أسامة مهدي من لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم القادة العراقيين إلى إجتماع يوم غد لبحث قضية مدينة خانقين بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد والخلافات حول انتشارالقوات الحكومية والكردية في مناطق منها . فقد دعا المالكي الى اجتماع عاجل للمجلس السياسي للامن الوطني الذي يضم اعضاء الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة ومجلس النواب وممثلي الكتل السياسية البرلمانية يعقد غدا لمناقشة قضية خانقين (230 كم شمال شرق بغداد) كما قالت quot;قناةquot; العراقية الرسمية في خبر عاجل لها صباح اليوم من دون اعطاء توضيحات اخرى .
وتأتي هذه الدعوة وسط تناقض في التصريحات بين مسؤولي الحكومتين المركزية والكردستانية حول اتفاق قيل انه تم التوصل اليه بين قوات الطرفين يقضي بانسحاب متبادل من المدينة . وفي الوقت الذي قال مسؤولون حكوميون ان الاتفاق لم ينص على انسحاب قوات الجيش العراقي من هناك اكد مسؤولون اكراد امس ان الجيش قد انسحب فعلا من مناطق كان ينتشر فيها في محيط المدينة .
وكان اعلن امس الاول عن انتهاء ألازمة بين الحكومة والاكراد بأنسحاب متبادل لقوات الطرفين من مدينة خانقين التي وصلتها مؤخرا واعادة الاوضاع فيها الى ماكانت عليه قبل اسابيع بعد ان شهدت المدينة مباحثات مهمة بين وفدين لقوات البيشمركة الكردية ووزارة الدفاع العراقية وممثلي الاحزاب والمسؤولين الرسميين فيها حول الوجود العسكري في داخلها واطرافها .
ويعد قضاء خانقين من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان بأمل حل النزاع بشأنها من خلال تطبيق المادة 140من الدستور العراقي وشهد القضاء الاسبوع الماضي تظاهرة طالبت بخروج القوات الامنية العراقية منه . وتصاعدت حدة الخلافات بين الحكومة المركزية واقليم كردستان على خلفية دخول قوات الامن العراقية التي تنفذ عملية quot;بشائر الخيرquot; في محافظة ديالى لملاحقة المسلحين الى خانقين وامهالها لقوات حماية الاقليم quot;البيشمركةquot; 24 ساعة لاخلاء مواقعها بامر من المالكي الامر الذي رفضه قادة quot;البيشمركةquot; في المنطقة مؤكدين انهم تلقوا اوامر من رئاسة اقليم كردستان بالبقاء في مواقعهم. ثم شهدت بغداد خلال الايام الثلاثة الماضية مباحثات على اعلى مستوى بين وفدين من الحكومتين العراقية وكردستان توصلت الى اتفاقات لحل الازمة بين الطرفين وتجنب اي صدام بين قواتهما .
يذكر أن مناطق قرتبة وجلولاء وخانقين التابعة لمحافظة ديالى تعد من المناطق المختلطة سكانيا حيث يقطنها عرب وتركمان وأكراد وظلت محمية من الناحية الأمنية من قبل اللواء 34 من قوات البيشمركة الكردية منذ بداية العام الماضي وبطلب من الحكومة العراقية والقوات الاميركية لكن قرار استبدال لواء البيشمركة بلواء من الجيش العراقي الذي أصدرته الحكومة العراقية أثار حفيظة الطرف الكردي واعتبروا أنه بمثابة ضغط سياسي عليهم.
وكانت وحدات من الجيش العراقي قد دخلت الى قرتبه وجلولاء وخانقين في إطار حملة بشائر الخير الأمنية وطلبت من قوات البيشمركة إخلاء تلك المناطق كما طالبت أحزابا كردية بإخلاء مبان تشغلها في تلك المناطق لأن المباني كانت تابعة للحكومة قبل 2003، وقد تسببت هذه الأحداث بإثارة الخلاف بين قادة البيشمركة والجيش العراقي وصدرت تصريحات من الجانبين دافع فيها كل جانب عن موقفه.
التعليقات