طلال سلامة من روما: فاز أومبرتو بوسي، رئيس حزب رابطة الشمال quot;ليغا نوردquot;، بأول فوز سياسي ذو معنى منذ أن أضحت هذه الرابطة جزء من الائتلاف السياسي الحاكم وإذن جزء من القرارات المصيرية التي تمثل الشعب الإيطالي برمته. بعد أن حصل على عدد الأصوات المطلوبة في مجلس الشيوخ على قانون النظام الفيدرالي أن يحصل كذلك على موافقة البرلمان الإيطالي. هنا لا يوجد أي مشكلة كون الحزب الديموقراطي اليساري يتضامن مع هذا القانون بصورة غير مباشرة عن طريق الامتناع عن التصويت. سياسياً يُترجم هذا الامتناع بموافقة، غير رسمية ومتحفظة.

ونال مشروع قانون رابطة الشمال، المتعلق بالنظام الفيدرالي الذي يفصل ايطاليا مالياً بين الأقاليم الغنية الشمالية وتلك الفقيرة الجنوبية، 156 صوتاً مؤيداً وستة أصوات معارضة. في حين امتنع 108 من أعضاء مجلس الشيوخ، المنتمين الى الحزب الديموقراطي اليساري وحزب قيم ايطاليا، عن التصويت. في حال إقرار البرلمان بهذا المشروع فانه سيصبح في أوقات قريبة قانوناً بكل معنى الكلمة يحض حكومة روما، بواسطة آليات تنظيمية معينة، على القيام بإصلاحات جذرية بشأن الاستقلالية المالية للأقاليم والمحافظات وبلديات المدن الإيطالية. هكذا، قد تتخذ العاصمة روما مستقبلاً طابعاً سياسياً بحتاً لا شأن له بأي برنامج مالي لدعم هذا الإقليم أم ذاك. ما يعني أن بعض الأقاليم الفقيرة ستترك لمصير سوداوي.

ويبدو أن أومبرتو بوسي هو بطل الساحة السياسية الآن. فهذا الانتصار قد يليه انتصاراً آخر يتعلق بالإصلاحات القضائية وفق بصرية حزب بوسي، أي رابطة الشمال. في أي حال، يشيد بوسي بموقف حزب فلتروني، أي الحزب الديموقراطي اليساري، الذي لم يصوت ضد هذا المشروع الفيدرالي الاستثنائي.

من جانبه، ينظر حزب قيم ايطاليا، التابع للمدعي العام السابق أنتونيو دي بياترو الى هذا القانون بريبة. فهو لا يعامل جميع الأقاليم على قدم مساواة واحدة. برغم ذلك، يؤمن حزب دي بياترو بأن هذا القانون يدخل ضمن سلة إصلاحية تحتاج ايطاليا الى تفعيلها في أسرع وقت. لذلك، امتنع أعضاؤه في مجلس الشيوخ عن التصويت وهذه علامة ثقة بما يقوده بوسي من ثورة سياسية تقضي على المفهوم القديم للأنسجة السياسية بإيطاليا نهائياً.