رانيا تادرس من عمان: تحمل هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة في ذاكرة الأردنيين مرارةوزلزالاً مدمرًا لا يزالان مستمرين على الرغم من دخولها عامها السابع نحومكافحة الإرهاب ومحاربة الحركات الإسلامية الجهادية، وبما أن الأردن حليف استراتيجي للولايات المتحدة، فهناكأثار داخلية تمثلت بانها من أوائل الدول التي تبنت سياسات تشريعية وقوانين ضيقت علىالحريات العامة وقيود على الإفتاء والوعظ والإرشاد ومنظومة تشريعية منسجمة مع عنوان المرحلة،وكذلك حملة اعتقالات إلى جانبسياسة أمنية جديدة تم اختراقها من تنظيم القاعدة، لكن الثمار التي جناها الأردنيون تمثلت باختراق امني في ميناء العقبة الجنوبي، ويليهتعرض فنادق العاصمة إلى تفجيرات انتحاريين من تنظيم القاعدة.

وفي ظل حرب أميركية على حركات الجهاد الإسلامية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب شهدت العلاقة بين الدولة الأردنية والحركة الإسلامية في الأردن علاقة متشنجة حيث لم يعد التحالف والتوافق خط العلاقة بل أخذت منحى الانقلاب واعتبار الحركة الإسلامية في وجهة نظر الحكومة الأردنية منافسًا أي شكلت الحرب على الإرهاب عاصفة فرضت رياح التغيير القوية على العلاقة بين حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين، ويقول الباحث المتخصص في شؤون الحركة الإسلامية محمد أبو رمان إن quot;السياسة الحكومية الأردنية انخرطت في الحرب على الإرهاب، حيث ركزت علىالجانب الأمني ومحاربة التيار السلفي الجهادي في الأردن، الذي خرج من حضن تنظيم القاعدة الضيق عليه، وكانضبط الإيقاع الداخلي والسيطرة قد تجسدا بسن تشريعات وقوانين فيصفة أمنية تتعلق بمكافحة الإرهاب وتضييق الحريات وحقوق الإنسان، وقانون الإفتاء بحسب ابو رمان.

لكن الجهة التي تأثرت مباشرة بتداعيات الحرب على الإرهاب كما يذكر أبو رمان كانت جماعة الأخوان المسلمين على الرغم من إعلانهم في الفترة عن قبولهم للتعددية والديمقراطية على عكس التيار السلفي ولكن على الرغم من هذا الخطاب الإسلامي الجديد للحركة لم تنجُ من مسألة التضييق ووضعها في خانة جديدة عنوانها أزمات متتالية بين الطرفين وتوتر ملحوظ على خلفية الحكم بسجننائبينقدما واجب العزاء في زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي quot;.

وداخليًا شهدت الساحة الأردنية الكثير من الأحداث التي صنفت تحت باب محاربة الإرهاب وعنوانها كان وفق محللين سياسيين أن quot;السياسة الأردنية تصدرت مكافحة الإرهاب أجندتها الرئيسةquot;.

وبصفة الأردن حليفًا استراتيجيًا لأميركا انتهج سياسة داخلية تكافح الإرهاب عبر إصدار تشريعات وقوانين عملت على تقليص الحريات والتضييق عليها وكان لافتًا انه في تلك الحقبة الزمنية أصدرت الحكومة الأردنية حوالى 220 قانونًا موقتًا في مجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية مع غياب للبرلمان في تلك الفترة، ولكن القوانين الأكثر خطورة تمثلت بقانون الإفتاء، والوعظ والإرشاد،ومكافحة الإرهاب، وتعديل مواد من قانون العقوبات المتعلقة بالإرهاب.

وفي شأن التشريعات يقول المستشار القانوني في المجلس الاعلي للإعلام يحيى شقير أن quot;الحكومة الأردنية سارعت وكانت أول الدول الحليفة بعد هجمات سبتمبر تقوم بتعديل بنود في قانون العقوبات في ما يتعلق بتعريف الإرهاب، بهدف تضييق الحريات وكذلك تسليط السيف على رقاب الصحافيين في تعديلات هذه المواد quot; .

ويتابع أن quot; من اخطر التعديلات التي تزامنت مع عنوان المرحلة توسيع صلاحيات محكمة امن الدولة الأردنية حيث باتت سيفا مسلطا على رقاب الصحافيين quot;، واصفًا quot;الحكومة الأردنية أنها استغلت موضوع الإرهاب لتمرير تعديلات مواد القوانين التي ضيقت الحريات .

وجاءت تعديلات مادة 149 من قانون العقوبات quot;منها إدراج جرائم سياسية جديدة ضد الدولة وكذلك الجرائم الجديدة الغامضة التعريف، ومنها: الإساءة إلى الوحدة الوطنية؛ المس بهيبة الدولة أو وحدتها أو سمعتها؛ التحريض على الاضطرابات أو الاعتصامات أو على عقد الاجتماعات العامة quot;. وكما أن quot;الحكومة لم تكتف بتعديل المواد وإضافة الجديد بهدف التضييق على الحريات ،بل ضاعفت العقوبات المادية والمعنوية بجعل عقوبة السجن لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر، أو بغرامة لا تزيد على 5000دينار أردني، أو بكلتا العقوبتين. كما يقضي القانون بإغلاق الصحيفة التي تنشر المواد.

والأردن في ظل حرب على الإرهاب وتعرضه لتفجيرات في فنادقها راح ضحيتها 70 مواطنا وكذلك تفجيرات في ميناء العقبة أطلق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في تشرين الثاني نوفمبر عام( 2004) رسالة عمان لتعكس الرسالة نهج المملكة الأردنية الهاشمية الحريص على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام ووقف التجني عليه ورد الهجمات عنه بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية الموروثة التي تحملها قيادتها الهاشمية بشرعية موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ، وكما تحمل العلماء مسؤولية تقديم القدوة الحسنة والنهوض بوجباتهم في نشر الفكر الإسلامي المعتدل الذي يظهر قيم الإسلام الإنسانية العميقة وروحه السمحة .

ومسلسل مكافحة الإرهاب الذي سينهي عامه السابع ، لكن بتطورات وأحداث جديدة سيكون بطله الرئيس الأميركي القادم باستمرار بالحرب على الإرهاب والاتجاهات بهذا الباب تبقى مفتوحة وستكون الأشهر والفترة القادمة حول الانسحاب من العراق، وهلسيتم تركيز الحرب على الإرهاب في أفغانستان أو ستوجه بوصلة أميركا نحو إيران وسوريا بحجة الإرهاب ،هذه الشكوك تحسم شخصية الرئيس الأميركي القادم الجمهوري والديمقراطي .