الياس توما من براغ: ذكر جهاز مكافحة التجسس التشيكي أو ما يعرف رسميا بمكتب أو جهاز المعلومات الأمني (بيس ) بان أجهزة المخابرات الروسية تحاول وبنشاط في الأراضي التشيكية التأثير على وسائل الإعلام والسياسيين والمنظمات المدنية كي يتم رفض وضع القاعدة الرادارية الاميركية في منطقة بردي العسكرية التي تبعد نحو 70 كم عن العاصمة براغ .

وورد في التقرير السنوي للجهاز نشره على موقعه على الانترنت اليوم بان الأجهزة الروسية تريد أن تؤثر على الرأي العام المحلي بحيث يميل إلى جانب المعارضين لوضع القاعدة كما تحاول هذه الأجهزة إثارة الخوف لدى المواطنين التشيك من ما خلال ما يزعم عن عودة النازية إلى أوروبا .

ويؤكد التقرير بان الجهود الروسية تتواصل لكسب آليات ضغط في إطار البنى والهياكل السياسية والحكومية في تشيكيا وأنها قامت في العام الماضي باتصالات ومحاولات لكسب أشخاص وهيئات ولاسيما من قطاع المجتمع المدني والسياسيين ووسائل الإعلام الذين يمتلكون تأثيرا على الرأي العام .

ويشدد التقرير على أن هدف أجهزة المخابرات الروسية الناشطة في تشيكيا لا يقتصر على زيادة رفض المعارضة لوضع القاعدة الرادارية وإنما تحاول أيضا إثارة انطباع بأنه تحت رعاية الاتحاد الأوربي والناتو يتم رد الاعتبار للنازية وإنكار الدور الحاسم الذي قام به الاتحاد السوفيتي في هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية وفي إنقاذ أوروبا .

ويرى جهاز المخابرات التشيكي أن نشاطات عملاء وعناصر أجهزة المخابرات الروسية هي جزء من حملة طويلة الأمد هدفها تعكير العلاقات بين دول الناتو وبين دول الاتحاد والمساهمة في عزل الولايات المتحدة أما هدف الروس من ذلك حسب تقرير المخابرات التشيكية فهو إعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها موسكو في أوروبا.

وقد علق رئيس لجنة الدفاع في البرلمان التشيكي يان فيديم على هذا التقرير بالقول بان المعلومات الواردة في هذا التقرير هي جديدة لأنه لم يسبق لقادة الأجهزة الأمنية الثلاث أن قدموا لنا مثل هذه المعلومات الواضحة والصريحة .

وأضاف أن هذا الأمر يثير القلق وان رد الفعل التشيكي على هذا الأمر يجب أن يكون عن طريق زيادة نشاك أجهزة المخابرات المدنية والعسكرية التشيكية .

من جهتها قالت نائبة رئيس الكتلة النيابية لحزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم وعضوة لجنة الأمن في البرلمان كاترجينا جاك بان حركة لا للقواعد لديها مصدر مالي غير معروف ملحمة إلى إمكانية أن تكون أجهزة المخابرات الروسية داعمة لهذه الحركة الأمر الذي رفضه نشطاء هذه الحركة عدة مرات .

يذكر أن نحو ثلثي عدد المواطنين التشيك يعارضون وضع القاعدة الرادارية الاميركية في بلادهم ليس بسبب تفهمهم لموقف روسيا وخوفا منها وإنما لخشيتهم من أن يؤدي ذلك إلى تدهور الوضع الأمني في بلادهم لأنها يمكن أن تتعرض لأعمال إرهابية أو أن تكون عرضة للضربة الأولى في حال نشوب حرب كما أنهم لا يعتقدون أن إيران وغيرها من الدول التي تزعم الولايات المتحدة وحكومة براغ بأنها خطيرة تشكل تهديدا امنيا جديا لبلادهم .