منها القضية الفلسطينية ونتائج مؤتمر مدريد للأديان ومكافحة الأمية
سعود الفيصل يناقش قضايا مهمة مع الأمين العام للأمم المتحدة

سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي

إيلاف من الرياض: بحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، مع الأمينِ العام للامم المتحدة بان كي مون عددا من القضايا المطروحة على جدول أعمال اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العامة،وعلى رأسها القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، كما تم بحثُ مبادرةِ العاهل السعودي للحوار بين أتباع الأديان ونتائج مؤتمر مدريد للحوار. وأعرب الأمينُ العام للأمم المتحدة عن كامل دعمه ومساندته وتقديره للمبادرة داعيا إلى ضرورة ِ وضعِ الآلياتِ المطلوبة لترجمة نتائجها على أرض الواقع وتنفيذ توصياتها في قضايا مكافحة الإرهاب والعنف .

وشارك وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رئيس وفد المملكة العربية السعودية إلى اجتماعات الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك الليلة الماضية في الاجتماع المعني بمبادرة التعليم للجميع المنعقد على هامش اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العامة للمنظمة الدولية.

وحضر الاجتماع الرئيس السيراليوني كوروما ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون ورئيس الاتحاد الأوروبي بارسو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة.

وأعرب سعود الفيصل عن سروره بمشاركته في الاجتماع باسم حكومة المملكة العربية السعودية وعن شكره وتقديره لرئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في سبيل تحقيق أهداف تعميم التعليم.

مؤكدا استمرار نهج المملكة العربية السعودية في دعم العمل التنموي للدول النامية مبرزا عدم ترددها في الاستجابة إلى المجتمع الدولي لتمويل مشاريع التعليم في الدول النامية بما يسهم في توفير فرص التعليم الابتدائي الإلزامي لكافة الأطفال بحلول العام 2015م .

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن بلاده أعلنت في القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت في مكة المكرمة عام 2005م تخصيص مليار دولار لمكافحة الأمية في الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي كما أعلنت تبرعها بمبلغ 500 مليون دولار قروضا إنمائية ميسرة لمشاريع التعليم في الدول النامية عن طريق الصندوق السعودي للتنمية وبشكل مواز لمبادرة المسار السريع لتحقيق هدف التعليم للجميع.

وأضاف أن السعودية سعيا منها لنماء لبنان واستقراره وازدهاره الاقتصادي دأبت منذ عام 2006م على التبرع بمبلغ 44 مليون دولار سنويا لدفع جميع الرسوم وشراء الكتب لطلاب المدارس الرسمية في كل لبنان إضافة إلى دعمها لصندوق التعليم الفلسطيني مؤخرا بمبلغ مليوني دولار.
مشددا على أنه إذا كان تحقيق رفاهية الإنسان هو غاية التنمية فإن توفير التعليم يعتبر أهم اللبنات على طريق التنمية المستدامة ولذلك فإن أي مساع تبذل لمساعدة الدول الأقل نموا التي تواجه صعوبات في تمويل خططها وبرامجها التعليمية سوف تكون ذات مردود كبير على مسار تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تلك الدول.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد ألقى كلمة أمام الاجتماع سلط فيها الضوء على الدور الأساسي للتعليم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التي تسعى إلى تقليص الفقر والأمية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية بحلول العام 2015م .

وقال إن لدينا الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن التعليم من شأنه أن يحسن كلا من دخول الأفراد والتنمية الاقتصادية والصحة الإنجابية وصحة الطفل ومقاومة الأمراض والتغيرات البيئية.

وشدد على غاية التعليم للجميع التي اتفقت حكومات الدول في اجتماعها لعام 1999م في داكار عاصمة السنغال على تحقيقها بحلول 2015م .

من جهة أخرى بحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس مع وزير خارجية إيرلندا مايكل مارتن ووزير خارجية اوزباكستان فلاديمير نوروف العلاقات الثنائية بين السعودية وكل من ايرلندا واوزباكستان وفرنسا بالاضافة الى جملة من القضايا الاقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك ضمن جدول أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما شارك الفيصل في اجتماع الترويكا الذي عقد بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء خارجية دول رابطة جنوب شرق آسيا quot;الأسيانquot;.

وتم خلال الاجتماع مناقشة سبل تطوير التعاون بين دول المجلس ورابطة //الأسيان// وتعزيز العلاقات بين المجموعتين في مختلف المجالات . وتحدث الوزير السعودي خلال الاجتماع عن مباردة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان .

مستعرضا في ذلك الخصوص نتائج مؤتمر مدريد التي هدفت الى اشاعة السلام والوئام بين البشرية كلها على اساس القواسم المشتركة لأتباع للاديان السماوية والمعتقدات المعتبرة وذلك في مواجهة دعاوى التفرقة وقوى التطرف والعنف وحل المشكلات التي ترزح تحتها المجتمعات الانسانية مثل الارهاب والعنف والتطرف وانتشار المخدرات والانحلال والتفكك الاسري .

وكان وزير الخارجية السعودي قد بحث في وقت سابق مع رئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية ميجيل دي سكوتوالقضايا المطروحة على جدول أعمال اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العام بالإضافة إلى مؤتمر مدريد للحوار بين أتباع الأديان وما تمخض عنه من نتائج ايجابية لتعزيز التعاون بين الديانات على مبدأ المشترك الإنساني الذي يدعو إلى الخير والسلام وينبذ الشر بكل أشكاله وصوره.

كما تمت مناقشة سبل توفير الدعم السياسي المطلوب لتنفيذ توصيات مؤتمر مدريد خاصة بالنسبة إلى قضايا مكافحة الإرهاب والعنف وانتشار المخدرات والانحلال الاجتماعي وهي جميعا من القضايا الإنسانية التي تعنى بها منظمة الأمم المتحدة .من جهة أخرى، أصدر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية ومصر والأردن أمس الخميس بيانا بعد اجتماع ركز على إيجاد السلام والأمن في الشرق الأوسط . وجاء ذلك بعد لقائهم أمس في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة ( 63 ) للأمم المتحدة .

وأكد وزراء الخارجية في البيان الصادر من المجلس الذي اجتمع من أجل التشاور بشأن قضايا ذات اهتمام مشترك ولتنسيق الجهود لتعزيز السلام والأمن الإقليمين، وذلك بدافع من رؤية مشتركة للأمن الإقليمي والاستقرار والسلام والازدهار حيث أكد وزراء خارجية ( دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة ) من جديد التزامهم العمل معا وعلى تكثيف المشاورات كشركاء وأصدقاء، والسعي إلى تسوية المنازعات بالوسائل السلمية .

وقال البيان إن الوزراء ناقشوا حل النزاعات الإقليمية في ظل الامتثال إلى القانون الدولي و أهمية الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية لجميع الدول وأنهم جميعا يدينون جميع أعمال الإرهاب بجميع أشكاله، وأيضاً التطرف والعنف الطائفي والطائفية .

وأعرب الوزراء مجددا عن أملهم في أن الالتزامات التي تم التعهد بها في أنابوليس سوف تؤتي ثمارها من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية قابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل وفقا لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الصادرة من الأمم المتحدة .

وأشاروا إلى ضرورة وقف التوسعات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة .وأضاف البيان أن الوزراء أكدوا مجددا دعمهم لأمن وسيادة لبنان مرحبين بانتخاب الرئيس ميشال سليمان وكذلك رحبوا بالمحادثات التي جرت مؤخرا بين لبنان وسوريا .كما أكد الوزراء ضرورة امتثال إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومؤيدين حقوق الملاحة في مضيق هرمز .

وأكدوا من جديد تأييدهم للوحدة الوطنية والاستقلال والسلامة الإقليمية للعراق والدور المهم لعراق ذي سيادة واستقرار ومزدهر يكون دوره أوسع في المنطقة .وفي نهاية الاجتماع، شدد الوزراء على أهمية استمرار مثل هذه الاجتماعات التي تتألف من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة .وبحسب ما جاء في البيان فإن الاجتماعات ستعقد كل ستة أشهر تستضيفه الدول المشاركة على أساس التناوب من جانب كل من الأعضاء .ورحب الوزراء بإمكانية عقد لقاء في بغداد أوائل عام 2009م.