بهية مارديني من دمشق: أكد سوريون آشوريون لايلاف quot;انه مازالت قضية الاعتداء على الأبquot;صليباquot;، كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، صبيحة يوم عيد الميلاد الـ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي في مدينة القامشلي السورية، تتفاعل في الأوساط الآشورية والمسيحية عموماً، وخاصة في ظل التساؤل عن هوية الجهة التي يمكن أن يقف خلف هذه السابقة الخطيرة في المجتمع السوري التي هزت بالعمق مشاعر المسيحيين، واستهجنتها معظم هيئات المجتمع الأهلي والمدني في المدينةquot; ، وسط استغراب حاد لعدم اثارة هذا الاعتداء من قبل الاحزاب الاشورية والكنيسة السريانية ونشره اعلاميا وقضائيا.

وأشار سليمان يوسف الناشط في حقوق الاقليات في تصريح خاص لايلافquot; انه رغم تباين الآراء والتحليلات، وردود أفعال الشارع الآشوري والمسيحي حول هذه القضية، فهناك اجماع على أنها تمت على خلفيات طائفية، ، وقال انها من فعل quot;مجموعة اسلاميةquot; منظمة متطرفة، خططت لاستهداف كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية،أكبر الطوائف المسيحية في القامشلي والجزيرة السورية، بقصد اثارة القلق في المجتمع quot;الآشوريquot; والمسيحي عموماًquot;.

ويبدو ، بحسب اراء متطابقة ،quot; أن الجهة التي خططت لعملية الاعتداء على الكاهن استغلت quot;جريمة شرفquot; وقعت قبل اشهر في مدينة القامشلي- حيث أقدم شاب مسيحي على قتل شقيقته وزوجها المسلم، وذلك للاعتداء على الكاهن وللمس بالمشاعر والرموز الدينية المسيحية وللنيل من الشعب الآشوري(سريان/كلدان)quot;. واضاف يوسف quot;انه ربما أرادت هذه الجهة ومن خلال العملية ارسال أكثر من رسالة وبأكثر من اتجاه.ولفت الى انه لا يستبعد أن تستغل جرائم شبيهة وحوادث فردية أخرى،لتنفيذ اعتداءات جديدة مماثلة على رموز ومقدسات مسيحية،خاصة اذا ما بقي الفاعل متوارياً عن الأنظار والجهة التي دفعته مطمئنة على نفسها وفي ملاذ آمنquot;.

وقد أفاد الأب صليبا بأن الجاني الذي اعتدى عليهquot; زعم بأنه شقيق القتيل، واتهم رجال الدين المسيحي بالتحريض على قتل المسلمين مثلما فعلت الكنيسة في الماضي وشنت حروب صليبيةquot;.في حين التحقيقات والتحريات الأمنية بينت بأن الجاني المتواري عن الأنظار ليس من أشقاء القتيل في جريمة الشرف،وهذا يقوي فرضية وجود جهة ما خططت لعملية الاعتداء.

هذا وبموازاة الاستياء والغضب الذي عم الشارع الآشوري وأوساط الكنيسة السريانية احتجاجاً على الاعتداء الآثم على الكاهن صليبا،اجتاحت مشاعر الاحباط واليأس الشارع الآشوري وسط استياء شديد من التنظيمات والأحزاب الآشورية وكذلك من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والمرجعيات السريانية الأخرى، وذلك بسبب صمتها وتعتيمها على عملية الاعتداء، فالجميع(أحزاب ومرجعيات ومؤسسات سريانية)، تجنبت اثارة القضية وفضلت التزام الصمت ، رغم خطورة وتداعيات هذه العملية وآثارها السلبية على صعيد تعزيز الاستقرار الآشوري والمسيحي في سوريا من جهة، وعلى السلم الأهلي والتماسك المجتمعي من جهة ثانية.

وتابع يوسفquot; انه لقد اعتدنا في سوريا على أن تقوم السلطات السورية بالتعتيم والصمت على مشكلات وأزمات الواقع السوري،خاصة على القضايا والمسائل التي تخص الأقليات والقوميات غير العربية لكن أن تحذو الأحزاب والتنظيمات الآشورية بموقفها،حذو السلطات السورية من قضية الاعتداء على كاهن الكنيسة السريانية، فهذا موقف يثير التساؤل حول مشروعية هذه الأحزاب ومبرر وجودها،وكذلك يثير الشكوك بمصداقيتها السياسية والقومية تجاه قضايا شعبنا، مشددا اللوم على التنظيمات الآشورية التي تدعي بأنها في خندق المعارضة للحكم في سوريا، فهي لم تكلف نفسها اصدار بيان ادانة واستنكار لعملية استهداف رمز ديني واجتماعي سريانيquot;آشوريquot;. quot;

وأوضح quot;انه ليس المطلوب تسييس هذه القضية وتضخيمها والتهويل لهاquot;، وان كانت من وجهة نظره ان هذه القضية لا تخلو من ابعاد ودلالات سياسية، لكن اعتبر يوسف quot; انه من غير المقبول أن تصمت الكنيسة والمرجعيات السريانية الأخرى على قضية الكاهن وهي المعنية الأولى بها،وأن تتركها برسم السلطات المحلية بمدينة القامشلي، التي أخفقت حتى الآن في التعرف على هوية الجاني والقبض عليه وقد مضى اسبوعان على الحادثةquot;.وقال ربما هي غير راغبة اصلاً بالقبض عليه ومعرفة الحقيقةquot;.

ورأى quot;أن أقل ما يمكن أن تفعله الكنيسة السريانية وعلى رأسها البطريرك quot;زكا عواصquot; تحريك واثارة قضية الأب صليبا أمام السلطات السياسية العليا في البلاد، والمطالبة بتشكيل لجنة وطنية خاصة للتحقيق فيها، والوصول الى الجاني ومن خلاله الى الجهة التي تهدف الى خلق بلبلة في الأوساط المسيحية، والعبث بأمن واستقرار المجتمع السوري.فاذا ما تم الصمت والسكوت على هذه الجريمة الارهابية ومضت من دون الكشف على الفاعل واحالته الى القضاء ، علينا أن نتوقع المزيد منها وربما أكثر خطورة في المرحلة المقبلةquot;.