أعلنت الحكومة العراقية الخميس انها ستنقل انصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من معسكر اشرف في محافظة ديالى الى احدى مناطق بغداد .ووجه المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ دعوة للصحافيين للذهاب الى quot;المخيم الجديد، حيث سيتم نقل سكان مخيم اشرف الى بغداد تطبيقا لقرار الحكومة لاسكانهم في اماكن مخصصة لهذا الغرضquot;. ويبعد مخيم اشرف الذي تم تشييده مطلع ثمانينات القرن الماضي، مسافة ثمانين كلم عن الحدود مع ايران، ويسكنه حوالى 3500 شخص من الرجال والنساء والاطفال.وتأسست quot;مجاهدي خلقquot; العام 1965 بهدف اطاحة نظام شاه ايران، وبعد الثورة الاسلامية عام 1979 عارضت النظام الجديد.

لندن: رفضت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة قرار الحكومة العراقية بنقل عناصرها من معسكر اشرف في محافظة ديالى الى بغداد، واصفا القرار بأنه رضوخ لضغوط ايرانية اشترطت دعم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الانتخابات المقبلة، مقابل طرد المنظمة من العراق وحذر من كارثة انسانية يتعرض لها سكان المعسكر.

وأبلغ محمد اقبال الناطق باسم المنظمة في إتصال هاتفي من داخل معسكر اشرف في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) quot;إيلافquot; اليوم، ان نقل عناصر مجاهدي خلق في معسكر اشرف البالغ عددهم حوالى 3500 عضو من رجال ونساء واطفال الى معسكر اخر هو إجراء غير قانوني لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. واضاف ان قرار المالكي الذي كان يخطط ايضا الى نقل عناصر المنظمة الى منطقة صحراوية في محافظة المثنى الجنوبية هو رضوخ quot;حقيرquot; لأوامر الفاشية للزمرة الحاكمة في طهران، واشار الى ان هذا القرار يأتي في خضم انتفاضة الشعب الايراني على النظام الذي اشترط لدعم المالكي في الانتخابات العراقية المقبلة طرد المنظمة من العراق.

واضاف اقبال ان قرار نقل معسكر اشرف يأتي متزامنا مع تصعيد المواطنين الايرانيين لانتفاضتهم وهتافهم بالموت للمرشد علي خامنئي ولولاية الفقيه، ووصف قرار النقل بانه مخالف لكل قوانين حقوق الانسان مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية بدعم حقوق الانسان في ايران التي تمر باسوأ اوضاعها منذ 20 عاما كما قال. واشار الى ان منظمات ومحاكم دولية قد اعتبرت مؤخرا ان سكان اشرف هم اناس محميون بموجب اتفاقيات جنيف، واضاف ان تصريحات المالكي ضد المنظمة مؤخرا تأتي بضغط ايراني يدفع باتجاه قمع سكان معسكر اشرف، واصفا اتهامه للمنظمة بالضلوع في جرائم ضد العراقيين بانها كاذبة ومضحكة وتمثل الوجه الثاني من الاتهامات التي تكيلها طهران الى المنظمة.

وشدد اقبال على ان عناصر مجاهدي خلق هم اناس عزل ولايملكون اي اسلحة حيث كانت القوات الاميركية قد جردتها منها عام 2003 لدى دخولها الى العراق، وطالب القوات الاميركية والامم المتحدة ومفوضية حقوق الانسان الدولية وممثل الامم المتحدة في العراق اد ميلكيرت الى الوقوف بوجه محاولات نقل معسكر اشرف قسرا محذرا من حدوث كارثة انسانية.

وفيما اذا كان سكان المعسكر سيقاومون عمليات ترحيلهم الى بغداد الثلاثاء المقبل اوضح اقبال ان المنظمة لم تتسلم لحد الان قرار الحكومة العراقية بهذا الخصوص بعد، مشيرا الى ان جميع الخيارات القانونية وغيرها من اساليب مقاومة القرار مفتوحة.

وفي وقت سابق اليوم قال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; اليوم ان الحكومة قررت نقل سكان مخيم أشرف الى مكان آخر في بغداد لم يتم الكشف عنه حتى الان، ودعا الاعلاميين الى الحضور يوم الثلاثاء المقبل الى المعسكر في محافظة ديالى نقل المقيمين فيه الى مكان خصصته لهم في بغداد.

وأنشأ مخيم اشرف على الاراضي العراقية منتصف ثمانينات القرن الماضي حين دعم الرئيس السابق صدام حسين المعارضة الايرانية ضد حكومتها وقدم لها دعما اعلاميا وماليا وعسكريا، حيث قامت بعمليات مسلحة ضد اهداف ايرانية داخل البلاد خلال حقبة الحرب العراقية الايراني بين البلدين بين عامي 1980 و1988.

وتأسست quot;مجاهدي خلقquot; عام 1965 بهدف اطاحة نظام شاه ايران وبعد الثورة الاسلامية عام 1979 عارضت النظام الجديد حيث تتهمها السلطات الايرانية بالخيانة لتحالفها مع نظام صدام خلال الحرب ومارست ضغوطا كبيرة على الحكومة العراقية لاخراجهم من البلاد لكن التزام الولايات المتحدة بحمايتها وموقف منظمات انسانية الى جانبها منع بغداد لحد الان من الاستجابة للطلبات الايرانية تلك رغم انها تمارس ضغوطا معنوية على عناصرها وقامت باقتحام المعسكر مرات عدة خلال الاشهر الماضية ما ادى في تموز/يوليو الماضي الى صدام مسلح بين عناصر المنظمة والقوات العراقية ادى الى مقتل 11 من الايرانيين واصابة مئات بجروح واعتقال 36 من عناصر المنظمة تم الافراج عنهم في وقت لاحق.

والاسبوع الماضي تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طرد عناصر مجاهدي خلق من معسكر اشرف الذي يقيمون فيه منذ 20 عاما شمال شرقي بغداد، وكشف عن وجود خطط لنقلهم الى صحراء محافظة المثنى الجنوبية حيث يوجد سجن quot;نقرة السلمانquot; الصحراوي في خطوة تمهد لطردهم من العراق، ويعرف هذا السجن بأنه منفى قاس لمعارضي الانظمة العراقية المتعاقبة منذ حقبة النظام المالكي كما نفى اليه معارضون اكراد تم اعدام اعداد منهم في زمن صدام.

واشار المالكي الى ان الايرانيين سيكونون اقل اثارة للمتاعب في محافظة المثنى مما هم عليه في محافظة ديالى المختلطة عرقيا ودينيا ولا تزال تشهد بعضا من عدم الاستقرار. وقال ان وجودهم في معسكر اشرف يمثل خطرا شديدا بسبب علاقاتهم القديمة مع بعض الجماعات والقوى السياسية في هذه المنطقة quot;، وخصوصا فلول النظام السابق وتنظيم القاعدةquot;. لكن مسؤولي محافظة المثنى المحاذية لايران رفضوا نقل المنظمة الى محافظتهم خشية تسبب ذلك في مخاطر امنية على السكان خاصة، وان معسكر اشرف كان تعرض في اوقات سابقة الى غارات وقصف ايراني.

وقد شطب الاتحاد الاوروبي في كانون الثاني/يناير الماضي المنظمة من قائمته للمنظمات الارهابية وأدانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار، وقد جردت القوات الاميركية المنظمة من السلاح عام 2003 اثر سقوط النظام السابق وتفرض القوات الامنية العراقية حاليا طوقا حول مخيم اشرف منذ تموز الماضي. وتعتبر الحكومة العراقية سكان المعسكر أعداء تمتعوا بحماية صدام حسين سنوات طويلة وتحرص على طردهم من العراق، لكنها تريد تفادي ان ينظر اليها على انها تنتهك حقوق المنفيين او تعرض حياتهم للخطر.

وخلال لقاء له الشهر الماضي مع ممثلي السلك الدبلوماسي في بغداد فقد أعرب رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; آد ميلكيرت عن قلقه المستمر إزاء الوضع الإنساني في مخيم أشرف، وأكد التزام البعثة طوال فترة هذه المرحلة الحرجة بمراقبة الوضع في المخيم بشكل يومي. وقد قامت يونامي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بمراقبة الوضع في مخيم أشرف عن كثب وعلى مدى السنوات القليلة الماضية مع دراسة ما يمكن تقديمه من مساعدة للتوصل إلى حل يتماشى مع حقوق العراق السيادية المشروعة والقانون الدولي.

وحظي المعسكر بحماية الجيش الاميركي حتى انتقل سكانه الى ولاية الحكومة العراقية في كانون الثاني/يناير الماضي وفق اتفاق أمني ثنائي. وتعتبر الولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق حركة ارهابية ولكن بعض محامي حقوق الانسان في واشنطن حثوا الجيش الاميركي على اعادة السيطرة مرة أخرى على المعسكر لمنع إساءة المعاملة من جانب القوات العراقية.