المحكمة الإسرائيلية العليا تجيز لحزبين عربيين خوض الانتخابات
الأحزاب العربية تبني دعايتها على حرب غزة

نضال وتد من حيفا: كما كان متوقعا، ألغت محكمة العدل العليا في إسرائيل، مساء الأربعاء، قرار لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل بمنع قائمتين عربيتين من خوض الانتخابات للكنيست، وذلك على أثر طلب رسمي تقدم به حزبان يمينييان هما حزب الاتحاد القومي( برئاسة أريه إلداد) وحزب يسرائيل بيتينو (برئاسة أفيغدور ليبرمان) بعد الادعاء على الحزبين بأنهما يرفضان إسرائيل كدولة يهودية ويعملان من الداخل للقضاء عليها.

وقد صوت اليوم غالبية قضاة المحكمة العليا (ثمانية من 9) الذين بتوا في القضية، إلى جانب شطب قرار اللجنة المذكورة باعتبارها لجنة سياسية، وبسبب عدم تقديم أية أدلة تدعم دعاوى الحزبين المذكورين. إلى ذلك فقد أعلن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي ان قرار لجنة الانتخابات المركزية لن يصمد أمام امتحان القضاء لعدم توفر أدلة ملموسة ضد القائمتين المذكورتين.

ووصف النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، قرار المحكمة العليا بإلغاء قرار شطب قائمة التجمع، الذي اتخذته لجنة الانتخابات المركزية بتاريخ 12.1.2009، بأنه هزيمة للفاشية ممثلة بليبرمان والأحزاب التي دعمته مثل الليكود وكاديما والعمل.

وقال لإيلاف إن المعركة ضد العنصرية والفاشية مستمرة، ونحن نواجه حالة أيدت فيها كل الأحزاب الصهيونية، ما عدا quot;ميرتسquot;، شطب قائمة التجمع بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية والمقاومة ومطالبته بالمساواة الكاملة للمواطنين الفلسطينيين في الداخل في إطار دولة لكل مواطنيها وإصراره على حقوقهم القومية.

وأضاف زحالقة يقول: quot;لقد واجه التجمع الشطب بالإصرار على تمسكه ببرنامجه السياسي ومواقفه ومبادئه ووقوفه مع مؤسس الحزب الدكتور عزمي بشارة، الذي تعرض لمؤامرة وملاحقة من قبل المؤسسة الإسرائيلية.

ليس بالأمر الطبيعي أن يسمح لنا بخوض الانتخابات من خلال قرار محكمة، ونحن في مواجهة وصراع مع كل الأحزاب الصهيونية. لقد ثبت في النقاشات حول الشطب أن معركتنا هي في مواجهة الصهيونية، ولا يمكن على المدى البعيد أن يكون هناك سلام حقيقي ومساواة فعلية بدون هزيمة العنصرية والصهيونية، بالضبط كما هزم الابرتهايد في جنوب أفريقيquot;

وكان السكرتير العام لحزب العمل، عضو الكنيست إيتان كابل قد عزا تصويت حزبه في لجنة الانتخابات المركزية إلى جانب شطب حزب التجمع، على تصريح النائب زحالقة وتأكيده على أن قيادة الحزب تحافظ على علاقة واتصال مباشر مع المفكر العربي عزمي بشارة، النائب سابقا ومؤسس الحزب..

أما عضو الكنيست إبراهيم صرصور رئيس القائمة الموحدة فقد أشار إلى خطورة طرح اليمين الفاشي الذي يريد عمليا أن لا يكون تمثيل سياسي شرعي للأقلية العربية وان لا يشارك العرب في هذه الانتخابات وهو ما يجب أن يتنبه له الجميع قائلا: جماهيرنا ستقطع الطريق على هؤلاء إنها على مستوى عال من الوعي السياسيquot;.

من جهته فقد قال عضو الكنيست أحمد طيبي رئيس كتلة القائمة في الكنيست في بيان عممه على وسائل الإعلام: quot;لقد انتصرنا على الفاشية والعنصرية الذين أرادوا منعنا من حقنا الطبيعي في تمثيل جماهيرنا. انتصرنا في هذه الواقعة ولكن المعركة لم تنته, فالعنصرية أصبحت تيارا مركزيا في إسرائيل ونحن على يقين ان جماهيرنا التي التفت من حولنا ستكون معنا أي يوم الثأر والنصر في 2/10 القادم لنصفع ليبرمان باراك وليفني ونؤكد أننا أقوى من الحرب واقوي من الشطب . ونعد جماهيرنا أن نبقى على العهد في مقدمة المدافعين عن حقوق ابناء شعبنا وامتنا وخدمة قضاياهم الحياتيةquot;.

في غضون ذلك ومثلما تسعى قادة الأحزاب الكبيرة في إسرائيل الحرب على غزة لتعزيز صفوفها في الشارع الإسرائيلي فإن الأحزاب العربية هي الأخرى تقوم ومن الاتجاه المعاكس بنفس الأمر، فالجبهة الديموقراطية والحزب الشيوعي وضعت شعارها الانتخابي تحت عنوان أوقفوا القتل في غزة، أما القائمة الموحدة فجعلت شعارها الانتخابي quot;يقصفون ويشطبون، أقوى من الحرب وأقوى من الشطب. في المقابل يراهن التجمع الوطني الديموقراطي على النقمة العارمة في صفوف الفلسطينيين في الداخل على مواقف السلطة الفلسطينية في رام الله، خلال العدوان، داعيا كلا من بركة وأحمد طيبي على التنصل من أية علاقة مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس ومن العقيد محمد دحلان.