فيينا: أكدت البعثة اليابانية الدائمة بالأمم المتحدة في فيينا أنها سلمت إلى الأمانة العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية رسمياً بعد ظهر اليوم طلب ترشيح السفير يوكيا أمانو (61 عاماً)، لمنصب المدير العام للوكالة الذرية. وأوضحت البعثة اليابانية في بيان صحافي في فيينا اليوم ان الحكومة اليابانية قررت ترشيح مندوب اليابان الدائم لشغل منصب المدير العام للوكالة الذرية خلفاً للدكتور محمد البرادعي الذي أكد عدم رغبته تمديد فترة ولايته الثالثة التي ستنتهي في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2009 .

ونوهت الحكومة اليابانية في طلب ترشيح السفير أمانو، باهمية الدور البارز الذي قامت وتقوم به الوكالة الدولية الذرية على صعيد تكريس استخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية والتنموية، وتعزيز التعاون التقني، والعمل الدؤوب من أجل تعزيز الأمن والأمان النوويين في مختلف أنحاء العالم. واشارت الحكومة اليابانية إلى أن الطاقة النووية تشكل أحد أهم المصادر الاساسية لتوليد الطاقة الكهربائية في اليابان، وتتحمل مسؤولياتها في تقديم الدعم المادي والمعنوي لمختلف أنشطة الوكالة الذرية، وخصوصاً على صعيد نقل التكنولوجيا النووية إلى البلدان النامية ومكافحة أي تحريف او تحوير في المواد والأنشطة النووية لأغراض عسكرية محظورة.

وكان رئيس مجلس المحافظين ميلنكو سكوكتيك (التشيلي) وزع على هامش اجتماع مجلس المحافظين الذي انتهى الليلة الماضية مذكرة على مندوب الدول الأعضاء في الوكالة الذرية (142 دولة)، أعلن فيها فتح باب الترشيح لمنصب المدير العام اعتباراً من اليوم، مرفقة بالشروط والاحكام المتعلقة بانتخاب مدير عام جديد للوكالة الذرية، على أن يقفل باب الترشيح في نهاية العام الحالي، بحيث تبدأ بعد ذلك سلسلة من المشاورات غير الرسمية لانتخاب المرشح الأفضل.

وكانت مصادر دبلوماسية أكدت أن ثلاثة آخرين من المرشحين سيتقدمون بطلباتهم، من بينهم مندوب جنوب أفريقيا في الوكالة الذرية عبد الصمد منتي الذي سبق له أن انتخب رئيساً للمؤتمر العام للوكالة الذرية عام 2006، ونائب المدير العام لشؤون الضمانات النووية الدكتور أولي هاينونين (فنلندا)، بالإضافة إلى رئيس اتفاقية الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي وهو أرجنتيني الأصل.

ويرى المراقبون أن هاينونين هو من بين أوفر المرشحين حظاً للفوز بمنصب المدير العام للوكالة الذرية نظراً لخبرته الطويلة في مجال التحقق والضمانات، في حين يعتقد آخرون أن الياباني يوكيا أمانو أصبح الأسوأ حظاً نظراً لموقف بلاده في تأييد مقترحات رفع الحظر النووي عن الهند، وهو ما اعتبره البعض بأنه يشكل انتهاكاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وجدير بالذكر أن كلاً من الولايات المتحدة واليابان يساهمان بتأمين حوالي 35 % من ميزانية الوكالة الذرية.

وكان مندوب اليابان قد ترأس مجلس المحافظين خلال العام 2006 كما انتخب رئيساً لمنظمة معاهد الحظر الشامل للتجارب النووية في العام 2005، وسبق له أن شغل عدة مناصب دبلوماسية بوزارة الخارجية اليابانية من بينها المدير العام لشؤون نزع السلاح وعدم الانتشار النووي.