تل أبيب: ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت سيجتمع والرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل أن يتنحى عن منصبه.

وقالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن أولمرت الذي قال انه سيستقيل بعد أن يختار حزب كاديما خلفا له يوم الأربعاء سيلتقي مع عباس ليحاولا استكمال خطة السلام التي تساندها الولايات المتحدة قبل أن يترك الرئيس جورج بوش البيت الأبيض في نهاية العام الحالي.

وقال مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون إن الجانبين يعملان لترتيب عقد اجتماع في الأسبوع الحالي لكن لم يتم تحديد موعد نهائي. ومع أن أولمرت وعد بالاستقالة بعد اقتراع حزب كاديما على زعامة الحزب فانه يمكن أن يظل قائما بأعمال رئيس الوزراء لعدة أسابيع أو شهور حتى يتمكن خليفته من تشكيل حكومة جديدة.

ويتقدم المرشحين لزعامة كديما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي ترأس وفد التفاوض الإسرائيلي في المحادثات مع الفلسطينيين ووزير النقل شاؤول موفاز وهو قائد سابق للجيش. وقالت تقارير وسائل الإعلام انه إلى جانب مناقشة القضايا الراهنة فان أولمرت سيبلغ عباس بخطته الجديدة لتعويض الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين الراغبين في ترك منازلهم في الضفة الغربية المحتلة. وناقشت حكومة أولمرت الخطة يوم الأحد.

وفي تقديمه لتفاصيل الخطة قال نائب رئيس الوزراء حاييم رامون وهو من أوثق المقربين لأولمرت إن الحكومة ستعرض على كل عائلة مستوطنة تقيم شرق الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة نحو 300 ألف دولار لتغيير مكان إقامتها.

موسى يشكك

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد عقد االسبت جلسة مباحثات في القاهرة مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا تركزت على إجراء تقييم للوضع الحالي في الشرق الأوسط.

وشكك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في احتمال التوصل إلى سلام فلسطيني إسرائيلي خلال هذا العام محذرا من ضياع فرص السلام، وقال إن هناك يأسا في الشرق الأوسط كله فيما يتعلق بالسلام.

وذكر موسى أن فرص وعوائق السلام كانت محور مباحثاته مع سولانا لا سيما في سياق الوعود التي قطعها الرئيس بوش فيما يتعلق بسلام عام 2008 والنتائج التي خلص إليها اجتماع أنابوليس.

إخلاء طوعي للمستوطنين

من ناحية أخرى، عرض حاييم رامون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد على الحكومة خطة للتعويض على المستوطنين في الضفة الغربية الذين يقبلون بإخلاء مستوطناتهم في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين كما أعلنت رئاسة الوزراء.

والخطة التي لم تطرح على التصويت تلحظ دفع أكثر من مليون شيكل أي حوالي 300 ألف دولار لكل أسرة توافق على إخلاء منزلها والانتقال للعيش في إسرائيل أو في الضفة الغربية غرب الجدار الأمني. وقال رامون ان هذه الخطة لا بد منها إذا ما أردنا حلا واحدا قائما على أساس دولتين لشعبين.

وخلال جلسة مجلس الوزراء أيد رئيس الوزراء ايهود اولمرت الخطة وطلب من رامون تقديم مشروع قانون بخصوصها إلى الحكومة معتبرا أن استمرار احتلال الضفة الغربية يهدد بتعريض الطابع اليهودي لإسرائيل للخطر عبر تحويلها إلى دولة لشعبين. وقال اولمرت إن فكرة إسرائيل الكبرى تلاشت، وان من يعتقد خلاف هذا يخدع الإسرائيليين مؤكدا أن هذا النقاش هو أيضا وسيلة لتحضير الجمهور للتسويات الضرورية التي ينبغي القيام بها في المستقبل.

إنتقادات للمبادرة

وأثارت هذه المبادرة انتقادات من جانب حزب شاس اليميني المتشدد الممثل في الحكومة بالإضافة إلى انتقادات من جانب المرشحين الرئيسيين الاثنين لخلافة اولمرت في رئاسة حزب كاديما اللذين اعتبرا الوقت غير مناسب لبحثها.

وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني انه من السابق لأوانه الحديث عن إخلاء طوعي ذلك أن هذا الموضوع لا يمكن بحثه إلا عندما تحدد حدود الدولة الفلسطينية الموعودة. وبدوره صرح وزير النقل شاوول موفاز الطامح أيضا إلى خلافة اولمرت أن هذا المشروع لن يؤدي إلا إلى إضعاف موقف الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات المقبلة.

وكان اولمرت المهدد بتوجيه الاتهام له في قضية استغلال سلطة وإساءة أمانة أعلن انه سيقدم استقالته بعد الانتخابات التمهيدية لحزب كاديما المقررة الأربعاء. ويقيم نحو 270 ألف مستوطن في الضفة الغربية غالبيتهم في كتل استيطانية تنوي إسرائيل ضمها في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

التخلي عن حلم إسرائيل الكبرى

من جهة أخرى، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأربعاء إن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قال خلال اجتماعه بمجلس الوزراء الأحد إن quot;فكرة إسرائيل الكبرى لم تعد قائمة بعد الآن، وإن أي شخص ما زال يؤمن بهذه الفكرة إنما يخدع نفسهquot;.

وقالت الصحيفة إن أولمرت دعا الإسرائيليين في ختام جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي الأحد، والتي ربما تكون الجلسة الأخيرة التي يرأسها بوصفه رئيسا لحزب كاديما، إلى التخلي عن حلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى والقبول بالانسحاب من معظم أراضي الضفة الغربية.