واشنطن: قالت صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر الثلاثاء إن عددا قليلا داخل الأمم المتحدة كانوا مؤيدين لما يرون أنه أسلوب دبلوماسية رعاة البقر الذي يمثله الرئيس بوش، والتي تجسدت في إجتياح العراق دون قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي في عام 2003 في الوقت الذي سيكون فيه عدد من الدبلوماسيين وأجهزة أخرى في الأمم المتحدة سعيدين لذهابه.

أما بالنسبة للرئيس بوش نفسه، فليس لديه حماس كبير تجاه الأمم المتحدة، لأنه يعتبرها منظمة تنتهج الحلول الوسط أخلاقيا وأنها لم تتصد للتحديات التي يشهدها العالم الآن مثل الإبادة الجماعية في دارفور، والانتهاكات المتكررة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لقرارات مجلس الأمن الدولي إضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان في أماكن مختلفة من العالم، وفقا لما نقلته واشنطن بوست عن مسؤولين سابقين في الإدارة الأميركية وآخرين مقربين من الرئيس.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوش وضع جانبا مشاعره هذه، وتوجه إلى الأمم المتحدة خلال فترة ولايته لممارسة الضغط على إيران وكوريا الشمالية لوقف برامجهما النووية، ولإجبار السودان على وقف أعمال القتل في دارفور وعلى تأمين مساعدة دولية لعمليات إعادة الاعمار السياسي والاقتصادي في العراق وأفغانستان.

وأضافت الصحيفة ان بوش جدد مشاركة الولايات المتحدة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو بعد غياب دام 18 عاما عن نشاطات هذه المنظمة، ومارس ضغطا على الأمم المتحدة لتجميد ملايين الدولارات من أموال مخصصة لأعمال إرهابية مزعومة.

وأردفت الصحيفة قائلة إن الثلث فقط من العدد المقترح لقوات حفظ السلام التي سترابط في إقليم دارفور قد وصل على الرغم من مرور سنتين على القرار الصادر عن المنظمة العالمية يسمح بانتشارها. كما أن بوش عمل على إجازة ثلاث قرارات في الأمم المتحدة تم من خلالها فرض عقوبات على إيران، ورغم ذلك فإنه لا يبدو أن طهران أوقفت أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يخشى العديد من أنها ستفضي إلى صنع قنبلة نووية. كذلك فان ان مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من الإجماع على خطة لفرض المزيد من الضغط على زيمبابوي، على الرغم من التصريحات الحادة الصادرة في هذا المجال عن الرئيس بوش وعن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون.

ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد قوله إنه يعتقد أن الرئيس ينظر إلى الأمم المتحدة بوصفها أداة هامة ولها دور هام لتقوم به.

وقال خليل زاد إن الرئيس بوش سوف يتوجه إليها لتحقيق أهداف الولايات المتحدة، إلا أنه يعترف في الوقت نفسه بعدم التمكن في بعض الظروف من الحصول على الدعم المطلوب، أو أن الأمم المتحدة لن تقوم بما يتعين عليها القيام به بعد أن يطلب منها ذلك.