لندن: نطالع في صحيفة الإندبندنت تقريرا لتيري جود يتناول فيه الجدل الدائر حاليا في بريطانيا بشأن علاج الجنود الذين شاركوا في الحرب في العراق وأفغانستان. يقول التقرير، الذي جاء تحت عنوان quot;طبيب وزارة الدفاع يقول: لا فكرة لدينا عن عدد الجنود الذين يعانون من الصدمةquot;، إن واحدا من أرفع وأقدم الأطباء النفسيين العسكريين قد أقر البارحة أن quot;لا يوجد فكرةquot; لدى الحكومة البريطانية عن حجم المشكلة التي تواجهها في مجال عدد الجنود الذين يعانون من الصدمة في أعقاب عودتهم من العراق وأفغانستان.

يقول تقرير الإندبندنت: quot;لقد توقع الخبراء حدوث انفجار في أوساط من يعانون من الإجهاد وشدة ما بعد الصدمة، إذ أن العديد من قدامى المحاربين غير مستعدين لطلب المساعدة لسنوات عدة، وفي بعض الأحيان فقط يلجأون لها بعد أن تؤدي الأعراض التي تبدو عليهم إلى الاعتماد على غيرهم طوال الحياة، ناهيك عن معاناتهم من الفقر والفاقة وحتى أحيانا تورطهم بارتكاب جرائم.quot;

وفي التايمز، وتحت عنوان quot;ما ثبت نجاحه في العراق قد لا يساعدنا في أفغانستانquot;، نطالع مقتطفات من الكلمة التي ألقاها في تشاتام هاوس في لندن مؤخرا روري ستيوارت، أستاذ مادة حقوق الإنسان في جامعة هارفارد، وأشار فيها إلى وجود نهج جديد في التعاطي مع المسلحين في أفغانستان.

يقول ستيوارت إن الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى، كان قد نجح أيَّما نجاح بطلبه من إدارته نشر 30 ألف جندي إضافي لمواجهة المسلحين في العراق عندما كان قائدا للقوات الأمريكي في ذلك البلد قبل أن يستلم منصبه الجديد.

لكن الكاتب يشكك بإمكانية أن يستطيع الجنرال بتريوس (والذي يُلقب الآن بالملك ديفيد أو داؤود بسبب نجاحاته في العراق)، تحقيق نجاح مماثل من خلال نشر 17 ألف جندي إضافي في أفغانستان. ويمضي الكاتب إلى القول: quot;هناك العديد من الأشياء الصغيرة والبسيطة التي يمكننا فعلها لمساعدة المجتمع الأفغاني، وجميعها تتطلب منا الانخراط طويل الأمد في تلك البلاد.quot;

ويختم بقوله: quot;لكن مثل تلك السياسة ممكنة فقط في حال تخفيض حجم استثمارنا في المال والقوات وتطوير علاقة أكثر خفَّة مع أفغانستان، وتكون ميسورة الكلفة بشكل أكثر وقابلة للاستمرار والحياة في نهاية المطاف.quot;