روما:تعهد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، الجمعة بمتابعة العمل للتوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين قبل نهاية العام الجاري، وهي المهلة التي سبق الإدارة الأميركية تحديدها لإنجاز الاتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس جورج بوش، وإن كان قد أقر أن ذلك قد لا يتحقق.
ورفض عباس الاقتراحات الإسرائيلية بوضع اتفاق مؤقت يترك بعض النقاط الأساسية دون معالجة، كما طالب برفع الحصار المفروض منذ أكثر من عام على قطاع غزة، وذلك في وقت أعلنت فيه السلطات الإسرائيلية أنها سمحت بمرور شحنة سلاح من الأردن لأجهزة الأمن التابعة للسلطة في غزة.
ورأى عباس، في كلمة ألقاها بمنتدى الاقتصاد والسياسة العالمي في مدينة تشرنوبيو الإيطالية، إن استمرار العقوبات على قطاع غزة quot;سيؤدي إلى كارثة إنسانية تطال قطاعات الشعب الفلسطيني كافة،quot; إلا أنه دعا في الإطار عينه إلى quot; استمرار العمل لإنهاء الانقلاب وتشكيل حكومة توافق وطني تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.quot; في إشارة لسيطرة حركة حماس على غزة.
أما على صعيد العملية السياسية، فقد قال عباس: quot;لقد دعوت الحكومة الإسرائيلية أكثر من مرة إلى الابتعاد عن نهج الإجراءات أحادية الجانب وبناء الجدران والمستوطنات والاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات والحصار والإغلاق وفرض الحقائق على الأرض، خاصة فيما يتعلق بمدينة القدس.quot;
وختم رئيس السلطة الفلسطينية كلمته بالقول: quot;لقد آن الأوان لوضع نهاية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، والعربي- الإسرائيلي، حتى يتحول الشرق الأوسط، الجار الأقرب لأوروبا، إلى منطقة أمن وسلام وازدهار واستثمار، وكما يعلم الجميع فإن المدخل الحقيقي لذلك، يتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حريته وإقامة دولته إلى جانب دولة إسرائيل.quot;
وبعد كلمته، حث عباس الإدارة الأميركية المقبلة على مباشرة العمل للتوصل إلى السلام، إذا فشلت جهود وضع اتفاق نهائي قبل انقضاء العام الحالي، وقال إن على هذه الإدارة quot;عدم الانتظار لسبع سنوات قبل إطلاق العملية،quot; في إشارة ضمنية إلى ما فعلته إدارة الرئيس بوش، وفقاً لأسوشيتد برس.
وقد غادر عباس إيطاليا متوجهاً إلى مصر، حيث من المتوقع أن يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك السبت.
يذكر أن عباس كان قد التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت، نهاية أغسطس/آب الماضي، حيث عرض الأخير توقيع اتفاق جزئي، الأمر الذي رفضه عباس مطالباً بحل لجميع القضايا العالقة. (التفاصيل)
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول أمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن تل أبيب سمحت بدخول شحنة سلاح لأجهزة أمن السلطة الوطنية الفلسطينية قادمة من الأردن.
ووفقاً للمسؤول الإسرائيلي، فإن الشحنة تضم ألف بندقية كلاشنيكوف وآلاف الطلقات، وقد كانت إسرائيل تتجنب طوال الفترة الماضية السماح بدخول السلاح للسلطة خشية أن يستخدم ضدها كما حدث بعد انهيار مفاوضات السلام عام