الياس توما من براغ: إرتبط إسم تشيكيا بأحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر من خلال زعم القيادات السياسية التشيكية آنذاك ولاسيما رئيس الحكومة ميلوش زيمان ووزير الداخلية ستانيسلاف غروس بحدوث اتصالات في براغ بين محمد عطا الذي شارك في الهجوم الانتحاري الإرهابي على مبنى التجارة العالمي في نيويورك وبين القنصل العراقي في براغ إبراهيم العاني الذي قيل بأنه كان يتبع للمخابرات العراقية الأمر الذي أدى إلى إبعاده من تشيكيا ثم إلى اعتقال الأميركيين له بعد غزوهم العراق لأكثر من عامين وخمسة اشهر في بغداد .
وعلى الرغم من أن الأميييين كانوا يبحثون عن أدلة أو ذريعة للربط بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة إلا أنهم لم يأخذوا بهذه المعلومات على محمل الجد في النهاية ومع ذلك لم تعترف قيادات براغ السابقة أو الحالية ولا أجهزتها الأمنية السابقة أو الحالية إلى اليوم بهذا الخطأ الشنيع الأمر الذي جعل القنصل العراقي السابق يعلن العام الماضي في حديث لصحيفة تشيكية بعد إطلاق سراحه من سجن أمريكي في العراق بأنه سيقاضي تشيكيا بسبب المعلومات غير الصحيحة التي نشرها جهاز المخابرات التشيكي في عام 2001 عن علاقة له بمحمد عطا وانه سيطالب بملايين الكورنات كتعويض مالي له على ما لحق به من ضرر.
ويقول العاني لصحيفة ملادا فرونتا التشيكية بأنه أرسل رسائل بهذا الشأن إلى وزارة الخارجية التشيكية ووزارة العدل وإلى الرئيس التشيكي والى رئيس الحكومة مؤلفة من خمس صفحات يعلمهم فيها نيته بمقاضاة تشيكيا والمطالبة بتعويضات الأمر الذي أكدته وزارة الخارجية التشيكية لكنها أشارت إلى أنه لم تتم متابعه القضية من قبل أحد.
وتزعم الصحيفة التشيكية أن العاني كان جاسوسا مرموقا في مخابرات نظام صدام حسين وأنه تحت غطاء القنصل في السفارة العراقية في براغ كان يقود العمليات السرية لجهاز المخابرات العراقي في وسط وشرق أوروبا أما قصته فقد بدأت بعد هجوم القاعدة على الولايات المتحدة في 11 أيلول حيث نشرت صحيفة لوس انجلوس الأميركية تقريرا يقول بأن محمد عطا سافر إلى الولايات المتحدة عبر براغ وبعد عشرة أيام من ذلك أعلن وزير الداخلية التشيكي آنذاك ستانيسلاف غروس بأن عطا التقى مع الدبلوماسي العراقي إبراهيم العاني وفي 9 تشرين الثاني من عام 2001 أعلن رئيس الحكومة التشيكية آنذاك ميلوش زيمان في حديث للسي إن إن بأن السلطات التشيكية قد تأكد لها بأن عطا اتصل بالعميل العراقي في براغ ، أما الرئيس التشيكي آنذاك فاتسلاف هافل فقد ذكر في 3 كانون الأول من عام 2001 بأن quot; عطا على الأرجح التقى مع ضابط من المخابرات العراقية يعمل في براغ بصفة دبلوماسي quot;.
وفي أعقاب ذلك نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مستشار البنتاغون آنذاك ريتشارد بيرل قوله بأن الأدلة عن لقاء تم بين عميل المخابرات العراقية وعطا في براغ هي مقنعه. وقد عاد سفير تشيكيا لدى الأمم المتحدة آنذاك هينيك كمونيتشيك في 4 حزيران من عام 2002 إلى القول quot;بأننا نصر على أن الإرهابي عطا التقى في براغ مع العميل العراقيquot; غير أن النيويورك تايمز كتبت في 21 تشرين الأول من عام 2002 بأن أحد المسؤولين التشيك قد كتب لها بأن الرئيس هافل قد أعلم وبشكل سري البيت الأبيض بأنه توصل إلى قناعة بأنه لا توجد أدلة حول لقاء جرى بين العاني وعطا.
وحسب الصحيفة التشيكية فإن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني طلب من رئيس الحكومة التشيكية تقارير تفصيلية فقدم التشيك معلومات بهذا الشأن تضمنت أيضا صورة التقطت من كاميرا موضوعة في إذاعة أوروبا الحرة التي تتخذ من وسط براغ مقرا لها يبدو فيها وفق أجهزة المخابرات التشيكية العاني مع عطا غير أنه تبين لاحقا بأن هذه المعلومة غير صحيحة وأن في الصورة موظف في السفارة العراقية في براغ يدعى أبو حسان يعمل بوابا فيما الثاني هو شخص سبق له أن تعاون مع السفارة وكان في زيارة لبراغ . وقد استغل تشيني هذه المعلومات لفترة للقول بأن هناك أثر عراقي في براغ وللربط بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة لتبرير مهاجمة العراق ثم تم تجاهل هذه المعلومات بعد التأكد من عدم صحتها.
التعليقات