السؤال الذي طرحه هنري كيسنجر في السابق أصبح الآن لدى الاتحاد الأوروبي إجابة عليه، بعد أن تم اختيار البريطانيةكاثرين اشتونوزيرة خارجية للاتحاد.

بروكسل: يقول الاتحاد الاوروبي انه قد أصبح لديه أخيرا الرد على سؤال quot;مع من أتكلم اذا كنت أريد أن أخاطب أوروبا؟quot; الذي نسب لفترة طويلة لوزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر.
والجواب بسيط.. يمكن لوزير الخارجية الاميركي أن يتصل بالبارونة البريطانية كاثرين اشتون التي اختارها الاتحاد الذي يضم 27 دولة يوم الخميس لتشغل منصب وزير خارجيته.

ولكن الاجابة ليست بسيطة بنفس القدر اذا كان السؤال: مع من يتحدث الرئيس الاميركي باراك أوباما؟ .. وهنا فان زعماء الاتحاد الاوروبي أقل يقينا من حيث قواعد البروتوكول.
وقال جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الاوروبية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي انه عرف من الذي سيتحدث معه كيسنجر اذا أراد أن يخاطب أوروبا.

ومضى يقول quot;هنري كيسنجر عندما أدلى بهذا التصريح كان وزير لخارجية الولايات المتحدة مثله مثل وزراء الخارجية في الدول الاوروبية. ولكن ليس هناك شك في أن وزير خارجية الولايات المتحدة يمكنه أن يتحدث مع كاثي ( كاثرين) اشتون لانها وزيرة خارجيتنا.quot;
وأضاف quot;الان هناك اجابة على السؤال المنسوب لكيسنجر.quot;

وبالنسبة للسؤال الخاص بنظير الرئيس الاميركي أوباما في الاتحاد الاوروبي فان هيرمان فان رومبوي رئيس وزراء بلجيكا الذي عين يوم الخميس كأول رئيس للاتحاد الاوروبي يرى أنه هو ذلك الشخص. وقال في مؤتمر صحفي quot;انتظر بلهفة أول مكالمة.quot;
لكن باروسو كان أكثر غموضا في هذه المسألة مفسرا ذلك بأن الاتحاد الاوروبي ليس دولة واحدة. وقال quot;لسنا الولايات المتحدة.. ولسنا الصين ولا روسيا ولا نريد أن نكون... نحن اتحاد دول ومن ثم فان نظامنا أكثر تعقيدا بحكم التعريف.quot;

وعلاوة على عن المنصبين اللذين تم استحداثهما سيظل الاتحاد ممثلا من خلال رئيس المفوضية الاوروبية وحكومة الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد وهو دور تنظيمي تتناوب عليه الدول الاعضاء في الاتحاد كل ستة أشهر.
وقللت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل من الحاجة الى شخصيات بارزة لشغل المناصب العليا في الاتحاد.

وقالت quot;انني ممن يؤمنون بأن الشخصيات يمكن أن تتطور من خلال المهام.quot; ومضت تقول quot;المتوقع من شخص يتصل (به الرئيس الاميركي أوباما) هو أن يكون شخصا يتحدث باسم أوروبا وليس الشخص الاكثر شهرة.quot;

معلقون.. تعيين اشتون وزيرة لخارجية الاتحاد الأوروبي quot;صعود سريعquot; للسلم السياسي
من جهة ثانية قال معلقون اليوم ان تعيين البارونة البريطانية كاثرين اشتون كأول quot;وزيرة لخارجيةquot; الاتحاد الأوروبي يعد بمثابة صعود استثنائي للسلم السياسي خلال السنوات العشر الماضية.

وكانت اشتون (53 عاما) قبل 10 أعوام مجرد رئيسة لادارة الصحة المحلية في بريطانيا لكنها ستصبح حاليا ممثلة عليا ونائبة لرئيس المفوضية الأوروبية.

وولدت كاثي اشتون في اوفولاند بلانكشاير شمال بريطانيا ودرست الاقتصاد في كلية بدفورد بجامعة لندن.
وبعد العمل من أجل حملة لنزع السلاح النووي في سبعينيات القرن الماضي تولت اشتون العديد من الوظائف منها العمل على معالجة التفاوت في مجتمع الأعمال.

وأصبحت اشتون بارونة اوفولاند في عام 1999 بينما كانت في المرتبة الثانية في وزارة الداخلية.
وأصبحت نائبة لوزير التعليم في عام 2001 لتنتقل بعدها الى ادارة الشؤون الدستورية (وزارة العدل حاليا) في عام 2004.
لكنها ارتقت الى منصب خاص عندما تولى غوردون براون رئاسة الوزراء في عام 2007 حيث تمت ترقيتها في أول تعديل وزاري له الى منصب وزيرة مسؤولة عن مجلس اللوردات وتم ايفادها العام الماضي للحصول على منصب مفوض التجارة الأوروبية.

وبعد أقل من عام أصبحت اشتون حاليا أول وزيرة لخارجية الاتحاد الأوروبي وتأتي في المرتبة الثانية بعد رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو.
وتم اختيار اشتون الليلة الماضية لهذا المنصب الرفيع خلال قمة أوروبية طارئة عقدت في بروكسل.

قادة الاتحاد الاوروبي يعربون عن ارتياحهم للتعيينات الجديدة التي اقرها الاتحاد

إلى ذلكاعرب قادة الدول ال 27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي هنا اليوم عن ارتياحهم quot;الكبيرquot; لكون معاهدة لشبونة ستدخل حيز التنفيذ في الاول من ديسمبر المقبل.

وذكر قادة الاتحاد في بيان لهم صدر عقب القمة الاستثنائية التي عقدوها الليلة الماضية انه من المتوقع من هذه الاتفاقية ان تضع اساسا لزيادة ديموقراطية وكفاءة وشفافية الاتحاد ليتمكن من معالجة التحديات القادمة بشكل افضل.
وتوفر هذه المعاهده للاتحاد الاوروبي فرصة الحصول على رئيس دائم للمجلس الاوروبي بالاضافة الى وزير للخارجية يكون مسماه الرسمي الممثل الاعلى لشؤون السياسة الخارجية والامنية بهدف تقوية وتعزيز دور الاتحاد في الساحة الدولية.

كما ذكر البيان ان القادة توصلوا الى اتفاق سياسي بشأن تعيين رئيس وزراء بلجيكا هيرمان فان رومبي لمنصب رئيس المجلس الاوروبي لمدة عامين ونصف العام ويجدد له لمرة واحدة.
كما تمت الموافقة على تعيين مفوضة الشؤون التجارية للاتحاد الاوروبي البريطانية بارونيس كاثرين اشتون بمنصب الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الامنية للمجلس.

بالاضافة الى انتخاب الزعماء نائب الامين العام لمجلس الاتحاد الاوروبي الفرنسي بيير دي بييسيو ايضا لتولي منصب السكرتير العام لامانة المجلس.
يذكر ان المناصب الثلاثة هذه قد تم انشاؤها بواسطة معاهدة لشبونة كما ان منصب وزير الخارجية الذي ستتولاه اشتون يأتي بهدف مساعدة واعطاء الاتحاد الاوروبي مكانة اعلى في الخارج ولجعل سياسسته الخارجية اكثر تماسكا.

في هذه الاثناء اعرب رئيس البرلمان الاوروبي جيرسي بوزيك في بيان له عن ترحيبه بتعيينات الاتحاد الاوروبي الجديدة حيث ذكر بهذا الخصوص quot; ان مناقشاتنا الداخلية المؤسسية الطويلة قاربت على الانتهاء حيث بمقدور الاتحاد الان التركيز على القضايا الحاسمة التي تواجه مواطنيناquot;.