بيروت: يستأنف القادة اللبنانيون حوارهم الثلاثاء سعيا لبت المواضيع الخلافية واولها تنظيم علاقة سلاح حزب الله بالدولة في ظل تصاعد الخلاف على توسيع المشاركة وجدول الاعمال ووسط تحذير عربي من الوضع الاقليمي quot;المقلقquot;. ويشارك الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في افتتاح المؤتمر الذي دعا الى عقده في القصر الجمهوري رئيس الجمهورية ميشال سليمان انفاذا لاتفاق الدوحة الذي انهى ازمة سياسية حادة بين الاكثرية والاقلية النيابيتين.
وقد نص الاتفاق على quot;مشاركةquot; عربية في quot;اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنينquot; اي ما يسمى بالاستراتيجية الدفاعية للبنان. واعرب موسى الاحد، عشية وصوله الى بيروت، عن امله في quot;ان يعود لبنان الى حالة الهدوء لان الوضع الاقليمي مقلق للغايةquot;. وقال في تصريح لمحطة quot;اخبار المستقبلquot; اللبنانية quot;المتحاورون هم اكثر معرفة بحاجات اللبنانيين ويمكنهم وضع جدول اعمالquot;.
وتوقع محللون سياسيون عدم التوصل الى نتائج سريعة. وكتب سركيس نعوم في صحيفة quot;النهارquot; المقربة من قوى 14 اذار التي تمثلها الاكثرية النيابية quot;من ينتظر حلولا للقضايا الكبرى التي تفرق اللبنانيين كمن ينتظر سرابا (...) الحلول ستبقى مستحيلة الى ان تهدأ المنطقة وتنتهي المواجهات فيها وذلك ليس قريباquot;. واشار بول سالم مدير مركز كارنيغي للشرق الاوسط في بيروت الى quot;ان فرص توصل القادة الحاليين الى تفاهمات اساسية خلال بضع جلسات (...) امر غير محتملquot;.
وكتب في مقالة نشرتها quot;النهارquot; quot;في احسن الاحوال قد يتمكنون من الحفاظ على الهدنة الراهنة وفي اسوئها قد يصلون الى خلافات مريرة تؤدي الى انهيار المحادثات وتطيح بالهدنة الراهنةquot;. واعتبرت صحيفة quot;اللواءquot; المقربة من الاكثرية النيابية ان مواقف الطرفين quot;تعكس مدى التباعدquot; حول ما يتعلق بسلاح حزب الله. وينقعد المؤتمر مع تمسك قوى 14 آذار برفض توسيع طاولة الحوار فيما تشدد قوى 8 آذار التي تمثلها الاقلية النيابية على المطالبة بتوسيعها.
لكن الرئيس ميشال سليمان قرر ان يدعو فقط القادة الاربعة عشر الذين شاركوا في حوار 2006 ووقعوا اتفاق الدوحة على ان يبحثوا فيما بينهم هذه المواضيع. وكان المشاركون في حوار 2006 قد توافقوا على النقاط الخلافية باستثناء الاستراتيجية الدفاعية عندما توقفت جلساتهم بسبب الحرب الاسرائيلية صيف عام 2006. وتوقع قطب مشارك في الحوار ان تقتصر الجلسة الافتتاحية على البحث في مسالة التوسيع وتحديد موعد الجلسة المقبل.
وقال لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته quot;التوافق على توسيع حلقة المشاركين وعدم حصر النقاش ب الاستراتيجية الدفاعية يكمن خارج لبنان ويتطلب توافقا خارجياquot; غير متوفر. واضاف quot;سيتم الثلاثاء تحديد موعد الجلسة التاليةquot;، متوقعا ان تكون بعد عودة الرئيس سليمان من زيارته المقررة الى الولايات المتحدة حيث يشارك في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة ويلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش في 25 من الشهر الجاري.
واعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، احد ابرز قادة الاكثرية النيابية، في افتتاحية تنشرها الثلاثاء مجلة quot;الانباءquot; الصادرة عن حزبه وتسلمتها الاثنين فرانس برس quot;ان الاستراتيجية الدفاعية في مواجهة العدو الاسرائيلي ترتكز على عناصر اساسية ابرزها: الاستفادة من القدرات القتالية للمقاومة، مركزية ومرجعية الدولة في قرار الحرب والسلم، تكريس اتفاقية الهدنة التي تجمد حالة الحرب مع اسرائيل دون ان تعني السلامquot;.
من جانبه راى سعد الحريري احد ابرز قادة الاكثرية وزعيم تيار المستقبل ان توسيع الحوار هو quot;توسيع الخلاف وهروب الى الأمام والبت مسبقا في موضوع السلاح مما يجعل الحوار مجرد مناسبة لالتقاط الصور التذكاريةquot;. لكن محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، ابرز اطراف قوى 8 اذار، اصر على quot;ضرورة بحث موضوع توسيع المشاركةquot;. وقال في تصريح صحافي quot;جدول الأعمال يجب ان لا ينحصر في نقطة وحيدة رغم اهمية نقطة استراتيجية الدفاع الوطني، وتمسكنا جميعا ببحث هذه الإستراتيجية، ولكن ايضا يجب ان تبحث امور اخرى اساسية ومفصلية تتعلق بقيام الدولة ومشروعها والرؤية لهذه الدولة والى الوضع الإقتصادي المتأزمquot;.
وكان الخلاف بين الطرفين حول هذا الموضوع قد ظهر الى العلن قبل بضعة اسابيع. وينعقد الحوار حول طاولة بيضاوية الشكل يرئسها سليمان فيما كانت طاولة الحوار السابق في المجلس النيابي مستديرة باعتبار الداعي اليها رئيس البرلمان نبيه بري هو من اطراف الحوار لا رئيسه. يذكر ان اتفاق الدوحة الذي انجر في 21 ايار/مايو انهى ازمة سياسية عمرها عام ونصف وسمح بانتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية ونص على استئناف الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية.
التعليقات