بلغراد: سار عشرات الاف الصرب صباح الخميس في شوارع بلغراد في موكب تشييع البطريرك الصربي بافلي الذي تولى السدة البطريركية مدة عشرين عاما. وبعد الجناز في كاتدرائية العاصمة الصربية، حيث سجي الجثمان في نعش مفتوح منذ الاحد، انطلق الموكب الجنائزي باتجاه كاتدرائية القديس سابا، الصرح الكبير الذي لم تنته اعمال البناء به والذي يبعد بضعة كيلومترات ويعتبر احد ابرز المباني الارثوذكسية.

ووقف جمع كبير على طول الطريق التي سلكها الموكب، قبل ان يسير وراءه بصمت وتأمل. واحاط بالموكب عناصر من قوى الامن بالزي الرسمي وتقدمه العشرات من كبار رجال الدين ومن ضمنهم بطريرك القسطنطينية برثلماوس الاول.

وكانت شرطة بلغراد اعلنت الثلاثاء انها تتوقع مشاركة نصف مليون شخص في تشييع البطريرك الذي يرأس الكنيسة الارثوذكسية منذ 1990 وتوفي الاحد عن 95 عاما. والقى الاف الصرب منذ مساء الاحد النظرة الاخيرة على جثمان البطريرك. ونقلت وكالة quot;ار تي اسquot; الرسمية عن مسؤول ديني ان 500 الف شخص وقفوا امام الجثمان بين مساء الاحد والاربعاء. ونقل التلفزيون الرسمي quot;ار تي اسquot; المراسم مباشرة.

وبعد القداس في كاتدرائية القديس سابا، سيتوجه الموكب الجنائزي الى دير راكوفيتسا في ضواحي بلغراد، حيث كان البطريرك اوصى بدفنه، ومن المتوقع ان تتم المراسم قرابة الساعة 13,00 (12,00 تغ).

ودعت الكنيسة الارثوذكسية المؤمنين الى عدم شراء الاكاليل بناء على طلب من البطريرك الراحل، والاستعاضة عنها بتقديم تبرعات لتسريع اعمال البناء في كاتدرائية القديس سابا التي بدأت في اواسط الثمانينات ولا تزال مستمرة بسبب نقص التمويل. ودعت السلطات الصربية المؤسسات الى اغلاق ابوابها لمدة يوم مدفوع حتى يتسنى لموظفيها المشاركة في مراسم الدفع. كما اوصت المدارس بالاغلاق ايضا.

يذكر ان غالبية الصرب البالغ عددهم 7,5 ملايين نسمة هم من الارثوذكس. وكان بافلي رئيس الكنيسة الارثوذكسية الصربية خلال الحقبة المضطربة والدامية التي شهدت انهيار يوغوسلافيا السابقة وبروز القومية الصربية.