الياس توما من براغ : أكدت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين أولبرايت بان الولايات المتحدة قد فقدت في ظل الإدارة الأميركية الحالية الرصيد الأخلاقي لها في العالم وأنها تبدو الآن تهكمية عندما تقوم بانتقاد الآخرين على خرقهم حقوق الإنسان فيما يستطيع أي شخص في العالم الآن باستخدام الورقة العراقية ضدها .

ورأت أن إدارة بوش قد جرت أميركا إلى هاوية عميقة وان أسوأ ما في الأمر أن الشباب الآن لا يتذكرون عند لفظ اسم الولايات المتحدة شواطئ اوماها احد شواطئ النورماندي التي نزلت فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية وإنما يتذكرون سجن أبو غريب و معتقل غوانتانامو .

واتهمت في حديث لصحيفة ليدوفي نوفيني التشيكية اليوم الرئيس بوش بأنه أضر بالديمقراطية من خلاله تعنته في فرضها في كل مكان غير أن ما يثير الأمل حسب قولها هو أن الكثير من الأصدقاء والحلفاء يهدئون من بالها عندما يقولون بان صورة أميركا ستتغير عندما يغادر بوش البيت الأبيض .

وعبر ت عن الآمل بان لا يربط الناس في العالم الإخفاق الأخلاقي الحالي للولايات المتحدة بأميركا ككل وإنما فقط بإدارة واحدة غير مؤهلة .
واتهمت الإدارة الأميركية بأنها قامت بعد احداث الحادي عشر من أيلول بتخويف الاميركيين وان الأميركيين سمحوا بان يركبهم هذا الخوف .

ورأت أن المرشح الرئاسي الديمقراطي باراك اوباما يمثل التغيير الذي تتوق إليه الولايات المتحدة غير آن عملا شاقا ينتظره لتنظيف الفوضى الكبيرة التي ستتركها إدارة بوش .
ووصفت اوباما بأنه سياسي ذكي جدا ولذلك سيتقن إدارة البيت الأبيض كما انه رجل جديد بتصورات طرية الأمر الذي تحبه أميركا.

وبشأن تصورات اوباما حول الانسحاب من العراق خلال عشرة اشهر وفيما إذا كان هذا التصور لا يعتبر ساذجا قالت أن الأميركيين لا يتمنون الآن شيئا آخر سوى هذا الأمر وان نخرج من هناك أخيرا
وأضافت لدينا جنود رائعين قاموا بالكثير من العمل الجيد هناك ولكن حان الوقت الآن كي نمكنهم من العودة إلى بلدهم وشددت على أن اوباما لن يسحب القوات بشكل عير مسؤول من العراق غير انه بالمقابل لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر هناك لفترة طويلة .

وأكدت أن الحرب في العراق ستدخل التاريخ باعتبارها القرار الأكثر مأساوية للولايات المتحدة في مجال السياسة الخارجية وأنها أضرت بسمعتها أكثر من حرب فيتنام .
وبشأن موقفها من التطورات في جورجيا رأت أن رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين يتوق لكي يصبح مثل القيصر بطرس الأكبر وان يحي عظمة بلاده ولذلك يحاول نسج أسطورة وخلق انطباع مزيف لدى الروس بان كل الأعمال السيئة يقوم بها الآخرون وان روسيا وحكامها هم أناس طيبون .