مسيسبي، وكالات: في ثاني فوز له منذ خسارة ولايتين كبيرتين منعته من إستبعاد منافسته هيلاري كلينتون من السباق، حقق السناتور باراك أوباما تقدما في السباق بولاية مسيسبي لإختيار مرشح الحزب الديمقراطي في إنتخابات الرئاسة الأميركية. وعزز الفوز في ولاية مسيسبي من تفوق اوباما على كلينتون في السباق على الفوز بترشيح الحزب لمنافسة الجمهوري جون ماكين في الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني. ويركز اوباما وكلينتون الان على المنافسة الكبيرة في بنسلفانيا يوم 22 من ابريل نيسان.
وولاية ميسيسيبي هي احد الولايات الاكثر فقرا في الولايات المتحدة وتقطنها اغلبية كبيرة من السود. وهو الفوز ال29 الذي يحققه اوباما مقابل 15 لهيلاري كلينتون. وقبل فوزه في ميسيسيبي (جنوب) كان اوباما قد حصل على 1589 مندوبا في المؤتمر العام للحزب الديمقوراطي الملكف رسميا تعيين مرشح الحزب في اب/اغسطس المقبل في دنفير (كولورادو، غرب). ويبلغ عدد المندوبين المؤيدين لكلينتون 1470 مندوبا، حسب موقع quot;ريلكليربولتكسquot; المستقل على شبكة الانترنت.
وللفوز بترشيح الحزب يجب على المرشح ان يحظى بتأييد 2025 مندوبا خلال مؤتمر الحزب. وسيتوزع مندوب ميسيسيبي ال33 بشكل نسبي على اوباما وكلينتون. والانتخابات المهمة المقبلة ستكون في 22 نيسان/ابريل في بنسلفانيا (شرق) مع 158 مندوبا.
دور فعال في الشرق الاوسط
هذا و يقول مستشارون لأوباما إنه سيشارك بشكل فعال في عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين اذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة لكن دون ممارسة ضغوط على اسرائيل أكبر مما قد يمارسه منافسوه على الوصول للبيت الابيض. ويهاجم مستشارو أوباما الرئيس جورج بوش بسبب مشاركته المحدودة في عملية السلام بالشرق الاوسط خلال الاعوام السبعة الاولى من فترة رئاسته ولعدم المتابعة النشطة لعملية السلام التي دشنها في مدينة أنابوليس في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال مستشار مقرب من أوباما طلب عدم نشر اسمه لانه ليس مخولا للحديث في المسألة quot;الحقيقة هي أن (أوباما) ملتزم بشكل صريح وقاطع بوضع سلطته الرئاسية في خدمة السعي لمساعدة الاسرائيليين على تحقيق حل الدولتين مع الفلسطينيين.quot; وأضاف quot;هذا لا يعني الضغط وانما يعني الالتزام الثابت.quot;
وسعيا لاظهار ضلوع أوباما في القضية أصدرت حملته الانتخابية بيانا الثلاثاء يلخص محادثة هاتفية أجراها في وقت سابق مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أكد خلالها دعمه لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ودعمه لمحادثات السلام. ولم يعرض السناتور الديمقراطي الذي سيصبح أول أميركي أسود يتولى الرئاسة اذا انتخب في نوفمبر تشرين الثاني منهجا تفصيليا للتصدي لعملية السلام في الشرق الاوسط حتى الان. وتعهد اوباما الذي طرح نفسه كمرشح للتغيير بألا يغير الدعم الثابت لاسرائيل الذي يمثل حجر الزاوية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
والى جانب اتفاقه مع سياسة بوش بشأن تأييد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها يساند أوباما أيضا سياسة الادارة القائمة على رفض الحوار مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران الماضي وتفضيل الحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويواجه أوباما صعوبة أكبر في أن يحدد لناخبيه وجهات نظره بالنسبة للشرق الاوسط مقارنة مع السناتور هيلاري كلينتون منافسته على الفوز بترشيح الحزب الجمهورية والسيدة الاولى السابقة والمرشح الجمهوري السناتور جون مكين الذي كان من أبرز الشخصيات التي تحدثت في السياسة الخارجية على مدى أعوام. وفيما يتعلق باسرائيل من المرجح أن يكون مكين حليفا قويا مثل بوش. أما كلينتون فهي تستفيد بما عرف به زوجها بيل كلينتون من تأييد قوي لاسرائيل.
وفي محاولة لتوضيح وجهات نظره ألقى أوباما قبل عام كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية وهي جماعة ضغط مؤيدة لاسرائيل مقرها واشنطن أعاد فيها الى الاذهان زيارته لاسرائيل عام 2006. وقال أوباما خلال تلك الكلمة ان تحقيق السلام في الشرق الاوسط سيستلزم أن ترفع الولايات المتحدة واسرائيل العقبات الاساسية. لكنه أضاف أن أي مساع للتوصل لحل الدولتين quot;تبدأ بالتزام واضح وقوي بأمن اسرائيل..أقوى حلفائنا في المنطقة والدولة الوحيدة ذات الديمقراطية الراسخة فيها. ستكون تلك دوما نقطة انطلاقي.quot;
نائب الرئيس
وفي وقت سابق رفض أوباما اقتراح مسؤولي الحملة الانتخابية لمنافسته كلينتون أن يخوض معها سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية كنائب للرئيس. وقال أوباما في خطاب امام المئات من أنصاره في مدينة كولومبس بالولاية إنه يتقدم على كلينتون في عدد الولايات والمندوبين حتى الآن. وأضاف أنه يجب ترك الأمر للناخبين لاختيار أي منهما كمرشح للحزب الجمهوري. وقال أوباما مستنكرا اقتراح فريق هيلاريquot; لا أدري كيف يعرض شخص في المركز الثاني منصب نائب الرئيس على الذي يحتل المركز الأول؟quot;. وواصل سيناتور ولاية إلينوي سخريته من الاقتراح موضحا أن هيلاري شككت في قدرته على تولي منصب الرئاسية ثم ألمحت إلى إمكانية منحه منصب قد يجعله رئيسا في أي وقت.
يشار إلى أن استطلاعات الرأي ترجح فوز أوباما بولاية مسيسبي ، وحتى الآن يتفوق أوباما على هيلاري بحصوله على تأييد 1578 مندوبا إثر فوزه بخمسة وعشرين ولاية. اما هيلاري فحسنت كثيرا من موقفها بعد الفوز الأسبوع الماضي بولايتي تكساس واوهايو حيث تتمتع بتأييد 1468 مندوبا إثر فوزها بست عشرة ولاية.
بطاقة الأحلام
وكان معسكر هيلاري كلينتون قد حاول قبل أيام الترويج لفكرة وجود أوباما وهيلاري معا فيما وصف بفريق الأحلام ضد الجمهوري جون ماكين. وقال الرئيس السابق بيل كلينتون زوج هيلاري إنها وأوباما يشكلان فريقا لا يهزم. لكن معسكر أوباما سارع للتنديد بفكرة quot; بطاقة الأحلامquot; إلى البيت الأبيض واعتبر مساعدو سيناتور إلينوي ان فريق هيلاري يحاول فقط الانتقاص من شعبية أوباما وجذب أصوات الناخبين المترددين في الولايات المتبقية.
يشار إلى أن عددا من قيادات الحزب الديمقراطي تطالب بحسم السباق على الترشيح مبكرا مما يعطي للحزب فرصة الاستعداد الجيد للمعركة الكبرى وهي انتخابات الرئاسة التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقد قامت هيلاري بحملة في ولاية بنسلفانيا التي ستجرى بها الانتخابات التمهيدية بعد ستة أسابيع. و حاولت خلال حملتها التقليل من اهمية موضوع نائب الرئيس. وقالت إنها تعرف ان عددا كبيرا من الديمقراطيين يريدون أن تخوض حملة مشتركة مع أوبما كي يتجنبوا الاختيار بينهما. واعتبرت ان الوقت مازال مبكرا للحديث عن quot; من سيكون على بطاقة منquot; وفي كلمة أمام حشد من أنصارها في سكارنتون قالت هيلاري إن ضمن أولوياتها ستكون لتحسين علاقات الولايات المتحدة مع العالم وإنهاء الحرب في العراق.
الصحف البريطانية
الى ذلك اهتمت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم بانتخابات الحزب الديمقراطي حيث ما زال أوباما يتفوق على كلينتون في عدد الولايات والمندوبين في الوقت الذي تستمر حملة الاتهامات المتبادلة بين المعسكرين بشان استراتيجية الحملة الانتخابية. وهذا ماركزت عليه الديلي تلجراف في تقرير مراسلها توبي هارندن الذي اكد من ولاية بنسلفانيا التي ستشهد المواجهة القادمة أن الغضب تصاعد في معسكر أوباما بسبب تصريحات جيرالدين فيرارو مستشارة هيلاري التي قالت فيها إن كون اوباما أسود ساعده في تصدر السباق حتى الآن. وأشار التقرير إلى ان فيريرو مرشحة لأن تكون لأول سيدة تتولى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة في حالة فوز هيلاري. وقد قالت إن أوباما لو كان أبيض البشرة لما وصل إلى الوضع الذي هو عليه الآن.
وقد رد مساعدو أوباما بغضب على هذا التصريح واتهموا فريق هيلاري بإتباع نهج عدواني في الحملة الانتخابية منذ احيت فرصها في المنافسة بالفوز في ولايات أوهايو وتكساس ورود أيلند. ويرى معسكر سيناتور إلينوي أن المنافسين يسعون منذ فترة للحط من شأنه بإطلاق مثل هذه quot; التعليقات العنصريةquot;. وأطلق فريق أوباما على ذلك استراتيجية quot;بالوعة المطبخquot; قائلين إن هيلاري تحاول إيذاء منافسها بإلقاء أي شئ عليه.
وأصبحت مثل هذه التعليقات الساخرة المتبادلة مادة خصبة للتغطيات الصحفية، فقد ركز تقرير مراسل الجارديات على أسلوب معسكر اوباما في تفنيد تأكيدات هيلاري بأنها تتمتع بخبرة أكبر في السياسية الخارجية. فقد استعان فريق أوباما بخدمات الممثل الكوميدي الأمريكي ديفيد أدكينز الشهير باسم سندباد الذي سافر معها إلى البوسنة عام 1996 خلال ولاية زوجها بيل كلينتون. وتناول التقرير التعليقات اللاذعة التي اطلقها سندباد على هذه الزيارة التي اصطحبت فيها هيلاري أيضا ابنتها تشيلسي والمغنية شيرلي كراو إلى البوسنة التي خرجت توا من حرب طاحنة وكانت تصنف من أخطر المناطق في العالم.
التعليقات