واشنطن، وكالات: إختار باراك أوباما المرشح الديمقراطي للإنتخابات الرئاسية الأميركية، زميله السناتور الديمقراطي جوزف بيدن ليخوض معه الإنتخابات عن منصب نائب الرئيس. وأعلنت قناة سي ان ان الأميركية الاخبارية الخبر في ساعة مبكرة من صباح السبت الا انها لم تعط اي تفاصيل اضافية. الا ان شبكة اي بي سي الاخبارية قالت ان بعض رجال الاستخبارات الاميركية اوكلت اليهم الحماية الشخصية لبيدن بسبب ما وصفته القناة بـquot;امكانية خوضه الانتخابات رسميا للفوز بمنصب نائب الرئيسquot;.

وكان شائعات عديدة قد أشارت إلى أن اختيار أوباما سيقع على واحد من بين ثلاثة أشخاص هم سيناتور إنديانا، إيفان بايه، وسيناتور ديلاوير، جو بايدن، وحاكم فيرجينيا، تيم كاين، وقد التزم الثلاثة الصمت المطبق طوال الأيام الماضية، في حين برز اسم سيناتور من الحزب الجمهوري، يمثل ولاية تكساس حيث quot;مزرعةquot; الرئيس جورج بوش.

كما مارس كل منهم حياته بصورة عادية، مثل بايدن، الذي شوهد يقود شاحنته الخفيفة بنفسه في منطقة سكنه، بينما قال كاين، لدى سؤاله عن فرص فوزه بالترشيح: quot;والدتي التي تقطن في مدينة كنساس تحب أن يتكلم الناس عن ترشيحي لمنصب نائب الرئيس.quot; وأكدت مصادر رفيعة المستوى داخل الحزب الديمقراطي أن أوباما قام الليلة الماضية بالاتصال بالأشخاص الذين لم يختارهم، وأبلغهم بقراره. وامتنع المصدر الذي تحدث لـCNN مشترطاً عدم ذكر اسمه، كشف الأسماء التي اتصل المرشح الديمقراطي بها.

بالمقابل، كشف السيناتور الجمهوري، تشات إدواردز، إنه من بين الشخصيات التي ينظر أوباما في اختيارها، علماً أن رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، سبق أن امتدحت مؤهلات إدواردز للمنصب رغم أنه جمهوري ويمثل منطقة كروفورد التي يمتلك فيها الرئيس جورج بوش مزرعته الشهيرة.

ولكن خبراء رفضوا أن يصار إلى استثناء الخصم الأبرز لأوباما خلال مرحلة الانتخابات الحزبية التمهيدية، هيلاري كلينتون، من قائمة الترشيحات. وقال المرشح الرئاسي المستقل، رالف نادر، إن على أوباما اختيار كلينتون quot;إذا رغب بالحصول على المزيد من الأصوات،quot; وأضاف نادر، الذي كان يتحدث لموقع quot;بوليتيكوquot; إن أوباما ليس quot;غبياًquot; كي يختار بايه أو بيدن للمنصب.

فريق ماكين يرى بإختيار بيدن quot;دليلا على افتقاد الخبرةquot;

في المقابل رأى فريق المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين ان اختيار أوباما لبيدن مرشحا لمنصب نائب الرئيس يدل على ان الاخير ليس مستعدا لتولي الرئاسة. وقال المتحدث باسم فريق ماكين، بن بوريت، quot;لا احد ينتقد في اوباما افتقاده للخبرة اكثر من جو بيدنquot;. واضاف ان quot;بيدن دان القدرات الضعيفة لاوباما على الحكم في السياسة الخارجية واكد بعباراته الخاصة ما يكتشفه الاميركيون بسرعة وهو ان باراك اوباما ليس جاهزا ليصبح رئيساquot;.

مؤتمر الحزب الديموقراطي يستعد لتسمية اوباما مرشحا

في سياق متصل اكتملت الاستعدادات لعقد المؤتمر العام للحزب الديموقراطي الذي يفتتح الاثنين في دنفر (كولورادو، غرب) والذي سيعلن رسميا تسمية سناتور ايلينوي مرشحا الى البيت الابيض. ويعكس اختيار دنفر، عاصمة ولاية جمهورية تقليديا، رغبة المرشح الديموقراطي بكسب ولايات اعتبرت لفترة طويلة معاقل للحزب الجمهوري العريق.

وسيشارك حوالى خمسين الف شخص، بينهم اكثر من 4200 مندوب جاؤوا من كل انحاء الولايات المتحدة و15 الف صحافي من العالم اجمع في المؤتمر العام الديموقراطي لمدة اربعة ايام، في مركز quot;بيبسيquot;، وهو مجمع كبير يستضيف عادة مباريات رياضية ضخمة. كما سيكون المؤتمر العام للحزب الديموقراطي مناسبة لجوزف بيدن، المرشح لنيابة الرئاسة الذي اختاره اوباما ليلقي خطابه الاول الرسمي في 27 آب/اغسطس.

وافادت رسالة وزعها على الهاتف النقال مؤيدو اوباما اليوم السبت ان المرشح الديموقراطي اختار السناتور بيدن ليكون مرشحا لمنصب نائب الرئيس. وقالت لجنة تنظيم المؤتمر قبل الاعلان عن اسم نائب الرئيس ان quot;الخطيب الرئيسي مساء الاربعاء سيكون المرشح لنيابة الرئاسة مع باراك اوباماquot;. وكان اوباما صرح اخيرا انه يريد لنيابة الرئاسة quot;شخصا نزيها (...). اريد شخصا مستقلا يكون مستعدا ليقول لي اين اخطأت عندما يعتقد ذلكquot;.

وكتب المحلل في صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; ديفيد بروكس الجمعة ان بيدن سيكون الخيار الافضل، معتبرا ان quot;بيدن يقدم لاوباما ما يحتاج اليهquot;. واشار الى ان نقاط القوة لدى سناتور ديلاوير هي جذور في الطبقة العاملة والنزاهة والوفاء والخبرة.

وقرر اوباما ان يلقي خطابا الخميس 28 آب/اغسطس، في اليوم الاخير من المؤتمر، في ملعب quot;اينفسكو فيلد آت مايل هايquot; الذي يتسع ل75 الف شخص والذي يلعب على ارضه عادة فريق كرة القدم الاميركي quot;برونكوسquot; من دنفر. وقد يصبح اوباما (47 عاما) اول رئيس اسود في الولايات المتحدة، وهو يتنافس بفارق ضئيل، بحسب استطلاعات الرأي، مع ماكين.

وفي وثيقة وزعت الجمعة على مسؤولين جمهوريين، توقعت حملة ماكين ان يحصل اوباما quot;على حوالى 15 نقطة اضافية في الاستطلاعات اثر المؤتمر العامquot;. ويفيد المرشحون بشكل عام من ارتفاع شعبيتهم بين الراي العام اثر المؤتمر العام لحزبهم. الا ان معظم الخبراء يتوقعون نتيجة متقاربة جدا في تشرين الثاني/نوفمبر، رغم تراجع شعبية الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش الى ادنى مستوى والتباطوء الاقتصادي في الولايات المتحدة. الا ان احدى نقاط الضعف لدى اوباما تكمن في انه لم يتمكن حتى الآن من توحيد حزبه.

فقد اشار استطلاع للرأي نشرته صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; وشبكة quot;ان بي سيquot; التلفزيونية الخميس ان نصف الاشخاص الذين صوتوا للمرشحة السابقة هيلاري كلينتون خلال الانتخابات التمهيدية في الحزب الديموقراطي، (حوالى 17 مليونا) سيصوتون لاوباما في تشرين الثاني/نوفمبر. وقال واحد من خمسة من هؤلاء الناخبين انه سيصوت لماكين. ومن الواضح ان طول الحملة خلال الانتخابات التمهيدية ترك مآخذ وحقدا لدى البعض، والهدف المعلن للمؤتمر العام للحزب الديموقراطي هو الاحتفال بوحدة الديموقراطيين المستعادة.

وتمكن انصار كلينتون من انتزاع موافقة الحزب على ان يتم التصويت داخل المؤتمر على اسم هيلاري كلينتون، على ان يقوم ناخبو كل ولاية بمفردها بذلك. وسيحصل هذا التصويت في 27 آب/اغسطس، وسيكون رمزيا. وهو يهدف، بحسب ما يؤكد فريقا كلينتون واوباما الانتخابيان، الى تسجيل الطابع quot;التاريخيquot; لترشيح سناتور نيويورك.

ويفيد موقع quot;ريل بوليتيكسquot; الالكتروني المستقل المتخصص في الشؤون الانتخابية ان اوباما يحظى بتأييد 2230 مندوبا في مؤتمر الحزب وكلينتون باقل من الفين. ويحتاج المرشح الى تأييد 2117 مندوبا ليحظى بترشيح الحزب. ويكون المندوبون الكبار البالغ عددهم 900، وهم نواب ومسؤولون في الحزب، احرارا في اختيار مرشحهم حتى اللحظة الاخيرة. وكتب بعض انصار كلينتون المتحمسين رسائل الى المندوبين الكبار على امل ان يختار هؤلاء اخيرا سناتور نيويورك.

ومن المتوقع ان تعقد عشرات التجمعات على هامش المؤتمر، بينها تجمع دعا اليه المرشح المستقل رالف نادر سيضم ستة الى سبعة الاف من مناصريه. ووعد رئيس بلدية دنفر جون هيكنلوبر بان يبقى وسط المدينة مفتوحا خلال المؤتمر، الا ان قوات الشرطة ستكون في اقصى حالات التأهب، وامكنة التظاهر ستقتصر على مساحات مخصصة لذلك ومحاطة ببوابات.

في اي حال، وعد الديموقراطيون بان يكون مؤتمرهم مؤتمرا quot;اخضرquot; يحترم قاعدة اعادة معالجة المواد المستهلكة، بينما وعدت بلدية دنفر بان تضع مجانا حوالى الف دراجة في خدمة من يريد استخدامها.