من المتوقع أن يؤدي عدم التوصل الى حل نهائي لوضع مدينة القدس والمسجد الاقصى الى صراع ديني بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وسوف يكون جبل الهيكل بؤرة الاقتتال

القدس: حذر محللون اسرائيليون وفلسطينيون من ان عدم التوصل الى حل نهائي لوضع مدينة القدس والمسجد الاقصى، لب الصراع المركزي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، من شأنه ان يؤجج البعد الديني للصراع بين الطرفين. وقال المحلل الاسرائيلي المستقل موشي عميراف ان quot;جبل الهيكل (المسجد الاقصى) بالذات سيكون بؤرة الاحتراب والاقتتال، خصوصا ان هناك ازديادا كبيرا في اعداد المتدينين المتعصبين من كلا الطرفينquot;.

واضاف عميراف ان quot;موضوع المسجد الاقصى كان المعضلة في مباحثات كامب ديفيد عام 2000. لقد فشل السياسيون الفلسطينيون والاسرائيليون آنذاك في حل موضوع جبل الهيكل وسيفشل السياسيون مرة اخرى في الحل النهائي، اذا لم يجدوا حلا لموضوع القدس والاقصىquot;.

واعتبر عميراف، وهو خبير في موضوع القدس ورافق رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك في محادثات كامب ديفيد، ان quot;هناك 55% من الاسرائيليين يؤيدون تقسيم مدينة القدس، بينما هناك ما بين 70% الى 80% من الاسرائيليين يؤيدون ابقاء جبل الهيكل تحت السيادة الاسرائيليةquot;.

من جهته اعتبر المحلل الفلسطيني مهدي عبد الهادي انه quot;منذ عام 2000 وبعد مفاوضات كامب ديفيد ولقاءات طابا، وخصوصا بعد استفزازات واقتحامات للمسجد الاقصى، بدأ التوجه لدى الفلسطينين والعرب، ياخذ منحى دينيا كرد فعل على الاستفزازات الاسرائيلية، ولم يعد الصراع وطنيا مثلما كان خلال الاربعين عاما الماضيةquot;. واكد quot;ان مدينة القدس هي مركزية الصراع والقضية، اذ انها تجمع كل عناصر الصراع من لاجئين وحق عودة وتقسيم المدينة والهوية القومية ووضع الاماكن المقدسة والاقصىquot;.

ولفت عبد الهادي الى ان quot;استمرار الاستفزاز الاسرائيلي للاقصى يخلق ثقافة الانتقام والغضب والعداء الديني، وتتراكم فيه ثقافة الانتقام من اليهودي وتتطور وتنتقل الى الشارع الفلسطيني، وتأخذ عندها ادوات المقاومة اشكالا فرديةquot;.

وبدوره اكد عميراف ان quot;المسلمين يخشون ان تقوم مجموعات يهودية متطرفة بهدم الاقصى وبناء الهيكل، بينما يخاف اليهود بان يخسروا سلطتهم على المكان، وخصوصا ان هناك ضغوطات من قبل الادارة الاميركية عليهم، مما يخلق شعورا قوميا كبيرا عندهم بان كل العالم ضدهمquot;.

وللخروج من دائرة الصراع على الاقصى ومنعا لاراقة الدماء يقترح عميراف ان يكون quot;الحل دينيا عبر اجتماع رجال دين من علماء الازهر والعالم الاسلامي والحاخاميات اليهودية ورجال دين في الفاتيكان والاحتكام عند الباباquot;.

وشدد مبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط توني بلير الاربعاء في كلمة امام منتدى حول التفاهم الديني في جامعة جورج تاون الامريكية على اهمية الاعتراف بالبعد الديني للنزاع في الشرق الاوسط ومعالجته. ودعا رئيس الوزراء البريطاني السابق الزعماء الدينيين في القدس الى توجيه نداء مشترك لابقاء المدينة المقدسة مفتوحة لاتباع كل الديانات حتى عند اندلاع التوترات.

وقال quot;احد الامور التي نسعى الى تنظيمها هو صدور بيان مشترك من الحاخامات والزعماء المسيحيين والمسلمين حول القدس ينص على انها مدينة مفتوحة للعبادة للناس من كل الاديانquot;. وقال quot;اذا لم نكن مستعدين للاعتراف بهذا البعد والتصرف على اساسه، اعتقد اننا سنفشل في واجبناquot;. واضاف بلير quot;يقولون لي +ان المسالة لا تتعلق بالدين، كما تعلم. بل تتعلق بالسياسة+quot;. وتابع quot;اقول حسنا. ولكن ويا للاسف فان الكثير من الضالعين في النزاع يعتقدون انه يتعلق بالدين. ولذلك لا يمكنك حقيقة فصل البعد الديني عن النزاعquot;.

وقد بني المسجد الاقصى في المكان الذي كان يقوم عليه الهيكل اليهودي الثاني وذلك عدة قرون بعد ان دمر الرومان هذا المعبد سنة 70 للميلاد. ويطلق اليهود على المسجد الاقصى اسم جبل الهيكل.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وضمتها اليها واعلنتها عاصمتها الابدية. الا انها تركت ادارة المسجد الاقصى وباحته لدائرة الوقف الاسلامي برعاية اردنية، لكن الشرطة الاسرائيلية تراقب منافذه عبر مركز في الموقع، وهي تسمح منذ 2003 لمجموعات صغيرة من اليهود بزيارة الاقصى بدون اذن الوقف الاسلامي، لكنها تمنعهم رسميا من الصلاة فيه.

وكان سيلفان شالوم النائب الاول لرئيس الوزراء الاسرائيلي قال للاذاعة العامة الثلاثاء ان quot;المعركة بدأت لفرض السيادة (الاسرائيلية) على القدس وبشكل خاص على جبل الهيكلquot;.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دان quot;استفزازاتquot; المتطرفين اليهود الذين يريدون تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، مؤكدا ان قضية القدس تحتاج الى جهود العرب والمسلمين لمواجهة محاولات اسرائيل لتهويدها. من جهتها دعت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الى اطلاق الانتفاضة مجددا quot;دفاعا عن الاقصىquot;.