واشنطن: تنبأ الجنرال الاميركي الذي يدير الحرب في افغانستان بعام صعب على الرغم من قرار الرئيس باراك اوباما ارسال 17 ألفا من القوات الاميركية الاضافية في محاولة لاجتياز المأزق في الصراع مع مقاتلي حركة طالبان في جنوب البلاد.
وقال الجنرال ديفيد مكييرنان اكبر قائد لقوات حلف شمال الاطلسي والقوات الاميركية في أفغانستان يوم الاربعاء انه سيتعين على الولايات المتحدة ان تبقى ملتزمة التزاما قويا بمناصرة أفغانستان حيث اشتد عنف المتمردين وبلغ اعلى مستوياته منذ اطاحت قوات تقودها واشنطن بحكم طالبان عام 2001 .
وقال مكييرنان انه سعيد بقرار اوباما ارسال 17 الفا من القوات الاميركية الاضافية لكنه حذر قائلا ان مهمتهم ستكون صعبة.
وقال متحدثا في البنتاجون quot;حتى مع هذه القوات الاضافية لا بد ان اقول لكم ان 2009 سيكون عاما صعبا.quot;
واضاف قوله ان معظم القوات الاضافية سيذهب الى جنوب افغانستان معقل حركة التمرد حيث تقاتل قوات حلف شمال الاطلسي مقاتلي طالبان.
وسترفع التعزيزات عدد القوات الاميركية في أفغانستان الى نحو 55 ألف جندي اضافة الى 30 ألف جندي من 40 دولة أخرى معظمها من الدول أعضاء حلف الاطلسي التي تعمل بالفعل في أفغانستان.
وكان ماكييرنان طلب العام الماضي زيادة كبيرة في القوات نحو 30 الف جندي مع اشتداد التمرد.
وقال يوم الاربعاء انه بحلول الصيف سيكون قد حصل على نحو ثلثي تلك القوات وانه قد يتم اتخاذ قرارات بشأن مزيد من القوات في وقت لاحق من هذا العام.
ورفض ماكييرنان المقارنات بين الزيادة المزمعة للقوات في افغانستان وزيادة القوات الاميركية في العراق عام 2007 . ففي العراق كانت الزيادة تعزيزا قصير الاجل للقوة القتالية لكن ماكييرنان يرى زيادة مستويات القوات في افغانستان لاعوام قادمة.
وقال للصحفيين quot;خلال الثلاث سنوات الى الاربع سنوات القادمة اعتقد انه سيتعين علينا ان نبقى ملتزمين التزاما قويا ... على نحو متواصل في افغانستان.quot;
وقال البنتاجون انه بموجب الخطط التي اعلنها اوباما يوم الثلاثاء فان 8000 من مشاة البحرية سيذهبون الى افغانستان اواخر الربيع وان 4000 جندي اخرين سيذهبون في الصيف. وسيتم ايضا نشر 5000 اخرين من القوات المساندة
جيتس يسأل الحلفاء زيادة القوات من اجل انتخابات افغانستان
من جهة ثانية قال وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس يوم الاربعاء انه سيطلب من الحلفاء في حلف شمال الاطلسي هذا الاسبوع زيادة قصيرة الاجل في القوات في افغانستان لتوفير الامن خلال الانتخابات التي ستجرى في اغسطس اب.
وكان جيتس يتحدث الى الصحفيين على متن طائرة عسكرية في طريقه الى اجتماع وزاري لحلف الاطلسي في بولندا. وقال ان حكومة اوباما ستطلب ايضا مساعدة طويلة الاجل من حلف شمال الاطلسي لمجموعة من البرامج المدنية تتراوح من الادارة والتنمية الى تدريب الشرطة وتمويل الجيش الافغاني.
وقال جيتس quot;الرسالة مفادها ان هذه حكومة (اميركية) جديدة والحكومة الجديدة ... مستعدة لتقديم التزامات اضافية لافغانستان لكن من الواضح انه ستكون هناك توقعات ان يبذل الحلفاء ايضا المزيد.quot;
وامر اوباما بارسال القوات الاضافية في حين تجري مراجعة شاملة للسياسة المتصلة بافغانستان وذلك قبل اجتماع قمة لحلف الاطلسي في ابريل نيسان.
وقال جيتس ان نشر قوات اضافية والاهداف الاستراتيجية على الاجل الطويل للقادة العسكريين في افغانستان سوف تتوقف على نتائج المراجعة.
وستكون الرحلة الى اجتماع حلف الاطلسي في كراكوف ببولندا اول رحلة خارجية لجيتس بوصفه عضوا في الحكومة الديمقراطية لاوباما.
وقال جيتس انه لن يطلب اعدادا محددة من القوات الاضافية لحلف الاطلسي من اجل الانتخابات. لكنه قال ان الولايات المتحدة تود ان ترى تكليفا قصير الاجل لقوات من قوة الرد التابعة للحلف.
باكستان وافغانستان تشاركان في مراجعة للسياسة الاميركية
هذا وقال المبعوث الاميركي الخاص ريتشارد هولبروك يوم الاربعاء ان باكستان وافغانستان سترسلان وزيري خارجيتهما الى واشنطن الاسبوع القادم لمباحثات بشأن المراجعة التي تجريها حكومة اوباما لقضايا الامن الاقليمي.
وقال هولبروك لشبكة التلفزيون الاميركي العامة quot;سوف يأتيان الى واشنطن الاسبوع القادم وسيجتمعان كلاهما مع وزيرة الخارجية (هيلاري) كلينتون وفرق من الوكالات الحكومية مع سعينا معهم لاعداد هذه المراجعة.quot;
وقد عاد هولبروك لتوه من جولة في المنطقة في اول مهمة له منذ اصبح مبعوثا خاصا للرئيس باراك اوباما.
وكانت الحكومتان الافغانية والباكستانية بعثتا برسائل الى اوباما تسأله ان كان يمكنهمها المشاركة في المراجعة من خلال عرض مقترحات وتلقي أفكار.
ولاحظ هولبروك ان رحلته الى المنطقة والمحادثات القادمة في واشنطن هي جزء من مسعى دبلوماسي مكثف لتحقيق الاستقرار في المنطقة المضطربة.
وأمر الرئيس باراك اوباما يوم الثلاثاء بارسال 17 ألفا من القوات الاميركية الاضافية الى افغانستان منها اكثر من 12 الفا من القوات القتالية وذلك لمواجهة التمرد الذي يزداد ضرواة من جانب حركة طالبان.