كيف استقبل الشارع العربي تنصيب أوباما
نجلاء عبد ربه من غزة: عادة ما يعول الشارع الفلسطيني على أية رئيس أميركي جديد، ويتطلعون بعين الأمل نحو تغيير جوهري في سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية نحو القضية الفلسطينية، إلا أن تنصيب باراك أوباما يوم أمس لم يأخذ حيزا لدى اهتمامات الشارع في قطاع غزة.

وإن كانت الأمور تختلف جوهرياً في الضفة الغربية، إلا أن غزة تختلف تماماً، فلا زال الفلسطينيون فيها يلملمون جراحهم مما لحق بهم من هجوم إسرائيلي عليهم لـ 22 يوم قتل خلالها 1326 فلسطينياً وجرح أكثر من 5450 آخرين.

وقال الشاب محمد غبن من شمال بيت لاهيا، بينما كان يجلس فوق حجر من حجارة منزله الذي دمر تماماً، quot;ماذا سيفعل لي أوباما، بالتأكيد سيكون كما غيره من رؤساء أميركيا السابقينquot;.

وأضاف لإيلاف quot;إسرائيل ستتحكم بسياسته إزاء قضايا الشرق الأوسط، وهذا يعني أن لا حل لقضيتنا الفلسطينية من جذورهاquot;.

وأعتبرت الطالبة رشا الفرا أن تغيير رئيس الولايات المتحدة الأميركية لن يفيدنا كفلسطينيين. وقالت quot;أفضل أن لا آمل كثيراً في أوباما أو غيره، الصحيح أن نتوحد كفلسطينيين في مواجهة إسرائيل، لا أن نعتمد على غيرناquot;.

وأضافت لإيلاف quot;ستبقى إسرائيل تحاصرنا، ولن يفعل لها أوباما شيئاًquot;.

وقال الحاج عبد الرحمن معروف من سكان شمال غزة أنه لا يعلم إسم رئيس أميركيا الجديد. لكنه أضاف quot;بتمنى أن يكون أفضل من السابق بوش الذي قتل مئات الآلاف من العراقيين ودمر بلد عربي بالكاملquot;.

وتساءل معروف: حتى لو جاء رئيس مسلم لأميركا.. هل يستطيع أن يعيد لنا حقوقنا كفلسطينيين!!؟.

وقالت سمر معروف فيما كانت تحمل أحد أطفالها ونظراتها تترقب الفلسطينيين وهم يجمعون ما تبقى ما حاجياتهم التي دمرت الجرافات الإسرائيلية بيوتهم، quot;فليعيد لي الرئيس الأميركي الجديد طفلتي مها التي أستشهدت جراء القصف الإسرائيلي على مدرسة الفاخورة، أو يعيد لي منزلي الذي محته الجرافات تماماً، لدرجة أنني لم أتعرف على مكان بيتي السابقquot;.

وقالت سمر التي فقدت أيضاً إبنها هيثم (10 أعوام) بالإضافة لإبنتها مها (15عاماً): ما لنا والرئيس الأميركي الجديد، نحن فقدنا فلذات أكبادنا وفقدنا منازلنا وأصبحنا دون بيوت أو جدران تحمينا من البرد أو الصواريخ الإسرائيلية التي تستوردها من الولايات المتحدة الأميركيةquot;.

وهربت سمر وأطفالها الثمانية من الموت في بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، نحو مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين quot;الأونرواquot;، إلا أن الموت لحق أطفالها وقتل إثنين منهم في مجزرة إسرائيلية قريبة من المدرسة راح ضحيتها 45 مواطناً فلسطينياً.

وجاء تنصيب باراك أوباما كأول رئيس أميركي اسود في وقت ما زال سكان قطاع غزة يقومون بإزالة ركام منازلهم التي دمرتها إسرائيل خلال هجومها على غزة لـ 22 يوم. في وقت تشرد أكثر من 35 ألف فلسطيني معظمهم من شمال غزة.

وقلل الحاج أبو عدنان (68 عاماً) من إمكانية قيام أوباما بتغيير سياسة الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط. وقال quot;عادة ما توفر أميركا الغطاء السياسي والعسكري لإسرائيل، أما نحن فدوماً نكون كبش الفداء منذ النكبة حتى اللحظةquot;.