الكويت: قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان فرض احتلال اميركي رسمي على العراق بدلا من الاسراع بوضع العراقيين في موقع المسؤولية هو quot;ام الاخطاءquot; لكن معظم العراقيين لا يزالون يعتبرون الرئيس جورج بوش شجاعا لإطاحته بصدام حسين.
وفي مقابلة مع زيباري لبحث إرث الرئيس الاميركي المنتهية ولايته الذي غزا بلاده عام 2003 قال الوزير العراقي ان القتال الطائفي الذي استمر سنوات وراح ضحيته عشرات الآلاف هو نتيجة لقرار بوش فرض الاحتلال على البلاد.
واوضح ان ادارة بوش ارتكبت اخطاء اخرى في العراق مثل فضيحة الانتهاكات في سجن ابوغريب.
وتلقي حرب العراق التي تثير استياء شعبيا بظلال كثيفة على إرث بوش الذي حاول تحسين صورته في الايام التي تسبق تنصيب باراك اوباما رئيسا جديدا للولايات المتحدة يوم الثلاثاء.
وقال زيباري quot;اعتقد ان أكبر خطأ كان تغيير المهمة من التحرير الى الاحتلال. ام الاخطاء ان جاز القول هي قرار مجلس الامن 1843quot; مشيرا الى قرار صدر في مايو ايار 2003 اعترف بالسلطة الحاكمة التي عينتها الولايات المتحدة وبريطانيا بصفتهما quot;قوتا الاحتلالquot;.
واضاف لرويترز في مقابلة في الكويت quot;كان ذلك بداية جميع الاخطاء والعنف والانقسامات والصراعات التي اندلعت في البلاد بعد ذلك.quot;
وبعد الاطاحة بصدام حسين في 2003 فرضت واشنطن احتلالا عسكريا رسميا استمر اكثر من عام هوت البلاد خلاله بشكل سريع في دوامة العنف.
وكان العداء للاحتلال هو حافز المسلحين من العرب السنة والمليشيات الشيعية التي هبت ضد القوات الاميركية في 2003 و2004. وانقلبت الجماعات الطائفية المسلحة بعضها ضد بعض في 2005 مما ادى الى مزيد من إراقة الدماء التي لم تتراجع حدتها اخيرا الا بعد ان ارسل بوش مزيدا من القوات في 2007.
وقال زيباري ان الصور المروعة لتعرض السجناء العراقيين لانتهاكات على ايدي الجنود الاميركيين في سجن ابو غريب غربي بغداد ادت ايضا الى زيادة العنف المسلح.
واضاف الوزير العراقي quot;ابو غريب كان خطأ فادحا اخر وفشلا اخلاقيا ارتكبته ادارة بوش.. كما يعترفون بأخطاء بالغ الخطورة... خلال الحرب وبعدها.quot;
وينحي كثير من العراقيين سواء السنة او الشيعة على بوش شخصيا باللائمة في مقتل عشرات الآلاف في سنوات الحرب.
والقى صحفي عراقي الشهر الماضي بحذاءيه على بوش خلال زيارة الوداع التي قام بها للعراق في اهانة كبيرة جعلت من الصحفي بطلا بالنسبة الى كثير من العراقيين الغاضبين من الوجود الاميركي.
غير ان الرئيس جلال الطالباني اشاد ببوش هذا الشهر لقراره quot;الشجاع والتاريخيquot; الاطاحة بصدام.
وتحسن الامن الى حد بعيد في العراق في العام الاخير فيما يرجع في جانب منه الى قرار بوش ارسال قوات اضافية. وتعهدت واشنطن بموجب اتفاق بدأ سريانه في اول العام الجديد بسحب قواتها المتبقية وعددها 140 الفا خلال ثلاث سنوات.
ويسود الفترة التي تسبق انتخابات المحافظات في 31 يناير كانون الثاني وهي ثاني انتخابات عراقية منذ الغزو الاميركي هدوء نسبي وسط مشاركة مرتفعة للمرشحين.
وقال زيباري ان ارث بوش في العراق ايجابي في مجمله.
واضاف quot;اعتقد ان اغلبية العراقيين ممتنون لادارة بوش لمساعدتها... في التخلص من دكتاتورية صدام.quot;
وتابع quot;كثير من العراقيين الذين يؤيدون التغيير ويؤمنون بالديمقراطية يقدرون دور الرئيس بوش وقراره الشجاع المساعدة في تغيير النظام في العراق.quot;