المواجهة في غزة .. تكتيكات إسرائيل وحماس

غزة: واصلت اسرائيل هجومها ضد حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) لليوم الثامن عشر يوم الثلاثاء. وفيما يلي نظرة عن التكتيكات والاسلحة التي يستخدمها الجانبان:

جواب - هدف اسرائيل هو وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على بلداتها الجنوبية وحتى يتحقق ذلك بدأت في ضرب حماس من الجو والبر للدرجة التي اما لا ترغب فيها حماس أو تعجز عن السعي لمواجهة أخرى مع الدولة العبرية. الا أنها لم تلتزم بعد بالقضاء على سيطرة حماس على الجيب الساحلي.

وتعتزم اسرائيل أيضا ضمان عدم تسليح حماس نفسها ثانية ولهذا تريد تدمير أنفاق التهريب بين جنوب غزة ومصر ومنع النشطاء من اعادة شقها. ولكي تحقق ذلك تدرس السيطرة على المساحة الضيقة من الارض المعروفة باسم ممر فيلادلفي وهو تصاعد ينطوي بشكل كبير على مجازفة.

وحماس وهدفها في نهاية الامر هو اقامة دولة اسلامية على كل الاراضي التي كانت فلسطين عام 1948 تبدو عازمة على المضي قدما في اطلاق أكبر عدد ممكن من الصورايخ يوميا في اشارة للتحدي ولتوضيح أنها لم تنحن. وتأمل أن تعلن النصر فقط عن طريق قدرتها على الاستمرار في القتال ليوم اخر.

ويواجه الهجوم الاسرائيلي ضغوطا من الدبلوماسية الدولية والانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المقررة في العاشر من فبراير شباط. ولن تكون أي خسائر كبيرة في صفوف القوات الاسرائيلية محل ترحيب من الناخبين.

جواب - الجيش الاسرائيلي أحد أكثر جيوش العالم تقدما من الناحية التكنولوجية. والجيش الاسرائيلي قوامه 150 ألف جندي. ودخلت بالفعل عدة الاف من القوات النظامية وقوات الاحتياط المدربة بشكل جيد غزة أو تقف على أهبة الاستعداد. وتنتفع هذه القوات من معدات المراقبة والاتصالات عالية التقنية ويمكنها استدعاء قوة ضاربة هائلة من الدبابات والطائرات وزوارق البحرية.

ولحماس ما يقدر بنحو 25 ألف مقاتل مسلحين بأسلحة صغيرة وقذائف صاروخية. وتقول اسرائيل ان حماس لديها أيضا صواريخ أكثر تقدما مضادة للدبابات وقد يكون لديها صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف قادرة على اصابة طائرات الهليكوبتر أو الطائرات التي تحلق على مستوى منخفض رغم أنه لم يتضح أن مثل هذه الاسلحة استخدمت. ويقول مسلحون فلسطينيون انهم أعدوا مزيدا من العقبات البرية من ألغام الى خنادق الى شراك خداعية.

وشنت حماس عشرات من الهجمات الانتحارية في اسرائيل وتقول ان رجالها ونساءها يمكن أن يستأنفوا مثل هذا التكتيك الآن.

جواب - رغم انسحاب القوات الاسرائيلية من غزة عام 2005 بعد 38 عاما من الحكم العسكري الا أن وكالات استخباراتها درست المنطقة بشكل واسع تحسبا لمواجهة مع حماس.

وحتى لا تتكرر انتكاسات حرب اسرائيل ضد مقاتلي حزب الله اللبناني عام 2006 التي أسفرت عن مقتل 157 اسرائيليا تدرب الجيش الاسرائيلي بشكل موسع وحسن سبل الاتصالات. وساعد الغضب العام بين الاسرائيليين من جراء نحو ثمانية الاف صاروخ وقذيفة مورتر أطلقت على اسرائيل من غزة وأسفرت عن سقوط 18 قتيلا من عام 2000 حتى بدء الهجوم على تحفيز القوات.

وفرض القادة الاسرائيليون مستويات جديدة من الرقابة للحيلولة دون تسرب أخبار من أرض المعركة قد تزود الفلسطينيين بمعلومات عن انتشار القوات.

التقدم البطيء نسبيا للقوات المسلحة الاسرائيلية في غزة حتى الآن ومعدل الضحايا البسيط نسبيا يشيران الى أنها تتقدم ببطء وحرص لتفادي الوقوع في كمائن.

جواب - لا شيء يتغلب على معرفة المدافع المباشرة بأرضه. بامكان حماس الاعتماد فقط على الدعم من العديد من المدنيين.

ويبدو أن حماس تحاول جذب القوات الاسرائيلية الى المناطق المأهولة بالسكان حيث الازقة الضيفة التي ستجعل الدبابات الاٍسرائيلية والدعم الجوي لا جدوى لهما. وبالرغم من أن القوات الاسرائيلية تضيق الخناق على مدينة غزة من الشمال والجنوب الا أنها تفادت التوغل في شوارعها.

ووصف قادة حماس القتال الحالي في غزة بأنه معركة حتى النهاية ومن ثم فان دافع النشطاء الذي تذكيه الحماسة الدينية كبير. ومفهوم التضحية بالنفس يمكن أن يجعل المقاتلين الاسلاميين أصعب في المواجهة.

ويبدو أن الفلسطينيين عقدوا العزم أيضا على أسر جنود اسرائيليين اضافة الى جلعاد شليط الجندي الاسرائيلي الذي أسر عبر الحدود عام 2006 .

الحذر الاسرائيلي المبالغ فيه فيما يتعلق بالتقدم في غزة قد يصبح عائقا اذا حول القوات الاسرائيلية الى أهداف ثابتة.

ولدرايتها بالضغط الذي تتعرض له من حلفائها الدبلوماسيين تقول اسرائيل ان قواتها تبذل أقصى جهد ممكن لتفادي سقوط ضحايا من بين غير المقاتلين رغم أنه يبدو أن كثيرا من القتلى الفلسطينيين الذين أحصاهم مسؤولون بالقطاع الطبي الفلسطيني في غزة ومجموعهم نحو 925 قتيلا من المدنيين.

وأي عدد كبير من القتلى المدنيين في حادث واحد فقط أو أي خسائر في صفوف القوات قد تضعف معنويات الجنود باطلاق تحقيقات واتهامات متبادلة في تسلسل القادة العسكريين.

وحاولت اسرائيل مراوغة الانتقادات بسقوط ضحايا مدنيين بالقاء اللوم على حماس بتعمد التحرك من مناطق مأهولة. وبعد أن قال مسعفون ان 42 شخصا قتلوا الاسبوع الماضي عندما سقطت قذائف على مدرسة صرح الجيش الاسرائيلي بأنه كان يرد اطلاق النيران على نشطاء.

جواب - رغم فوزها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 وتغلبها على قوات حركة فتح في اقتتال داخلي في قطاع غزة بعد ذلك بعام لا تتمتع حماس بتأييد شعبي بالاجماع. وألحق أثر الحرب التي دخلت اليوم يومها الثامن عشر الضرر بموقف حماس وتكتيك الحركة الاسلامية باطلاق الصواريخ لا يحظى بتأييد عام عالمي. ولكن في الوقت ذاته فان الصمود في مواجهة اسرائيل قد يعزز من صورتها.

اعتمدت حماس بشكل كبير على الانفاق الحدودية مع مصر في تهريب الاسلحة التي تمولها ايران وسوريا حليفا حماس وفي تهريب الامدادات لسكان غزة. وقصفت اسرائيل هذه الانفاق بشكل يهدد ترسانة حماس وأيضا قدرتها على توفير متطبات المستهلكين المحليين.