القدس: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي quot;المستقيلquot;، إيهود أولمرت الأحد، أن بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر سيقوم بزيارة إلى الدولة العبرية في مايو/ أيار القادم، في أول تأكيد رسمي للزيارة التي ثارت تكهنات بشأن موعدها لعدة شهور.

وقال أولمرت خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، إنه سيتم اختيار أحد الوزراء للتحضير للزيارة المرتقبة، والتي تأتي بعد احتدام جدل أثاره أحد الأساقفة الكاثوليك، الذي أدلى بتصريحات اعتبرت quot;معادية للسامية.quot;

وكان البابا قد أعلن خلال استقباله وفد من مؤتمر رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية الكبرى في وقت سابق الخميس الماضي، أنه يعتزم زيارة إسرائيل، ضمن جولة بالمنطقة، إلا أن الفاتيكان لم تعلن عن موعد محدد لهذه الزيارة.

وتعليقاً على الزيارة الأولى للبابا بندكتس إلى المنطقة منذ توليه البابوية، قال أولمرت: quot;زيارة البابا إلى الأرض المقدسة (وتشمل إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية) تكون عادة حدثاً مميزاً وفريداً، ونحن نأمل أن تكون كذلك هذه المرة.quot;

وقام البابا الراحل، يوحنا بولس الثاني، بآخر زيارة إلى إسرائيل في مارس/ آذار عام 2000، ضمن جولة شملت أيضاً مدينةquot;بيت لحمquot;، الواقعة ضمن المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

يأتي إعلان إسرائيل عن موعد زيارة البابا، بعد تزايد الجدل حول التصريحات التي أدلى بها الأسقف ريتشارد ويليامسون، والتي أنكر فيها quot;المحارق النازيةquot;، التي يقال إن ستة ملايين يهودي راحوا ضحيتها، خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

جاءت تصريحات ويليامسون، في مقابلة لمحطة تلفزيونية سويدية، بعد قليل من قرار الفاتيكان برفع quot;العزل الكنسيquot; عنه ومجموعة من القساوسة، ، كانوا قد طردوا من الكنيسة الكاثوليكية عام 1988، مما أثار كثير من الانتقادات التي طالت البابا.

ودعت الفاتيكان الأسقف ويليامسون مراراً لسحب تلك التصريحات، التي قال فيها إنه يعتقد أن ما لا يزيد عن 300 ألف يهودي فقط قضوا في معسكرات التعذيب النازية، كما شكك في وجود quot;غرف الغازquot; التي يروج لها اليهود.


وخلال لقائه الوفد اليهودي الأميركي قال البابا بندكتس إن quot;تاريخ العلاقات بين اليهود والكنيسة اجتاز مراحل عدة عبر العصور، كانت بعضها أليمة جداًquot;، وأضاف: quot;ها نحن نلتقي اليوم بروح من المصالحة، ويجب ألا تَحول مشاكل الماضي دون أن نمد لبعضنا يد الصداقة.quot;

وأكد أن الكنيسة تنبذ معاداة السامية، وهي ملتزمة في بناء علاقات طيبة وطويلة الأمد بين الجماعتين، لافتاً إلى مشهد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، عندما وقف أمام حائط المبكى في القدس، طالباً quot;المغفرة من الله على الظلم الذي عانى منه اليهود.quot;