بغداد: تسود الدوائر الصحية العراقية مخاوف من تجدد انتشار وباء الكوليرا، خاصة في جنوب العراق، بعدما كشفت وزارة الصحة رسمياً عن أنه تم تسجيل خمس إصابات مؤكدة في العاصمة بغداد، ومحافظة quot;ميسانquot; الجنوبية.

وأرجعت وزارة الصحة هذه الحالات إلى ارتفاع درجات الحرارة، وتقادم أنظمة المياه والصرف الصحي، في الدولة التي تشهد انهياراً في خدماتها ومرافقها الأساسية، نتيجة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على نظام الرئيس السابق صدام حسين، عام 2003. ونقلت شبكة الأنباء الإنسانية quot;إيرينquot;، التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية quot;أوتشاquot;، عن مدير الصحة العامة في الوزارة، إحسان جعفر، قوله إن quot;هناك أربع حالات مؤكدة في بغداد، وخامسة في محافظة ميسان، من بينهم ثلاثة أطفال دون العاشرة.quot;

وأضاف المسؤول العراقي أنه quot;إلى الآن، تم تسجيل حالة وفاة واحدة فقط من بين الحالات المؤكدة، وهو طفل من ميسان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، ولا تزال الحالات الأخرى تخضع للعلاجquot;، وأوضح أن المرض انتقل عن طريق مياه الشرب، التي تكون في معظم الأحيان ملوثة بمياه الصرف الصحي.

واستطرد جعفر قائلاً: quot;تم تسجيل هذه الحالات في المناطق التي تهالكت فيها أنابيب المياه، أو لم تكن موجودة أصلاً، فالمرض ينتشر بشكل خاص بسبب المياه الملوثة، وارتفاع درجات الحرارة، وتزداد خطورة انتشاره عندما تصبح الأنهار راكدة، والآبار منخفضة المنسوب.quot;

ووفقاً لتقرير الشبكة الدولية، فقد أثارت تلك الحالات الجديدة المصابة بالكوليرا الذعر بين المواطنين في جنوب العراق، مما دفع مسؤولي الصحة المحليين إلى إصدار تحذيرات للوقاية من المرض.

إلى ذلك، قال مدير عام الصحة بمحافظة ميسان، زامل شياع: quot;لقد أنذرنا جميع المواطنين بضرورة الذهاب إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي عند الإصابة بالإسهال، وقمنا بحث المواطنين في المناطق المصابة على أخذ أقراص تعقيم المياه من هذه المراكز.quot;

وأضاف شياع قائلاً: quot;لقد أثبتت الفحوصات التي أجريت على المياه في بعض المناطق، أنها ملوثة ولا تصلح للاستهلاك الآدمي، وخاصة في ضواحي المحافظة (ميسان)، حيث حدثت حالة الوفاة.quot;

يُذكر أن شمال العراق كان قد شهد العام الفائت انتشاراً لمرض الكوليرا ما أدى إلى وفاة 14 شخصاً، فيما تتزايد المخاوف من حدوث انتشار مماثل في بغداد التي يسكنها قرابة ستة ملايين شخص.

وكان آخر انتشار لوباء الكوليرا في العراق، تم رصده على نطاق واسع منتصف أغسطس/ آب 2007 بمدينة كركوك، ثم انتقل منها المرض إلى السليمانية، وأربيل، ودهوك، وتكريت، والموصل، وديالى، والبصرة، وواسط، وبغداد، والأنبار.

وكانت كركوك أكثر المناطق التي ضربها الوباء، حيث شهدت أكثر من 2300 حالة إصابة، ثم السليمانية التي سجلت 870 حالة، وقد تم تسجيل 14 حالة وفاة العام الماضي نتيجة الإصابة بالكوليرا، بحسب أرقام وزارة الصحة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي أيضاً، قالت الحكومة العراقية ومنظمات الأمم المتحدة أن الانتشار بات تحت السيطرة، وأن 70 في المائة من الحالات المؤكدة من خلال الفحص المعملي، تمت معالجتها تماماً.