أحمد نجيم الدار البيضاء: توفي مساء أمس السبت محمد بن عبد القادر بينبين عن سن 88 سنة، وقد ووري الثرى اليوم بمقبرة الشهداء بالرباط. الجنازة كانت رسمية حضرها مستشار الملك محمد معتصم ومدير الكتابة الخاصة للعاهل المغربي الملك محمد السادس محمد منير الماجيدي، بالإضافة إلى شخصيات كثيرة.

الفقيد كان فقيها درس في المعهد المولوي ونظم الشعر، ومعروف عليه أنه كان آخر من تحدث إلى الملك الراحل الحسن الثاني، إذ كان ضمن الضيوف الذين تناولوا وجبة العشاء مع الملك الراحل ساعات قبل وفاته، وكان الرئيس اليمني عبد الله صالح ضيفا على الملك الراحل.

وكان الراحل تحدث لأول مرة إلى الصحافة، من خلال حوار نشر عام 2005 مع quot;الجريدة الأخرىquot; ذكر فيه أن الملك الحسن الثاني كان يعتزم الاستقالة من منصبه إن فشلت المسيرة الخضراء.
علاقته بالحسن الثاني كانت قوية، فرغم أن ابنه كان ضمن المعتقلين في quot;تازمامارتquot; الذي سجن فيه الضباط الذين حاولوا قتل الملك في انقلاب الصخيرات. وكان بينبين قد غضب على ابنه عزيز وعلى جميع أفراد عائلته من زوجته الأولى، خاصة ماحي وليلى ومحمد نجيب وأحمد شوقي...ولم يعاود لقاءهم إلا في السنوات الأخيرة.

عرف على بينبين نباهته وخفة روحه، هذه الخصال جعلته أقرب المقربين للملك الراحل وأشهر مؤنس له على الإطلاق. وقد بعث الملك محمد السادس رسالة إلى أسرة الراحل.
وقد أعرب لهم عن تعازيه الحارة ومواساته الصادقة لعائلة المرحوم، وقال العاهل الملكي في برقيته quot;بهذه المناسبة المحزنة، نعرب لمحبي جنابنا الشريف أنجاله البررة، ولا سيما منهم خديمنا الأرضى أحمد شوقي وكذا محمد نجيب والماحي، ومن خلالهم لكافة أفراد أسرته وذويه عن أحر تعازينا وصادق مواساتناquot;.

وأضاف أن الفقيد quot;سيظل الفقيد الكبير حاضرا في ذاكرة جلالتنا باعتباره من الخدام الأوفياء للعرش العلوي المجيد الذين شملهم والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، قدس الله روحه برضاه وتقديره وحظوته رعيا لما كان يتحلى به الراحل العزيز من ثقافة فقهية وأدبية واسعة، وذاكرة واعية لفنون الشعر العربي والمغربي خاصة، ولباقة نادرة في الإقناع والمؤانسة، ودماثة خلقquot;. وأضافت البرقية quot;وإذ نجدد لكم عبارات التعزية والمواساة، ندعو الله جلت قدرته أن يجعل الفقيد العزيز من عباده المقربين الذين وعدهم بالنعيم المقيمquot;.