بدأ وفد حكومي عراقي رفيع المستوى برئاسة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي زيارة إلى مصر يوم الأحد وتستمر لمدة يومين، وهي الزيارة التي وصفتها دوائر دبلوماسية في القاهرة بأنها تشكل بداية مرحلة جديدة في العلاقات المصرية العراقية تتجاوز مرحلة التوتر مع نظام صدام حسين السابق . هذا ومن المقرر خلال هذه الزيارة أن يجري التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين تتعلق بزيادة الاستثمارات وفرص عمل الشركات المصرية في عملية إعمار العراق .

القاهرة: استبق المالكي زيارته لمصر بتصريحات تحدث فيها عما وصفه بالاستقرار النسبي الذي تحقق في العراق خلال الفترة الماضية، وعما ينشر بشأن اقامة مفاعل نووي ايراني على الحدود العراقية، تساءل المالكي مستنكراً : quot;أنا أول مرة اسمع بوجود مفاعل ايراني على الحدود، ولماذا على الحدود العراقية بالذات؟quot; . من جانبه قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن المالكي سيطرح على الرئيس حسني مبارك خلال زيارته تطورات الوضع في العراق، وسبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال الاستثمارات rlm;المشتركة، وزيادة أنشطة الشركات المصرية في العراق، وأشار إلى أن المالكي سيوقع عدة اتفاقيات مع نظيره المصري رئيس الوزراء أحمد نظيف، فضلا عن تفعيل الاتفاقيات التي وقعت من قبل .

أما عن الوضع السياسي فقد اكتفى أبو الغيط بالإشارة إلى موقف بلاده الداعم للعملية السياسية في العراق، ومساعدة الحكومة والشعب هناك على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الحرجة . من جهة أخرى يبدأ رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني يوم الاثنين المقبل زيارة إلى مصر، وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة إنه سيشارك بمناقشة لائحة تتعلق بالمجالس التشريعية في الدول الإسلامية، وإن المسؤولين المصريين سيبحثون معه الوضع في العراق وسبل محاصرة العنف المتفجر هناك .

المشهد العراقي والإقليمي
وقبيل زيارته تحدث رئيس الوزراء العراقي عن المشهد داخل العراق قائلاًrlm;:rlm; إنه إصبح الآن أفضل كثيرا من السابق بعد اختفاء الوجه القبيح للطائفية وحل محلها الشعور الوطني،rlm; وعلق علىrlm; عمليات التفجير الأخيرة بقوله إن العناصر التي لا تؤمن بالعملية السياسية هي التي تحاول إعاقتهاquot;، حسب تعبيره . rlm;واعترف المالكي بوجود خلل وخروقات أمنية مثل تلك التي تحدث في جميع أنحاء العالم، rlm; وتتم معالجتها علي أسس القانون والمواطنة، rlm; وأكد رفضه لأي تدخل إيراني في الشئون الداخلية للعراق، rlm; مشيرا إلى أن العراق يسعى لضبط تام للحدود معها ومع جميع الدول المجاورة لوقف تسرب الأسلحة والبشر.

وأعرب المالكي عن أمله بأن تكون علاقات بلاده مع السعودية في أفضل حالrlm;، وأكد أن الانسحاب الأميركي من العراق سيتم في موعده وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة، معبراً عن استعداد حكومته quot;لملء أي فراغ أمنيquot;، rlm;وقالrlm;:rlm; إن المناقصة الخاصة بتطوير حقول البترول العراقية لزيادة الإنتاج بأكثر من rlm;12rlm; مليون برميل يوميا تمت بشفافية،rlm; وهذا دليل على حرص الحكومة علي مصلحة العراق rlm;. rlm;وحول احتمالات ترشحه للانتخابات المقبلة قال المالكيrlm;:rlm; إنه لا يرغب في تولي رئاسة الوزراء مرة أخرى إلا اذا طلب الشعب العراقي ذلكrlm;.rlm;

وحول علاقة العراق مع محيطه العربي، أعرب المالكي عن اعتقاده بأن العلاقات مع الدول العربية من مخلفات سياسات النظام السابق سواء غزوه الكويت وما تبعه من تأثيرات على العلاقات العربية خاصة بين العراق والكويت والسعودية وبقية دول المنطقة، وقال إن هذه استحقاقات فرضتها سياسات سابقة ونحن نريد انهاء آثار ما خلفته تلك السياسات مع دول الجوار حيث يبحث العراق عن أفضل العلاقات مع اشقائه العرب ومحيطه الإقليمي، وخاصة الكويت بسبب ما خلفه الغزو ونتمنى من هذه الدول أن تقف بجانب العراق وشعبه لإنهاء المشاكل التي يعاني منها الآن، حتى تمتد الجسور في العلاقات مع الدول العربية والجوار وضمان عدم عودة التوتر في العلاقات بالمنطقةquot; .

معضلة الأمن المفقود
وحول تدهور الاوضاع الأمنية بعد الاستقرار النسبي الذي تحقق خلال الفترة الماضية، قال المالكي إن الأمن كان مفقودا خلال اعوام 2006 و2007 وكان المواطن العراقي غير آمن على نفسه فى بيته ولا يمكنه الحركة من مكان لآخر وكانت سنوات صعبة وكنا يوميا نحصد مائة رأس مقطوعة، إضافة إلى التفجيرات وفي يوم واحد حصل اكثر من 25 انفجارا في بغداد وحدها ، وباختصار كانت الصورة سوداءquot;، على حد تعبيره .

ومضى قائلاً quot;اذا تابعنا الوضع الحالي نرى أن هذه الصورة السوداء غابت عن المشهد العراقي في المرحلة التي قطعت فيها الطرق بين المحافظات ودول الجوار وعادت الاوضاع كما كانت وعادت الحياة من جديد واتصلت المحافظات وبدأت عملية البناء وعادت الشركات والسلك الدبلوماسي، لكننا امام حقيقة اخرى لا نريد ان ننكرها لأننا نعتزم بشكل قاطع على مواجهتها بكل الأساليب الفنية والمهنية وهو حقيقة وجود quot;أمن مخترقquot; وهو غير الأمن المفقود . وأكد رئيس الوزراء العراقي بأن هناك أمنا ولكنه مخترق وهذا يشبه وجود السارق او اللص في مدينة يمكن ان يسرق في لحظات الغفلة وكذلك العصابات الإرهابية متخفية ولانها كذلك لم يعد هناك حاجة الى الآليات والطائرات .

وقال quot;منذ استلام الملف الأمني وضعنا استراتيجية تطوير الأجهزة الأمنية لأنها الكفيلة فى كشف الخلايا سواء كانت تتحرك في الداخل أو تأتي من الخارج وفق عمل استخباري بواسطة الأجهزة الموجودة وسنعمل على تقليل هذه الظواهرquot;. وأضاف quot;نحن نسعى لحل المسألة مع دول الجوار معتمدين ان انفراط الأمن في دول هو انفلات في الدول الأخرى وفي الواقع هناك الكثير من التحديات الأمنية في كافة العالم، وهناك دول كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والسعودية تعاني من ظاهرة الإرهاب ولديها خروقات أمنية هنا وهناكquot;.