أحييت بلدة عرابة في الجليل الذكرى التاسعة لهبة القدس والأقصى، حيث شارك حشد من الفلسطينيين في اسرائيل في مسيرة ومهرجان احياء لذكرى سقوط ضحايا عام 2000 بعد اقتحام أريئيل شارون للمسجد الأقصى المبارك. كذلك شهدت كافة البلدات والمدن الفلسطينية في إسرائيل إضرابًا عامًا وشاملاً شلت على أثره الحركة التجاريّة. كما تعطلت الدراسة في المدارس العربية على الرغم من إعلان وزير التربية والتعليم الإسرائيلي غدعون ساعر وجوب الانتظام في كافة المدارس. وفي بلدية أم الفحم، اعلن عن انتهاء الترتيبات لاستقبال مهرجان الأقصى في خطر الرابع عشر، والذي ينتظر أن يشارك فيه، نحو مئة ألف شخص من الفلسطينيين في إسرائيل، اضافة الى مندوبين عن السلطة الوطنية الفلسطينية.

عرابة الجليل: طغت الأعلام الحزبية والفئوية للحركات السياسية الخاصة بالفلسطينيين في إسرائيل على علم فلسطين، خلال المسيرة والمهرجان المركزي الذي شهدته بلدة عرابة في الجليل، في الذكرى السنوية التاسعة لسقوط ضحايا هبة أكتوبر عام 2000، بعيد اقتحام أريئيل شارون للمسجد الأقصى المبارك، بموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، إيهود براك.

فقد أحيا الفلسطينيون في إسرائيل اليوم، الذكرى التاسعة لهبة القدس والأقصى عبر إضراب عام وشامل، شل الحركة التجارية في كافة البلدات والمدن الفلسطينية في إسرائيل، كما تعطلت الدراسة في المدارس العربية، نزولاً عند قرار لجنة متابعة التعليم العربي، وذلك على الرغم من إعلان وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، غدعون ساعر أن الدراسة يجب أن تنتظم في كافة المدارس.

وشارك نحو عشرة آلاف شخص في المسيرة المركزية في بلدة عرابة، حيث حمل المشاركون، هذا العام بصورة لافتة الأعلام الحزبية المختلفة، فقد برزت بشكل لافت للنظر، وخلافًا للأعوام الماضية، الرايات الإسلامية لخضراء للحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، وترددت هذه المرة، شعارات إسلامية بحتة، تختلف عن الشعارات المعهودة التي اقتصرت في الماضي على لبيك يا أقصى. إذ تردد في السميرة هتاف هو الأول في مثل المسيرات الوطنية في الداخل وهو quot; في سبيل الله قمنا، وهو هتف حرصت الحركة الإسلامية الشمالية عادة، على رفعه فقط في المهرجانات الإسلامية، وفي مقدمتها المهرجان السنوي الذي يقام في أم الفحم تحت عنوان الأقصى في خطر.

إلى ذلك برزت الأعلام الحمراء للحزب الشيوعي الإسرائيلي، فيما قلت الأعلام الفلسطينية التي اعتاد المتظاهرون حملها، ربما بسبب اتفاق أقطاب الأحزاب السياسية للعرب في إسرائيل على رفع الأعلام الحزبية، بغية إظهار وحضور قوة كل حزب منها.

إلى ذلك برز هذا العام حضور مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري، على منصة رئاسة المهرجان، وإلى جانبه المؤرخ الإسرائيلي التقدمي إيلان بابي المشهور بفعل دراسته وبحثه الأكاديمي حول التطهير العرقي في إسرائيل ومناهضته للصهيونية، لدرجة هجرته للعيش في بريطانيا.

واقتصر الحديث في المهرجان على كلمات للضيفين الرئيسين، صبري وبابي، إلى جانب رئيس لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل محمد زيدان، ورئيس بلديةعرابة، عمر نصار، ورئيس لجنة ذوي الشهداء، حسن عاصلة والد القتيل أسيل عاصلة.

وركز المتحدثون على ضرورة تقديم القاتلين للعدالة ومحاكمتهم، والتصدي للعنصرية الإسرائيلية، فيما دعا الشيخ عكرمة صبري إلى ضرورة الوحدة الفلسطينية لمواجهة الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى..

مهرجان الأقصى في خطر الرابع عشر

في موازاة ذلك،أعلنت بلدية أم الفحم أنها انتهت من استعداداتها لاستقبال مهرجان الأقصى في خطر الرابع عشر، والذي سينظم كما في كل عام، في المدينة، وينتظر أن يشارك فيه، نحو مئة ألف شخص من الفلسطينيين في إسرائيل، عدا مندوبين عن السلطة الوطنية الفلسطينية.

في المقابل تستعد الشرطة الإسرائيلية للانتشار في منطقة وادي عارة ومحيط مدينة أم الفحم، مع نشر قوات معززة على الطرقات، بحجة الحفاظ على الأمن والنظام.

وتقوم الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، سنويا بعقد مؤتمر سنوي تستعرض فيه خطوات مؤسسات الأقصى المختلفة في سبيل رعاية المسجد الأقصى وصيانته، ناهيك عن كشف ومراقبة الحفريات والمخططات الإسرائيلية في محيط الأقصى وتحته.

وترى السلطات الإسرائيلية في رائد صلاح خطرًا على مشايعها، ولا سيما بفعل عشرات آلاف الأنصار الذين تستطيع حركته تجنيدهم للرباط في محيط الأقصى المبارك، وهو ما حدا بهذه السلطات إلى إصدار أوامر قضائية لإبعاد الشيخ رائد صلاح ومنعه من دخول الحرم القدسي الشريف.