طلال سلامة من روما: أثناء مظاهرة في العاصمة شارك فيها عدد من الشخصيات الفنية التي تريد إقناع الناخبين الإيطاليين بتبني خط سياسي مستقل عن طريق تأسيس كيان حزبي(أو أكثر) لا يرى المحللون مستقبلاً ناجحاً له كونه يعتمد على أسلوب المهاجمة العشوائية لاستقطاب الإعلام(والدعايات التجارية) في خطابات هذه الشخصيات الفنية، التي لم تدرس قط علوم السياسة ودهاليز العقلانية، يبدو أن دي بياترو، زعيم حزب quot;قيم ايطالياquot;، لم ينجح في السيطرة على جأشه المليء بالحقد والانتقام إزاء كل شخصية سياسية تعرضت لملاحقات قانونية برغم أنها رمت في وجهه، لاحقاً، أحكام براءتها ومنهجها الشريف.

وبات التهجم على جورجو نابوليتانو، رئيس الجمهورية الإيطالية، نافذة مفتوحة يدخلها السيد المدعي العام دي بياترو عندما يشاء. فلو واصل مهنته كمدعي عام لكان عبئه الثقيل قد أُزيح عن العديد من الشخصيات الحكومية. ويدعي السيد دي بياترو أن صمت رئيس الجمهورية حيال أهم الأحداث على الساحة السياسية ذو طابع مافياوي، يؤيد ولا يعارض كل من داس على كرامة الشعب الإيطالي. في أي حال، لاقى هذا التهجم الكلامي ردود فعل مستنكرة من ائتلاف برلسكوني وحزب زعيم المعارضة فلتروني. وكأن دي بياترو لا وقت له، بعد اليوم، إلا البحث اليائس وغير المبرر عن حبل مشنقته السياسية. بالفعل، يتخذ مسؤولون رفيعو المستوى في حزبه(قيم ايطاليا)، كما رئيس أعضاء حزبه في البرلمان الإيطالي، مسافة من تصريحاته التي تتهم سياسة رئيس الجمهورية بأنها خاطئة، ترى الشواذ من دون أن تمنعه من التسرب الى جذور الأنسجة السياسية.

بمعنى آخر، بدأت تلوح في الأفق أولى إشارات التصدع الداخلي في حزب دي بياترو على غرار ما يحصل بصورة غير رسمية في الحزب الديموقراطي اليساري وفي الحزب الشيوعي الذي انشطر مؤخراً رسمياً الى حزبين، كل واحد منهما مضى في طريقه وطريقته الخاصة. وربما سيكون هذا التصدع الحل الوحيد والأفضل للتخلص من دي بياترو، لو مؤقتاً!