الرباط: عاقب المجلس الأعلى المغربي للاتصال السمعي البصري، الذي يتولى مراقبة محتويات البثّ الإذاعي والتلفزيوني، محطة إذاعية خاصة ناشئة بسبب بثّها quot; محتويات ذات طبيعة إباحية quot;.وقال المجلس في بيان، نقلته وكالة أنباء المغرب العربي، إنّه قرّر معاقبة الإذاعة بمنعها من البثّ جزئيا من الساعة الثامنة مساء إلى منتصف الليل طيلة أسبوعين.

وكان العادة من أن يستمع المغاربة خلال تلك الفترة إلى برنامج يقدمه مذيع اسمه quot;موموquot; يناقش فيه بواسطة الهاتف مع المستمعين مواضيع كانت تعدّ من المحرمات مثل الخيانة والجنس والاغتصاب والمثلية.

وبدأت الإذاعة تنفيذ العقوبة منذ الاثنين، حيث أعلنت بيان لها أنّ quot;البثّ سيتوقف مدة خمسة عشر يوما من الثامنة مساء إلى منتصف الليل وهي فترة الذروة التي يستمع إلينا فيها غالبية الناس.quot;

واعتبر البيان العقوبة quot;صعبة لأنّنا كنا فعلا قد أوقفنا البرنامج وعاقبنا المشرفين عليه.quot;

وقال بيان المجلس الأعلى للاتصال إنّ العقوبة اتخذت quot;بسبب بثّ الإذاعة برنامجا ذا طبيعة إباحية ألحق ضررا واضحا بالأخلاق العامة.quot;

وجدد المجلس تشبثه بحرية التعبير ومناقشة الملفات الاجتماعية، ولكنّه شدّد على ضرورة أن تحترم البرامج مبادئ البثّ الإذاعي مثل كرامة الإنسان والقيم الدينية والنظام العام والأخلاق.

وكانت إدارة الإذاعة قد قررت توقيف برنامج ''ليبر أونتين'' (بث حر) بشكل مؤقت، ابتداءا من 22 أغسطس/آب وتوجيه عقوبات إدارية إلى الطاقم المكلف بإنجاز البرنامج، وذلك بسبب سماح منشط هذا الأخير بتمرير تدخلات حول قضايا متنازع حولها، بشكل يتعارض وميثاق الأخلاقيات المعتمد لدى ''راديو هيت''، وقد وجهت إدارة الراديو اعتذارها إلى المستعمين.

ولاقى برنامج quot;بث حرquot; لمقدمه quot;موموquot; الكثير من الإقبال من طرف الشباب والمراهقين، وهو ما جعل المحطة تفوز بالمركز الأول في نسب الاستماع لدى الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاما.

غير أنّ أصواتا رافضة انتقدت البرنامج بسبب تطرقه لمواضيع حساسة من قبيل الخيانة الزوجية والعجز الجنسي وكيفية قضاء سهرات السبت أو موضوع مثل quot;ما الذي يعنيه لك أن تخوني خليلك؟quot;

وفي آخر حلقة من البرنامج، التي أثارت موجة سخط، عبّرت إحدى المشاركات مازحة، عن رغبتها quot;النومquot; مع اثنين: المذيع وضيفه في الأستوديو.

كما اقترح مومو على أخرى استخدام عضو ذكري اصطناعي للتعويض عن رغبتها في الجنس.

وهي ليست المرة الأولى التي تكون فيها هذه الإذاعة موضع انتقاد وعقوبة، حيث سبق للمجلس الأعلى للاتصال أن وجه إنذاراً وأوقع عقوبات مالية في حق الإذاعة بسبب البرنامج ذاته في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، لما تضمنته بعض حلقاته ''من خلل واضح واستخفاف غير مقبول في معالجة المواضيع المثارة.quot;

وفي تلك الحلقة تناول البرنامج موضوع الاغتصاب والمثلية الجنسية وتحدّث فيه شاب مغربي قال إنه quot;مثليquot; بكيفية خادشة للحياء، وفق مستمعين.

وتبث محطة راديو هيت برامجها، بعد حصولها على ترخيص، في إطار تحرير قطاع المسموع والمرئي في المغرب. وهي مكونة من عدد من المساهمين الشباب، ولا تتبناها أية مجموعة اقتصادية معروفة، وتروم الانفتاح على مواهب الشباب، وخلق فضاء يتماشى مع طموحاتهم، وفق موقعها الإلكتروني.

وظهرت فكرة إنشاء المحطة خلال عام 1993، إلا أن القانون وقتها لم يكن يسمح بإحداث محطات إذاعية خاصة.

وتصنف المحطة ضمن أهم المحطات الإذاعية، رغم تغطية بثها لمدن محدودة هي الدار البيضاء والرباط ومراكش والصويرة وآسفي والجديدة وسطات.

وفي مارس/آذار 2005، سمحت السلطات المغربية بتحرير أمواج البثّ الإذاعي في البلاد، وفي مايو/أيار 2006، أجازت لـ11 محطة إذاعية خاصة العمل