دمشق: اعتبر مستشار إعلامي ومحلل سياسي سوري أن اللقاء التصالحي بين عدد من الزعماء العرب على هامش قمة الكويت كان quot;خطوة معنوية لا معنى لها دون أن ينتقل هذا التصالح إلى الحالة السياسية العربية، ورأى أن المصالحة بمعناها المطلوب quot;مسألة صعبة ومركبةquot; في آن واحد، وتحتاج إلى quot;إرادة سياسية عالية وواضحة تتجاوز ما هو مألوفquot; في السياسة العربية.

ودافع أحمد الحاج علي المستشار السابق لوزير الإعلام السوري عن الموقف السوري من المصالحة العربية وقال quot;معروف تاريخياً وعملياً أن سورية مع أي خطوة إيجابية تجاه الموقف العربي المشترك أو التضامن العربي وصولاً إلى مرحلة الوحدة العربية، وترى السياسة السورية أنه يمكن البدء بالممكن خاصة في ظل حالة عربية صعبة وموروث سياسي وواقع عام متداخل يتأثر بالقضايا والقوى الخارجيةquot;، ورأى أن سورية quot;عملياً ومسلكياً لم ترفض أي مصالحة ومازالت تصر عليها حتى هذه اللحظةquot; وفق تعبيره.

أما بصدد المصالحة التي شهدتها قمة الكويت بين الرئيس السوري والعاهل السعودي من جهة والرئيس المصر وأمير قطر من جهة أخرى فقال حاج علي quot;إن المصالحة لم تتم ولكن تم التصالحquot;، وأوضح quot;إن المصالحة هي اقتراب بين المواقف والرؤى بحدوده العامة، أما ما تم في الكويت فهو التقاء للزعماء العرب فقط، ومع ذلك فالتصالح بادرة طيبة، خاصة وأن الحاكم العربي هو صاحب القرار الأساسي في مثل أنظمتنا، وهذا اللقاء مطلوب ولقد وجد صدى إيجابي كبير لدى الرأي العام العربي بالنظر للتوقعات السلبية التي كانت سائدة، وما تابعناه من شجون وابتعاد بين العرب والاتهامات العربية الضمنية والعلنية المتبادلة، حتى قمة الكويت نفسها شهدت مثل هذه المساجلات التي ابتعدت عن المحور الأساسي وهو نصرة غزة وإدانة العدوان الإسرائيلي عليهاquot; وفق قوله.

ورأى أن المشكلة الأساسية في هذه المرحلة هي quot;كيف يمكن نقل هذا التصالح بعنى اللقاء بين الزعماء إلى المصالحة بمعنى اقتراب المواقف والرؤىquot;، وأعرب عن عدم تفاؤله بالنتائج وقال quot;هذه المسألة صعبة ومركبة في آن واحد، وتحتاج إلى إرادة سياسية عالية وواضحة جداً تتجاوز ما هو مألوف وما هو معمول به حتى الآن في العالم العربيquot;، وتابع quot;إذا كان المراد من هذه الخطوة أن تُنتج آثارها الكاملة فمن المهم أن تبنى عليها خطوات أخرى، ولكن حتى هذه اللحظة لا يوجد ما يشجع على افتراض وجود تغير في المواقف تجاه المحاور الأساسيةquot;، وأضاف quot;علينا أن نربط عدم التغير هذا بوجود تدخلات خارجية ومحاور إقليمية في المنطقة وحولها، ووجود موروث لا يشجع على هذه الخطوةquot; وفق تعبيره.

ونبّه حاج علي، العضو في حزب البعث الحاكم، إلى أن إسرائيل quot;استغلت هذا الأمر وسارعت للتحرك مباشرة وبفعالية على مستوى الغرب عموماً وأوربا خصوصاً بقصد إجهاض هذه الخطوة العربية وتأمين أكبر مساحة لتمرير سياستها وتبرير ما قامت به في غزة، وبالمقابل نرى أن الحالة السياسية للعرب قد عادت إلى المربع الأول، وتجددت الاتهامات المتبادلة، ما يؤكد أن ذلك اللقاء لم يكن إلا تصرف في نطاق تلك اللحظة فقطquot; على حد قوله.

وشدد على ضرورة quot;الانتظار كي تتجلى المرحلة المقبلةquot;، وقال إنها quot;ستكشف على وجه التحديد إلى أي مدى كان لهذا التصالح بين الزعماء العرب أثر على المصالح العربية المشتركة بعيداً عن أي حسابات قبلية أو ارتباطات خارجيةquot;، وأضاف quot;إن النكوص عن هذا التصالح سيعني أنه لم يعد هناك أي أخلاقيات للعمل السياسي العربي ولا أي مصادقيات يمكن أن تحيط بأي لقاء عربي رفيعquot; على حد تعبيره.