أبوظبي:أكد وزير الدفاع الفرنسي هرفيه موران، أن البرنامج النووي الإيراني يعد عامل أساسي من عوامل الخلل وعدم التوازن في منطقة الشرق الأوسط، داعياً إيران إلى ضرورة ممارسة الشفافية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال الوزير الفرنسي إن بلاده تعتقد أن المشروع الإيراني النووي يهدد المنطقة والعالم، حيث قال: quot;إن الإشكالية القائمة مع إيران، تعتبر الشاغل الأساسي لدول المنطقة والعالمquot;، في إشارة إلى الخلاف الراهن بين طهران والغرب، فيما يتعلق بالبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
ونفى موران، خلال زيارته إلى معرض أبوظبي للدفاع quot;أيديكس 2009quot;، أن يكون لفرنسا نية لبناء قواعد عسكرية أخرى في منطقة الخليج، إلا أنه أشار إلى أن فرنسا ترغب في التعاون مع المنطقة لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.
كما وصف وزير الدفاع الفرنسي العلاقات بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة بأنها quot;ممتازة في كافة المجالاتquot;، مشيراً إلى أن هناك شراكة إستراتيجية بين البلدين في المجالات الدفاعية.
وأوضح أن هناك معاهدة الدفاع المشترك بين الدولتين المبرمة عام 1995، فضلاً عن اتفاقية إنشاء قاعدة بحرية دائمة مساندة للقوات الفرنسية المتواجدة في أبوظبي، والتي تستهدف المساعدة في الحفاظ علي الاستقرار في المنطقة.
وكان توقيع الاتفاق الخاص بإنشاء هذه القاعدة قد جرى في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتضم القاعدة البحرية في أبوظبي قوات فرنسية يتراوح أعدادها بين 400 و500 عسكري، وتوفر هذه القاعدة الدعم اللوجستي للقوات الفرنسية في منطقة الخليج وفي المناطق المجاورة مثل أفغانستان.
وتعتبر هذه أول قاعدة لفرنسا في الخليج، وتقع في أبو ظبي قبالة إيران على ساحل الخليج وبالقرب من مضيق quot;هرمز.quot;
وفي شأن آخر، غابت المشاركة الإيرانية للمرة الثانية عن معرض quot;أيديكس 2009quot;، وكان التوتر الذي شهدته العلاقات الإيرانية الخليجية، بسبب تصريحات إيرانية حول تبعية البحرين لإيران، قد أثار علامة استفهام حول ما إذا كان الغياب الإيراني يحمل دلالات سياسية.
وقال رياض القهوجي، الرئيس التنفيذي في مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، إن العقوبات المفروضة على إيران هي السبب وراء غيابها عن المعرض الإماراتي، مشيراً إلى أن الحظر المفروض على إيران، والذي يمنعها من بيع أنواع معينة من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدول المجاورة، حال دون مشاركتها.
يذكر أن دولة الإمارات لا تضع أي قيود على المشاركة الإيرانية، لكن يبدو أن إيران التي فشلت في تسويق أي من منتجاتها العسكرية في معارض سابقة، باتت مقتنعة بأن فرصتها لمنافسة مصنعين عالميين، كالذين يشاركون في أيديكس تكاد تكون معدومة.
كما أن فلسفة إيران في توريد الأسلحة للدول الأخرى تختلف عن فلسفة الدول التي تعرض في أبوظبي، بحسب الخبير العسكري، مشيراً إلى أن إيران تقدم سلاحاً لأسباب أيديولوجية، وفي سبيل خدمة مصالح سياسية بالدرجة الأولى، فيما تركز الدول الأخرى على المردود التجاري لمبيعاتها من السلاح.
التعليقات