كامل الشيرازي من الجزائر: علمت quot;إيلافquot;، اليوم، أنّ مجلس الشورى المغاربي سيلتئم بصورة مؤكدة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم بالجزائر، بعد تأجيلات عديدة تسببت في تعثر عقد دوراته العادية لمرات عديدة.

وقال بن ساسي محمد لعروسي رئيس الشعبة الجزائرية بمجلس الشورى المغاربي في تصريح لـquot;إيلافquot; إنّ دورة الجزائر ستشهد مشاركة وزراء خارجية الاتحاد المغاربي أو الوزراء المنتدبين للشؤون المغاربية، ويُنتظر أن يتوّج الموعد بانتقال رئاسة المجلس من تونس إلى الجزائر، بيد أنّ المسؤول الجزائري لم يستبعد مفاجأة تأجيل جديد في آخر لحظة، بشكل قد يؤخر تنظيم اللقاء إلى مطلع العام القادم.

ويضم مجلس الشورى المغاربي 150 عضوا بواقع 30 عضوا عن كل بلد من الدول المغاربية الخمس، ويتم انتخاب هؤلاء بطريقة غير مباشرة من برلماناتهم، ورغم أنّ صلاحيات مجلس الشورى المغاربي محدودة ولا تتعدّ طابع الاستشارة، إلاّ أنّه سقط في مستنقع الجمود الذي يلف مختلف الهياكل المغاربية منذ الذي حدث في صيف 1994.

ولم يستبعد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى، مؤخرا، إمكانية إنعقاد قمة مجلس رؤساء الاتحاد بنهاية العام الجاري، كاشفا إنّ ''انعقاد قمة مجلس قادة الاتحاد قريبا أمر وارد جدا''، وقال بن يحيى إنّه أجرى مشاورات مع زعماء المنطقة، مُركّزا على حتمية فض نزاع الصحراء، من أجل إعطاء انطلاقة جديدة للعمل المشترك بين دول الاتحاد، بعدما ظلت معضلة الصحراء بمثابة (القنبلة) التي نسفت مختلف التجارب التكاملية في المنطقة المغاربية.

كما ترددت أنباء عن مساعي لإنضاج مشروع مبادرة مغاربية جديدة تقوم على تأسيس تكتل اقتصادي جهوي يكفل الاندماج الإقليمي، ويكون شبيها بنواة الاتحاد الأوروبي، وستغدو الخطوة في حال نجاحها بديلة عن الاتحاد المغاربي المولود سنة 1989 والموجود في غرفة الإنعاش منذ العام 1994.

وثمة اتجاه يدعو إلى quot;مراجعةquot; تجربة الاتحاد المغاربي والاستفادة من أخطائه، حيث يذهب فرق من المراقبين إلى أنّ الاتحاد المذكور في شكله الحالي تجاوزه الزمن، سيما بعد الركود الذي طبع حركية أقطابه ما أدى إلى تقويض كل الجهود لإخراجه من عنق الزجاجة على مدار الأربعة عشر سنة الماضية.

وقال العاهل المغربي محمد السادس مؤخرا في برقية تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إنّ الرباط مهتمة بإنشاء اتحاد مبني على التكامل والاندماج الاقتصادي كخيار استراتيجي يتكيف مع الظرف الحالي المتسّم بالتكتلات الجهوية والإقليمية، غير أنّ المتتبعين، يبدون تشاؤما بشأن مؤدى هذه الأنباء انطلاقا من تجربة الاتحاد المغاربي الذي فشل قادته حتى في الالتقاء بسبب خلافات متراكمة ظلت مستعصية الحلول على خلفية ما أثارته مشكلة الصحراء بين المغرب والجزائر، بجانب اتهامات موريتانيا لليبيا بالتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما أدى إلى فشل عقد قمتين مغاربيتين، الأولى بالجزائر في ديسمبر/كانون الأول 2003، والثانية بليبيا في صيف 2005.