران وهذا من واجب السفير ان يلتزم بذلكquot; .

وكان برهم صالح الذي وصل الى طهران الاربعاء الماضي على رأس وفد وزاري قد عاد الى بغداد اليوم بعد ان اجرى مباحثات مع الرئيس الايراني محمود أحمدي ونائبه سعديلو ووزير الخارجية منو شهر متكي ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني اكد خلالها ضرورة حل المشاكل الامنية الحدودية بين العراق وايران بالحوار والتفاهم . واشار الى اهمية البدء بتعاون مشترك لمواجهة موجة الجفاف التي تجتاح المنطقة ووضع آليات لتخفيف تأثيرها على البلدين .. وعبر عن رغبة بلاده في تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وايران .

وفي إطار مباحثات المرافق لنائب رئيس الوزراء قال السفير العراقي محمد مجيد الشيخ أنه تم التفاهم على توسيع التبادل التجاري بين البلدين واشتراك إيران بتوفير بعض مستلزمات البطاقة التموينية للعراقيين بعد اجتماع وزير التجارة العراقي مع نظيره الإيراني. كما وقع وزير الكهرباء على اتفاق رسمي بتزويد العراق بمليون لتر من وقود (كازويل) لحساب وزارة الكهرباء لإدامة منظومات المحطات الكهربائية العراقية اضافة الى الاتفاق على جملة من المشاريع الاقتصادية منها إنشاء مصنع للسيارات في العراق. ويترأس برهم صالح في زيارته الرسمية لطهران هذه وفدا يضم وزيري التجارة عبد الفلاح السوداني والكهرباء كريم وحيد وبعض المسؤولين الحكوميين .