نيويورك: هاجم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية، جون ماكين، منافسه الجمهوري، باراك أوباما، خلال محاولته إلقاء الضوء على الاختلافات بينهما فيما يتعلق بالخطط المالية والاقتصادية. وزعم ماكين أنه سيعمل على خفض الإنفاق الحكومي، متهماً أوباما بأنه سيعمل على زيادة ذلك الإنفاق. وبنظرة سريعة على خطط المرشحين للانتخابات الرئاسية، تبدو مزاعم ماكين صحيحة، رغم أن خططهما تبدو كذلك صعبة التحقيق.

غير أن التأثير النهائي لمقترحات ماكين بشأن الاقتطاعات الضريبية وخفض الإنفاق أشبه ما تكون بالعجز في الموازنة، وهي في نهاية المطاف مشابهة في نتائجها لخطط أوباما، وفق ما يقول الخبراء. والحقيقة هي أن وعود كلا المرشحين بالتوصل إلى التوفير تدور في إطار قطع الطريق على منافذ التهرب الضريبي الذي تمارسه الشركات، وخفض عدد القوات الاميركية في العراق، إلى جانب إلغاء (ماكين) أو تقليص (أوباما) المخصصات في الميزانية.

ووعد ماكين أيضاً بتجميد الإنفاق على البرامج الحكومية لمدة عام لتقييم أيها يمكن أن ينجح وأيها قد يفشل، إلى جانب وعده بدفع النمو في الإنفاق الانتدابي بطيئاً، مثل الإنفاق في مجال الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية. من جهتهم، يقول الخبراء إن العديد من مقترحات المرشحين في خفض الإنفاق تتسم بأنها طموحة للغاية، إن لم تكن غير واقعية على الإطلاق.

فأوباما يقول إنه سيستخدم المدخرات والتوفير في المساعدة في تمويل برامجه، في حين يقول ماكين إنه سيستخدم تلك الأموال في تحقيق التوازن في الميزانية مع نهاية النصف الأول من خدمته في البيت الأبيض. وهنا، يقول الخبراء إن خطة ماكين ستعمل على خفض الإنفاق أكثر من خطة أوباما، ولكن ذلك يختلف عند الحديث عن تأثير ذلك على العجز في الميزانية.

فعجز الميزانية يأتي نتيجة للسياسات الضريبية وسياسات الإنفاق، واقترح المرشحان سياسات ضريبية باهظة، وتبدو مقترحات ماكين في هذا الخصوص أكثر تكلفة من مقترحات أوباما. ويقدر مركز السياسة الضريبي بأن تصل تكلف مقترحات أوباما الحكومة الاميركية حوالي 2.9 ترليون دولار خلال عشر سنوات، في حين تقدر تكلفة مقترحات ماكين بنحو 4.2 ترليون دولار خلال المدة نفسها.

وحول تكاليف برامج الرعاية الصحية للمرشحين، ستكلف مقترحات أوباما حوالي 1.6 ترليون دولار، بينما ستكلف مقترحات ماكين 1.3 ترليون دولار.
وهذا يعني أن على المرشحين إما أن يزيدا الضرائب أو يقلصا الإنفاق الحكومي أو يزيدا العبء على الدين الحكومي، الذي يرزح تحت الضغط حالياً.

ويقدر العجز الاميركي هذا العام بنحو 500 مليار دولار، بينما يبلغ إجمالي الدين العام حوالي 10 ترليونات دولار. والنتيجة النهائية لمقترحات المرشحين، بحسب الخبراء، هي أنها لن تنجح في تحقيق عوائد كافية أو تقتطع من الإنفاق ما يكفي لتنفيذ تلك المقترحات. ولكن بحسب الأرقام فقط، تبدو الأرقام التي قدمها ماكين أقل من تلك التي قدمها أوباما.