الياس توما من براغ: انتقد رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي النزعة الحمائية التي عبر عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ودعوته لشركات السيارات الفرنسية التي تنتح خارج فرنسا ومنها تشيكيا للعودة إلى بلادها معتبرا أن تصريحات ساركوزي هذه تهدد فرص مصادقة البرلمان التشيكي على اتفاقية لشبونة على حد قوله.

ورأى توبولانيك انه إذا كان من احد يريد تهديد فرص المصادفة على الاتفاقية فقد اختار التوقيت والوسيلة المناسبتين الآن في إشارة واضحة إلى تصريح ساركوزي الذي يأتي قبل اقل من أسبوعين على قيام البرلمان التشيكي بالمصادقة أو رفض اتفاقية لشبونة.

وكانت انتقادات الرئيس الفرنسي لشركة بيجو بسبب إنتاجها سيارات صغيرة في تشيكيا بدلا من فرنسا قد قوبلت برد فعل رافض في تشيكيا حيث أبدى رئيس الحكومة التشيكية عدم فهمه للتبرير الفرنسي مشددا على أن الشركات الفرنسية تمتلك الحق والحرية بإنتاج سياراتها أينما أرادات وأنها بهذه الخطوة تحقق احد المبادئ الرئيسية التي يقوم عليها الاتحاد الأوربي هو السوق المشتركة.
وشدد على أن المحافظة على هذا المبدأ ليس من مصلحة تشيكيا فقط وإنما أيضا يمثل الأساس لتضامن كل دول الاتحاد.

وأكد انه كرئيس للمجلس الوزاري للاتحاد الأوربي للنصف الأول من هذا العام يشكك بشكل اكبر بالإدارة السياسية للشركات والمؤسسات الاقتصادية وتعكير قواعد التنافس الحر ولهذا فان تشيكيا اختارت شعار quot; أوروبا بدون عراقيل quot; للرئاسة الأوربية لها.

وأكد أن المحاولات المبذولة لاستغلال الأزمة المالية للعمل بأشكال مختلفة من أشكال الحمائية يمكن لها أن تبطئ وان تهدد إنعاش الاقتصاد الأوربي وثقة المستهلكين والمستثمرين. وأضاف أن الرئيس الفرنسي يريد الدفاع عن مصالح بلاده وأنا أيضا كرئيس للحكومة التشيكية وللمجلس الوزاري الأوربي سأدافع عن مبدأ quot; القواعد المتساوية للجميع quot; وبالتالي تحقيق إحدى القيم الإضافية لعضويتنا في السوق الداخلي المشترك لأوروبا.

من جهته أكد وزير الصناعة والتجارة التشيكي مارتين رجيمان أن هذه الشركة هي خاصة وبالتالي تقرر بنفسها خياراتها وليس وفق إرادة السياسيين فيما اعتبر رئيس غرفة التجارة الدولية في تشيكيا يارومير درابيك خطة ساركوزي للحمائية بأنها غير واقعية ولكنها خطيرة.

يذكر أن شركة بيجو الفرنسية لإنتاج السيارات أعلنت رفضها التخلي عن معملها الذي ينتج سيارات صغيرة في منطقة كولين كما دعاها إلى ذلك الرئيس الفرنسي مؤكدة أنها ستستمر في توسعها في منطقة شرق أوروبا وان إنتاجها للسيارات في تشيكيا ارخص بمقدار 1000 يورو لكل سيارة في تشيكيا منه في فرنسا. ونقلت وكالة الأنباء التشيكية عن القسم الصحفي في الشركة في مقرها في باريس وعن رئاسة الشركة في كولين قولهما أن الشركة لم تغادر فرنسا كما يجري اتهامها وأنها تنتج نصف عدد السيارات و90 بالمئة من محركاتها في فرنسا.