احيت بلدة ترشيحا في منطقة الجليل الاعلى شمال اسرائيل الجمعة الذكرى الحادية والستين لسقوطها كاخر بلدة فلسطينية صمدت امام القوات الاسرائيلية بعد قيام الدولة العبرية عام 1948.
ترشيحا: انطلقت مسيرة شموع ومشاعل بمشاركة المئات مساء الجمعة في البلدة حيث يقام ايضا مهرجان شعبي سيشارك فيه اعضاء عرب في الكنيست ورئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان وذلك تحت شعار quot;من اجل ترسيخ الذاكرة الجماعية لدى ابناء شعبنا وتوريثها للاجيال القادمةquot;. وكان يفترض ان تقام جولات ميدانية منذ ساعات الصباح وزيارات لاشخاص عاصروا النكبة لكي يقصوا للجيل الجديد شهادات حية عن الاحداث والاماكن التي شهدت المعارك والمقاومة قبل سقوط البلدة ،الا ان سوء الاحوال الجوية حال دون ذلك.
وتقع ترشيحا البلدة الجبلية على بعد ما يقارب 18 كيلومترا شمال مدينة عكا وترتفع 500 متر عن سطح البحر. وباتت اليوم محاصرة بالمدن والتجمعات الاسرائيليةالتي اقيمت على اراضيها. وقال مؤرخ البلدة صفوت عودة (79 عاما) لوكالة فرانس برس، quot;سقطت ترشيحا بعدما شنت ست طائرات المانية الصنع من نوع ماستر شميدت في الساعة الرابعة صباحا قصفا وحشيا في 30 تشرين الاول/اكتوبر العام 1948،اي بعد مرور اكثر من خمسة اشهر على اعلان قيام الدولة اليهوديةquot;. واضاف quot;دمر القصف نحو خمسين بيتا على رؤوس اصحابها، ولم نستطع انقاذهم فلم تكن لدينا جرافات او اجهزة في ذلك الوقت، وكانت الهجمة شرسة عليناquot;.
وتابع quot;بفضل المقاومة التي بذلها اهل ترشيحا وشبابها الاشاوس الذين كانوا يرفضون ان تسقط البلدة، صمدت امام هجمات العصابات الصهيونية والجيش الاسرائيلي الذي تشكل في ما بعد، ودحرت قواتهم مرتين عن الجبال المحيطة بها وانتصرت عليهم، ولكن القصف الجوي قصم ظهرناquot;. وقال عودة ايضا وهو احد المقاومين الذين شاركوا في القتال quot;كانوا (القوات الاسرائيلية) يجبرون الناس على الصعود في الشاحنات وكان الناس يحاولون العودة ولكنهم كانوا يطلقون النار عليهم لمنعهمquot;. واضاف quot;لقد قصفوا بالطيران ايضا قريتي سحماته ودير القاسي المجاورتين لنا، واحتلوا 11 قرية في جنوب لبنان حتى قرية تبنين لمنع الفلسطينيين من العودةquot;.
وكان يطلق على ترشيحا اسم ركن الجليل لاهميتها الصناعية والزراعية. ولم يبق في ترشيحا حينها سوى بضع مئات من السكان من اصل اكثر من خمسة الاف نسمة. واصبحت تعتبر جزءا من بلدة معلوت التي اقيمت على اراضيها وحيث يسكن نحو 20 الف اسرائيلي. وقال نخله طنوس العضو السابق في مجلس ترشيحا معلوت ان اراضي القرية quot;كانت تمتد حتى منطقة الزيب على البحر الابيض المتوسط وتبلغ مساحتها 64 الف دونمquot;. واضاف quot;لم يبق من اراضي ترشحيا سوى 2500 دونم هي محيط القرية، وهناك نحو 1500 دونم مهددة بالمصادرةquot;.
وتابع طنوس ان quot;الهجمة على ترشيحا كانت كبيرة جدا. قاموا بطرد ابي الى الحدود الاردنية بعد سقوط ترشيحا فذهب من الاردن الى سوريا ثم الى لبنان وعاد متسللا الى هناquot;. واكد quot;انهم عادوا وطردوه الى الاردن مع والدتي واخي، وهو يتسلل مرة تلو الاخرى الى ان استقررنا هنا، لم يكن يريدوا احدا في الجليلquot;. ويبلغ عدد سكان ترشيحا حاليا نحو خمسة الاف، ويعيش في الشتات نحو خمسين الف فلسطيني تعود اصولهم اليها، لا سيما في مخيم برج البراجنة في لبنان وفي مخيم النيرب جنوب حلب بشمال سوريا.
من جهة اخرى، احييت بلدة عيلبون في الجليل الجمعة quot;يوم مجزرة عيلبون وتهجير اهلها بالقوةquot; بمسيرة صامتة نحو المدافن حيث وضعت اكاليل ورد. ونظمت الخميس مسيرة شارك فيها الالاف في قرية كفر قاسم القريبة من تل ابيب، في ذكرى مرور 53 عاما على quot;مجزرة كفرقاسمquot; التي ذهب ضحيتها نحو 50 فلسطينيا على ايدي القوات الاسرائيلية التي اطلقت النار على اهالي البلدة العائدين من اماكن عملهم. وتم تغريم الجنود الاسرائيليين قرشا ونصف قرش انذاك وحكم عليهم بالسجن اشهرا لكنهم حصلوا على عفو عام ولم يسجنوا.
ـ
التعليقات