الياس توما من براغ : بدأ المشهد السياسي التشيكي يشهد تغييرا باتجاه وضع حد لاحتكار خمسة أحزاب سياسية المقاعد النيابية وذلك من خلال الإعلان عن تأسيس حزبين سياسيين جديدين الأول له أهداف معادية لاتفاقية لشبونة وعملية تعميق التكامل الأوروبي ككل يحمل اسم quot;حزب المواطنين الأحرار quot; والثاني له أهداف معاكسة تماما يحمل تسمية quot; الليبراليون التشيك quot; .

ويقول رئيس الحزب الثاني بافيل وويس أن النخبة التي أسست الحزب الجديد تشعر منذ فترة طويلة بان العدد الكبير من الناس من ذوي الفكر الليبرالي في البلاد ليس لديهم من يدافع عنهم وان الليبراليين التشيك يمثلون جيلا جديدا من السياسيين الذين يتبنون تعميق التكامل الأوروبي ولم يتورطوا في السابق بأي فضائح تتعلق بالفساد.

وأكد أن الحزب سيضم وجوها معروفة مثل الاقتصادي التشيكي توماش ييجيك الذي ساهم في تأسيس التحالف المدني الديمقراطي وكان وزيرا للخصخصة في أول حكومة تشكلت بعد سقوط النظام الشيوعي .

وقد وضع هذا الحزب هدفا له هو النجاح في الانتخابات إلى البرلمان الأوروبي التي ستجري في صيف هذا العام ومن ثم دخول البرلمان التشيكي في الانتخابات النيابية التي ستجري العام القادم أو خلال النصف الثاني من هذا العام كما يتوقع عندما يتم تنظيم انتخابات مبكرة .

ويقول أمين سر الحزب ميرن هاميرسكي أن الحزب يريد كسب الناخبين من خلال طرحه فكرة تعميق التكامل الأوروبي عن طريق قيام اتحاد فيدرالي بين الدول الأوروبية وفق النموذج السائد في سويسرا .

ويضيف إننا على خلاف التهكميين الأوروبيين أو الجبناء الأوروبيين نقدم رؤية أخرى ولذلك يمكن تسميتنا quot; بالمتفائلين الأوروبيين quot;.
ورأى أن اتفاقية لشبونة هي حل وسط لكنه يتواجد على حافة التحمل ولذلك فان قيادة الحزب ترى بان على الناس أن يقولوا رأيهم فيها من خلال استفتاء ينظم لهذه الغاية .

ويريد الحزب الجديد في الحملة الانتخابية له بعد اشهر قليلة التركيز عل ضرورة إلغاء السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة لأنها ترفع أسعار المواد الغذائية وتشوه السوق وتغيير النظام الانتخابي ومحاربة الفساد .
ويلتقي حزب المواطنين الأحرار مع الحزب الليبرالي في ضرورة تنظيم استفتاء بشان اتفاقية لشبونة غير انه يدعو إلى رفضها والى التخفيف من عملية التكامل الأوروبية أما موقفه بشان وضع قاعدة رادارية اميركية في تشيكيا فهو داعم لها

ويلتف حول هذا الحزب أناس مقربين من الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس الأمر الذي جعل بعض التكهنات تظهر بان الرئيس كلاوس وراء تشكيل هذا الحزب خاصة وانه أعلن تركه الرئاسة الفخحرية للحزب المدني الديمقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم الشهر الماضي وسط اتهامات له بأنه تحول من حزب يميني إلى حزب وسط والمعروف أيضا بان الرئيس كلاوس له مواقف انتقادية قوية لعملية التكامل الأوروبي الأمر الذي ادخله في خلافات مع نواب أوروبيين ومع الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي ويتم التوقع بان يعمد هذا الحزب إلى استقطاب بعض الناس من الحزب المدني ومن قاعدته الانتخابية باعتباره سيمثل حسب مؤسسية عودة إلى الجذور الأصلية للحزب المدني .