خوجه تفاجأ بأرضية القناة التي بدت وكأنها ورشة نجارة!
متعاونو الإخبارية السعودية: هل ينقذنا وزير الإعلام الجديد؟

فهد سعود من الرياض: عبّر عدد من المتعاونين في قناة الإخبارية السعودية عن تذمرهم لعدم حصولهم على رواتبهم منذ أكثر من ستة أشهر، وهو ما بدأ يؤثر ndash; بحسب حديثهم- على عطائهم وحماسهم في العمل، فلجئوا إلى حشد التضامن عبر الرسائل الإلكترونية و الهواتف المحمولة لمناشدة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عبد العزيز خوجه، ومطالبتهم بعدم إبراء ذمم الإدارة السابقة فيما يخص الأمور المالية للمتعاونين.

وحسب ما هو معروف فإن الموظفين الرسميين في وزارة الثقافة والإعلام هم فقط من يحصلوا على رواتبهم بانتظام، فيما يكون مصير المتعاونين التأخير. أحد الموظفين تحدث هاتفياً لـquot;إيلافquot; قائلا: باءت كل محاولاتنا من اجل الحصول على مستحقاتنا بالفشل، فقد خاطبنا كافة المسئولين، سواء في القناة أو في الوزارة ولكن دون فائدة تذكر، بل إن بعضهم لمح لنا قائلا quot;اللي فات ماتquot;، كون الإدارة الحالية جاءت منذ فترة قريبة وليست مسئولة عن الفترة السابقة. وتسائل الموظف quot; ألسنا نعمل ضمن وزارة الإعلام؟ وهل تغيير المدير العام يعني ضياع حقوقنا مثلا؟quot;

وكانت إدارة الإخبارية السعودية مرت بمرحلتين في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن غادرها رئيسها السابق محمد التونسي متوجها لرئاسة تحرير صحيفة عكاظ مطلع أكتوبر الماضي، فقد خلفه مؤقتا المؤسس لقناة الإخبارية الدكتور محمد باريان، مدير عام القناة الثانية. وبعد أسابيع تم تعيين الاسم الأكثر تداولاً لقيادة الإخبارية أبان إشاعة انتقال التونسي، مجري القحطاني ليكون مديرا عاما للقناة بعد أن أمضى سنوات عمله في القناة الحكومية الأولى.

ويعول الموظف ذاته الذي تحدثت إليه quot;إيلافquot; على وزير الإعلام الجديد الدكتور عبد العزيز خوجه لحل المشكلة، والعمل على إعطاء الموظفين المتعاونين حقوقهم التي لم يستلموها منذ مغادرة التونسي. وقال quot; المشكلة أننا خاطبنا مكتب الوزير كثيرا، ولكن فيما يبدو أن معاناتنا لا تصل إليه، وأن هناك من يعمل على عدم وصولها إليه، ونحن مع الأسف لا نستطيع أن نواجه الوزارةquot;.

وأضاف مستغرباً: في المرحلة السابقة، مرحلة التونسي، لم يكن هناك أي تأخير من هذا النوع، بل إننا كنا نحصل على رواتبنا بشكل منتظم، والمحير في الأمر الآن أن المسئولين لا يريدون إعطائنا وعودا بصرف مستحقاتنا ولو بعد حين، بحجة تغير الإدارة.

و في الوقت ذاته تنقالت فيه مصادر عاملة بالقناة خبراً مفاده عجز خزينة القناة عن الوفاء بالتزاماتها المالية، متداولةً وجود مبلغ سبعون ألف ريال سعودي فقط في خزينة القناة عند رحيل التونسي.كما أشيع الاستغناء عن عدد من الموظفين المتعاونين بأسباب مختلفة منها ضغوطات وكيل في وزارة الإعلام على المسئولين في القناة للتخلص من المتعاونين الذين يكلفون خزينة القناة الشئ الكثير.

مصدر مسؤول في القناة: المشكلة موجودة ونسعى لحلها

وكان مصدر مسؤول في داخل قناة الإخبارية اعترف بتأخر رواتب الموظفين المتعاونين، مؤكداً لإيلاف أنهم يسعون لحلها بأقرب وقت، quot;لأن ما يحدث أمر مؤسف وبدأ يؤثر على سير العملquot;. على حد تعبيره. وأضاف: quot;شغلنا الشاغل يوميا هو حل هذا المشكلة، لأنه لا يمكن أن نتطور دون إن نحل مشاكل الموظفين،إضافة إلى أننا يجب ألا نغفل الجانب الإنساني في هذا الوضعquot;. الوضع في القناة الإخبارية ليس متأزم مالياً فحسب بل يتعداه إلى نقص في الإمكانات المكانية والفنية، ولعل هذا الوضع هو ما فاجأ وزير الإعلام الجديد الدكتور عبد العزيز خوجه حين زار القناة الأسبوع الماضي.

فخلال زيارة تفقدية قام بها الوزير في أروقة مبناه العتيق تفاجأ بأرضية قاعة الأخبار في قناة الإخبارية والتي بدت أشبه بورشة نجارة أو كأنها مخلفات زلزال عاتي ضربها دون هوادة، كما أن مرتادوا تلك القاعة اعتادوا التحرك بخفة وكأنهم رواد فضاء في غرفة معدومة الجاذبية خوفاً من الوقوع في أحدى تلك الحفر التي تمتلئ بها القاعة.

يضاف إلى ذلك محدودية التوسع وتطوير البرامج لعدم وجود quot;استديوهاتquot; مناسبة تحاول مجارة الغزو المتسعود من القنوات الفضائية بإمكانياتها اللامحدودة مادياً، كما أن لدورات المتخصصة التي تعطى للكادر الموظفين لا تكاد تذكر، وأن اغلب طاقم الاخبار غير مدرب او مؤهل بشكل جيد. علما بأن مصادر أشارت لإيلاف أن الوضع الذي يعاني منه متعاوني الإخبارية، ينطق على بقية القنوات الأخرى التابعة لوزارة الثقافة والإعلام السعودية وهي القناة الأولى، والثانية، والقناة الرياضية.

والإخبارية التي انطلقت عام 2004 تعمل جنباً إلى جنب مع القناة الأولى والثانية والثالثة وفق منظومة رسمية كاملة تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام ، وفق السياسة الإعلامية السعودية، ومنذ بدايتها قدمت الأخبار والبرامج الإخبارية والسياسية ورافق مسيرتها العديد من الأحداث التي ما زالت تسجل للتفزيون السعودي ومن أهمها نجاحها في تغطية الأخبار إضافة إلى تقديم مواد محلية بصبغة جريئة غير تقليدية وتبني العديد من الكوادر المحلية التي انتقل بعضها إلى الإعلام الخارجي .