اعتبر زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن ان سلطات البلاد لم تحقق أي نجاح يذكر حيث خسرت الكثير من عتادها الحربي، كما اعتبر ان الحرب الواقعة الآن لم تكن خيارا.

صنعاء: أوضح زعيم quot;الحوثيينquot; عبد الملك الحوثي انه quot;منذ بداية الحرب، وحتى الآن، لم تحقق السلطة أي نجاح مهم، لا ميدانيا ولا سياسيا، فقد فقدت أكثر من سبعين موقعا عسكريا وخسرت الكثير من عتادها الحربي الذي دمر في أثناء القتال. كما أن ما ارتكبته السلطة من جرائم كبيرة بحق المدنيين، الذين دمرت بيوتهم على رؤوسهم، ولاحقهم القصف إلى مخيمات اللجوء، قد أسهم إلى حد كبير في خلق مناخ من الاستياء الواسع من ممارساتها، أوجد قناعة كبيرة لدى الكثير من أبناء شعبنا في المحافظات الشمالية بضرورة الالتحاق بجبهات القتالquot;. ولفت في الوضع الإنساني الى انه quot;من المعروف أن الحرب أنتجت وضعا مأسويا حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين من دون مأوى، ويعانون من صعوبة في توفير مستلزمات الحياة من غذاء ودواءquot;.

عبد الملك وفي تصريحات صحافية، اعتبر ان quot;الحرب من جانبنا لم تكن خيارا بل ضرورة، لأننا نواجه عدواناً شاملاً تشنّه السلطة على مناطقنا وقرانا، ولم نكن نحن من بدأها. لقد اضطررنا إلى القتال لمواجهة العدوان، وهذا حق مشروع لا جدال فيه. وقد رأينا في الدفاع عن النفس ضرورة قصوى لحماية الناس من القتل بدم بارد، ولإفشال محاولة إبادتنا بشكل شاملquot;، لافتا الى انها quot;معركة مستضعفين في مواجهة مستكبرين، ومظلومين في مواجهة ظالمين، والمأمول، ومن خلال الاعتماد على الله جل شأنه، أنها معركة حياة تفضي إلى تحقيق حياة كريمة وعزيزةquot;.

وعن فشل المساعي لإيقاف الحرب بعد خمس سنوات، رأى عبد الملك الحوثي ان quot;السبب هو أن السلطة لم ترد الحل إلا وفق شروط ليست فقط مهينة ومذلة، وإنما قائمة على أساس الاستعبادquot;، مشيرا الى انه quot;عرضنا أن نكون مواطنين لنا حقوق المواطنة المشروعة، فأبوا ذلك، ونحن أبينا أن نكون عبيداquot;. وأوضح انه quot;أعلنّا مرارا وتكرارا استعدادنا لوقف الحرب إذا أوقفت السلطة عدوانها علينا، لأن السلطة هي من تتخذ قرار الحرب وتتخذ قرار وقفها، فيما موقفنا لا يتجاوز الدفاع عن النفس، فحتى الأعمال الهجومية نقوم بها بعد أن تبدأ السلطة الحرب علينا، هي تندرج في إطار الضغط على السلطة لإيقاف الحرب. إذاً ليس العائق في وقف الحرب اشتراطات من جانبنا، بل في إصرار السلطة على استمرار عدوانها. أما فرص نجاح الجهود التي قد تبذل محليا أو إقليميا فلا زالت ممكنة على ما نعتقد، لكنها تتطلب إرادة سياسية ومناخا إقليميا مساعداquot;.

وردا عن سؤال حول طبيعة الدور الخارجي في كل ما يجري، خاصة في ما يتعلق بالسعودية، الولايات المتحدة، وإيران؟ اعتبر ان quot;الدور الخارجي سلب إلى حد شجع السلطة على ارتكاب جرائم كبيرة بحق النازحين والمدنيين المسالمين في القرى والمدن، وهذا لم يكن ليحدث لولا أن هناك طمأنة على المستوى الدولي، كما أن رغبة بعض الجهات الدولية في استغلال هذه الأحداث لتعزيز هيمنتها على البلد ونفوذها فيه، جعلتها تسارع إلى لعب دور سلب والاصطياد في الماء العكرquot;. وعن امكان تحول الحرب الدائرة حالياً إلى حرب شاملة بين القبائل اليمنية؟، نفى عبد الملك الأمر معتبرا ان quot;مشاركة القبائل في هذه الحرب اقل بكثير من مشاركتها في الحروب السابقةquot;.

وردا عن سؤال، أوضح ان quot;الحرب ليست لتوريث الحكم، لكنها قد تستغل لذلك، كما يتم استغلالها لأشياء كثيرة على مستوى الداخل والخارج، ومن جهات متعددةquot;. ونصح اخيرا القيادة اليمنية، أن quot;تتوقف عن ممارساتها العدوانية تجاه أبناء شعبها، وأن تتشاور مع كل العقلاء والمخلصين من أبناء الشعب لإيجاد مخرج للشعب اليمني من الوضع الكارثي، الذي هو نتيجة سياستها غير السليمة والظالمةquot;.