يشهد معبر بوابة السلامة الحدودي زيادة واضحة في تدفق الاتراك والسوريين بعد الغاء سمات الدخول بين البلدين منذ 16 ايلول/سبتمبر الماضي.

دمشق: قال مصدر سوري رسمي مسؤول في مركز المعب إن الجانب التركي سيمول توسيع وتطوير معبر بوابة السلام الحدودي مع تركيا ( 470 كلم شمال دمشق) حتى يستطيع مواكبة الزيادة الواضحة في تدفق مواطني البلدين والبضائع لان المعبر بوضعه الحالي صغير وليس مهيأ لمستقبل التعاون المتطور التركي السوري خاصة بعد توقيع انقرة ودمشق على اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي تشمل مختلف مجالات التعاون الثنائي لدرجة تنسيق المواقف المشتركة في المحافل الدولية والاقليمية فضلا عن رعايا مصالح كل طرف للاخر في حال لم يكن لاحد البلدين تمثيل دبلوماسي في تلك البقعة من الارض.

وكشف المصدرأن حجم التمويل التركي سيبلغ عدة ملايين من الدولارات كنوع من المساعدة لتطوير خدمات المعبر واستيعاب اكبر للبضائع والمسافرين.

ومعبر بوابة السلامة هو الممر البري السوري الوحيد الذي يسمح منه بدخول وخروج المواطنين الايرانيين الى سوريا حيث يزيد عددهم سنويا وفق الاحصاءات المعلنة عن نصف مليون معظمهم يأتون لزيارة الاماكن الدينية المقدسة لدى الايرانيين وبعضهم الآخر للتجارة او السياحة.

وقال المصدر الرسمي السوري ان حركة قدوم السوريين من تركيا في 10 ايلول / سبتبمر الماضي بلغ 162 مسافرا بينما بلغ عدد الاتراك القادمين الى سوريا في نفس التاريخ 264 و عدد العرب العابرين من هذا المعبر اربعة فقط.

واكد المصدر ان الغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين شجع على زيادة في تبادل الزيارات بين الاهل والاقارب فضلا عن تشجيع السياحة المتبادلة نتيجة القرب الجغرافي و تخفيف الاعباء المالية على الاسر المسافرة إذ ان كل فرد من كل اسرة كان يتكلف ثمن تاشيرة الدخول اكثر من خمسين دولارا امريكيا.

وتشمل التوسعة التي ستبدأ اعمالها خلال الفترة المقبلة تخصيص صالتين كبيرتين الاولى للمغادرين والثانية للقادمين فضلا عن توسيع الطرق والحرم الجمركي و عنابر السيارات والمعبر كله سيطاله التوسع والتحديث والتطوير العمراني والخدماتي والتقني حيث يعتبر هذا المعبر من الممرات الحدودية الصغيرة نسبيا بالمقارنة مع منفذ باب الهوى السوري على سبيل المثال.

وكان معبر السلامة السوري ومعبر غازي عنتاب من الجانب التركي قد شهدا في الثالث عشر من تشرين اول/أكتوبر رفع رمزي للحواجز بين البلدين حيث قام وفد حكومي من البلدين برفع الحاجز الرمزي واعلان بدأ انطلاقة تعاون استراتيجي جديدة بين الجارتين سوريا وتركيا.

ويبدي أهالي منطقة اعزاز و منطقة السلامة والقرى الحدودية السورية المجاورة تفاؤلهم بالخطوات التي تمت حتى الآن بعد توقيع الاتفاق.

ويقول لزكين شيركو احد ابناء المنطقة :quot;نعتقد ان التعاون السوري التركي سيكون مفيدا جدا لمواطني البلدين لا سيما للعائلات السورية والتركية المتزاوجة من بعضها البعضquot;.

ويقول احمد مصطفى وهو مدرس في مدرسة ابتدائية في احدى القرى المجاورة :quot;اعتاد اهالي المنطقة واهالي حلب الفقراء والاغنياء منهم على زيارة المدن التركية الحدودية مثل غازي عنتاب او كلس او اسكندرون او اضنة او غيرها لعدة اسباب اولاها ان معظم العائلات لها صلات عائلية أو للتعرف على جمال المدن التركية وتغيير الاجواء سياحيا او للتبضع من الاسواق التي تحوي كل الاسعار والمواصفات الجيدة وزيارة المطاعم التي تقدم وجبات شهية وبالمقابل فان الاتراك يفعلون نفس الشيء ايضا حيث أن هناك بضائع سورية هي أرخص من بضائع متوفرة في السوق التركي مثل الزعتر وصابون الغار الذين تشتهر بهما حلب ومناطقها فضلا عن الالبسة وبعض المواد الغذائيةquot;.

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في الآونة الاخيرة قرابة ثلاثة مليارات دولار اميركي ويجري الاعداد والحديث عن توثيق قوي للعلاقات الثنائية في كافة المجالات بينهما بشكل خاص الجوانب الأمنية والعسكرية حيث تعتبر سوريا وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة quot;ارهابيةquot; محظورة يحاسب عليها القانون من الجانبين كما يعمل الجانب التركي على تحويل حقول الالغام التي كان زرعها على مسافات طويلة من الحدود المشتركة في عقود سابقة من التوتر بين البلدين الى مناطق تنمية زراعية بعد ان كانت في السابق كمائن للمهربين او انصار حزب العمال الكردستاني والارهابيين.

ويرى العديد من رجال الاعمال السوريين ان القدرة على المنافسة مع نظرائهم الاتراك غير متكافئة لعدة اسباب ابرزها ان الصناعة التركية لديها تسهيلات ودعم كبيرين ثم ان البنية التحتية في تركيا كعامل مساعد ورئيسي في تسهيل الاعمال تشكل قيمة مضافة للصناعة وبالتالي فان التجار الاتراك ايضا مثل مواطنيهم الصناعيين تعودوا ومنذ سنوات طويلة نسبيا على الاسواق المفتوحة ما أهلهم لامتلاك قدرة على المنافسة في الاسعار والجودة.