بعد إطلاق سراح نور و التحقيق مع شرف الدين
إلى أين تتجه مصر ؟

مراقبون ربطوا إطلاق سراح نور بزيارة مبارك المرتقبة لواشنطن

الخارجية الاميركية ترحب بالافراج عن أيمن نور

أيمن نور ينال الحرية.. لأسباب صحية!

حقوقيون: الاتهامات كيدية وهدفها الحقيقي كبت الصوت

التحقيق مع صحافي مصري بتهمة الظهور عبر quot;الجزيرةquot;

الأهرام ترفض التعليق على قرار منع صحافييها من الكتابة خارجها

محمد حميدة من القاهرة: إلى أين تتجة مصر ؟ سؤال يدور فى اذهان الكثيرين في ضوء المتغيرات الحياتية، والمجتمعية التي تعيشها مصر. إلى أين تسير سفينة الوطن ؟ سجن أيمن نور ثم أطلق سراحه بشكل غير متوقع قبل انتهاء مدة العقوبة، وتباينت الآراء فيما اذا كان ذلك بقرار سياسي ام بضغط أميركي، وبالأمس كان هناك تحقيق مع الصحافي نبيل شرف الدين بالأهرام لأنه حل ضيفا على برنامج الاتجاه المعاكس الذي يذاع على قناة الجزيرة الفضائية، وقبله كانت محاكمة الصحفي إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور و أربعة رؤساء تحرير آخرين بتهمة نشر أخبار كاذبة، وصدر حكم بالحبس ضده لكن افرج عنه الرئيس بقرار جمهوري مكتفيا بالكفالة فقط.

ما يحدث هل هو تغيير حقيقي ام فوضى؟ وفى اى اتجاه ؟ وهل الاساليب التى يتبعها النظام المصري مع معارضيه ستؤدى إلى عصيان مدنى ووأد لكل الأصوات المعارضة ودفن الإصلاح ؟ ام غير ذلك ؟ و أسئلة كثيرة تدور فى ذهن المتابع للشأن المصري تجاه ما يدور على الساحة المصرية هذه الأيام حاولت quot;إيلافquot; إيجاد إجابات شافيه لها.

يعتقد نبيل عبد الفتاح الخبير والباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ان الإفراج عن أيمن نور يعكس بادرة جيدة quot; هو محاولة لإيجاد مخرج هادئ لبعض الإعاقات فى العلاقات المصرية الأميركية فى ظل الإدارة الأميركية الجديدة، وهى بادرة حسن نوايا من قبل الحكومة المصرية تجاه أميركا وذلك بعد ان رفضت مرارا الإفراج عن نور فى ظل ضغوط تمارسها الإدارة الأميركية السابقة بقيادة جورج بوش والمحافظين الجدد.

ويتصور نبيل عبد الفتاح ان هذه المبادرة ايجابية على الرغم من ان أيمن نور قد حضر اغلب مدة العقوبة وهى ثلاثة أرباع المدة التى حكم عليه القضاء بها وفى نفس الوقت اجتمع قدر من العناد باستمرار الحكومة فى قضائه للعقوبة.

وكانت السلطات المصرية قد أفرجت عن السياسي المعارض أيمن نور على غير توقع أمس الأربعاء بعد أكثر من ثلاث سنوات قضاها في السجن بتهمة التزوير التي قال ان دوافعها سياسية. وقال محللون ان هذا الإجراء ربما يهدف الى كسب ود إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

ويأمل أصحاب الفكر والرأي ان يكون القرار جزء من عملية إصلاحية تصب فى خانة تطوير الحياة السياسية والفكرية، و تمتد الى الصحفيين والمفكرين والكتاب والباحثين ومراكز البحث كما يؤكد الدكتور نبيل عبد الفتاح quot;بادرة يجب تطبيقها فى ظل ازمة مالية طاحنة وموجات متصاعدة من الاحتجاج الاجتماعي من قبل الفئات الأكثر ضعفا من العمال والموظفين quot;.

وأضاف quot;لابد ان يكون هناك تسامح سياسى من قبل الحكومة تجاه الخصوم السياسيين طالما لم يرتكبوا اى انتهاكات لقانون العقوبات ولابد ان يمتد الافراج الى الحالات العالقة والعقوبات التى يتم اتخاذها مع الصحفيين وإعادة النظر فى بعض الأساليب الفظة ازاء المعارضات السياسية الرسمية وتحديدا ازاء الصحفيين المعارضين لها quot;، مؤكدا انه لن يضير الحكومة شيئا من الانتقادات التى توجه لها بل هذا يضفى شرعية على وجودها لان حرية الرأي تشكل جزءا اساسى من احترام الحكومات.

وشدد نبيل عبد الفتاح على أهمية الحاجة الى إدارة هادئة للأمور السياسية والمتعلقة بالرأي والتعبير بعيدة عن تدخل الدولة الا فى الحالات التي يتم إبداء الرأي والتعبير والإبداع من قبل الجماعات النظرية التى تحاول فرض تأويلاتها وتفسيراتها الوضيعة للدين الاسلامى فى محاولة لتقسيم دينى او اخلاقى لحريات الفكر والتعبير على حد قوله..

وفى السنوات الاخيرة ساءت أحوال الحريات فى وقت ارتفع فيه سقف تطلعات المواطن المصري نحو التغيير، وتصنف كافة التقارير التي صدرت عن منظمات دولية مصر في مؤخرة دول العالم وفي أحدث تقرير لمنظمة quot;فريدوم هاوسquot; جاءت مصر في فئة لا يوجد فيها حريات سواء فيما يتعلق بالحريات المدنية أو تلك المتعلقة بالحريات السياسية.أما بالنسبة لحرية الصحافة والأعلام فجاءت في مرتبة متأخرة أيضا وفقا لتقرير منظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; حيث جاء ترتيبها رقم 143 ضمن 167 دولة