مشاركة أميركية في محادثات الدول الست مع إيران قريبا

التايمز: خطوة أوباما تجاه إيران ستضع نهاية لعقود من الريبة


طهران: على واشنطن تغيير نهجها قبل فتح باب الحوار

الولايات المتحدة لديها مبادرات اخرى في اطار الحوار مع ايران

أوباما يتوجه إلى النظام الإيراني مباشرة ويعرض تجاوز الماضي

طهران، وكالات: قال مرشد الجمهورية الإسلامية الايرانية آية الله علي خامئني السبت في خطاب بثه التلفزيون الإيراني، أن إيران ستغير موقفها في حال غير الرئيس الأميركي باراك أوباما موقف الولايات المتحدة تجاه طهران. وقال خامئني في خطابه الذي القاه امام آلاف الاشخاص الذين تجمعوا في مدينة مشهد (شمال شرق) quot;لا نملك اي خبرة (سابقة) مع الحكومة والرئيس الاميركيين الجديدين. سنراقبهما ونحكم عليهما. تغيروا وسيتغير موقفنا. واذا لم تغيروا موقفكم فلتدركوا ان شعبنا قد تعزز جانبه واصبح اقوى خلال السنوات الثلاثين الماضيةquot; وانه سيواصل المقاومة.

غير ان الزعيم الايراني لزم الحذر في رد فعله وطلب افعالا وليس فقط اقوالا. وقال quot;نحن لم نلحظ اي تغيير وحتى العبارات المستخدمة لم تتغير. واذا كنتم صادقين فلماذا لا نرى تغييرا. وعلى المسؤولين الاميركيين والاخرين ان يدركوا انه لا يمكن خداع الشعب الايراني واخافته. ان التغيير على مستوى الكلمات ليس كافيا بل يجب ان يكون حقيقياquot;.

والقى خامئني خطابه كما هي عادته كل عام في اليوم الاول من العام الفارسي الجديد عند ضريح الامام الرضا وهو احد العتبات المقدسة لدى المسلمين الشيعة. وتابع خامئني quot;انهم يطلبون منا التفاوض واعادة العلاقات الدبلوماسية. ويتحدثون عن التغيير. ولكن ما الذي تغير؟ اين هي علامات التغيير، هل رفعتم العقوبات المفروضة على ايران؟ هل افرجتم عن ارصدتنا المحجوزة في الولايات المتحدة؟ هل اوقفتم الدعاية المعادية لبلادنا؟ هل اوقفتم دعمكم غير المشروط للنظام الصهيوني؟quot;

كذلك انتقد مرشد الجمهورية الايرانية قول اوباما ان ايران لا يمكنها ان تحتل مكانها في محفل الامم باستخدام quot;الترهيب والاسلحةquot; ومطالبته ايران باعتماد quot;ممارسات سلميةquot;. وقال خامئني ان الرئيس اوباما quot;يرسل رسالة لمناسبة نوروز لكنه يتهم في الرسالة ذاتها الشعب الايراني بدعم الارهاب والسعي الى حيازة اسلحة نوويةquot;. واضاف quot;نحن لا نعرف من يتخذ القرار في الولايات المتحدة. هل هو الرئيس ام الكونغرس ام آخرون. اما فيما يخصنا فاننا نتصرف وفق المنطق وليس بشكل عاطفي. نحن نتخذ قراراتنا بعد حسابات دقيقةquot;.

وكرر ان ايران لن تنسى دعم الولايات المتحدة لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال الحرب الايرانية العراقية (1980-1988) او الهجوم على طائرة مدنية ايرانية من قبل بارجة اميركية في الخليج في 1988 الذي اوقع 290 قتيلا.

وكان قال خامنئي ايضافي كلمة أذاعها التلفزيون من مدينة مشهد الشمالية الشرقية quot;انهم يقدمون شعار التغيير لكن في الواقع لا يشاهد أي تغيير... نحن لم نر أي تغيير.quot; وانتقد خامنئي اوباما وقال انه سيسير على نهج سلفه جورج دبليو بوش بينما طالبها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد واشنطن باتخاذ خطوات ملموسة واصلاح ما وصفها باخطاء الولايات المتحدة نحو ايران.

وكان أوباما قد دعا في رسالته القيادة الإيرانية إلى quot;فتح صفحة جديدةquot; في العلاقات مع الولايات المتحدة وأكد على أن إدارته quot;ملتزمة بانتهاج السبل الدبلوماسيةquot; في تعاملها مع خلافات البلدين والتي quot;تسببت بتوتر العلاقات بين البلدين على مدار العقود الثلاثة الماضيةquot;، على حد تعبيره. وأضاف قائلا: quot;إن إدارتي ملتزمة الآن بالدبلوماسية التي تتعامل مع طيف كامل من القضايا الماثلة أمامنا.quot; وقال أوباما في رسالته quot;إن إيران أمة ذات حضارة عظيمة، ويجب أن تتبوأ مكانها الصحيح في العالم، ولكن بالسلام وليس بالقوة والإرهابquot;.

اصلاح الاخطاء

وقد رحب احد كبار مستشاري الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد برسالة الرئيس اوباما مطالبا اياه بافعال محددة لاصلاح الاخطاء الاميركية السابقة. وقال علي اكبر جوانفكر في رد فعل على رسالة اوباما quot;نرحب برغبة رئيس الولايات المتحدة وضع خلافات الماضي جانباquot;. واضاف quot;لكن تنفيذ ذلك لا يتم بنسيان ايران التوجهات الاميركية العدائية السابقةquot;, مؤكدا انه quot;على الادارة الاميركية ان تدرك اخطاءها الماضية وتصلحها وذلك كوسيلة لوضع الخلافات جانباquot;. واكد ان على اوباما quot;تجاوز الكلام والقيام بتحرك واذا اظهر اوباما استعدادا القيام بعمل، فان الحكومة الايرانية لن تدير ظهرها لهquot;.

ويقول المراسلون إن أوباما كسر بذلك تقليدا اتبعه الرؤساء السابقون قبله، ومنذ نشوب الخلاف بين الولايات المتحدة وطهران في أعقاب الثورة الإسلامية، حيث كانت رسائلهم تتوجه إلى الشعب الإيراني وتتجاوز القيادة.

يُذكر أن الرغبة التي أبداها الرئيس الأميركي بالتحاور مع أعداء بلاده، ومن بينها ايران، كانت محل ترحيب من أطراف دولية عديدة، باعتبارها تشكل خروجا على السياسات الأحادية الجانب التي اعتمدتها الإدارة الأميركية السابقة. وأصر أوباما على أن توقف إيران دعمها للجماعات التي تصفها واشنطن بالإرهابية، وأن تمتنع عن إطلاق quot;التصريحات الناريةquot; المعادية لإسرائيل. وقال أوباما: quot;إن الولايات المتحدة مستعدة لمد يد السلام إلى إيران إذا ما قامت الأخيرة بإرخاء قبضتهاquot;.

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد قُطعت في عام 1979 إبان أزمة السفارة الأميركية بطهران التي احتجز فيها الطلاب الإيرانيون 52 دبلوماسيا أمريكيا رهائن لمدة 444 يوما.

ترحيب اوروبي

ورحب القادة الاوروبيون بالمبادرة الاميركية تجاه ايران، فقد اعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الجمعة عن امله في ان تكون الرسالة التي وجهها اوباما الى ايران بداية quot;فصل جديدquot; في العلاقات الدولية مع طهران. وصرح سولانا للصحافيين على هامش القمة الوروبية في بروكسل quot;اعتقد ان الرسالة بناءة للغاية وآمل ان تتصرف طهران بذكاءquot;.

كما وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبادرة اوباما بانها اخبار تبعث على السرور وان فرنسا وكثير من الدول كانت تنتظر من واشنطن فتح باب الحوار مع طهران منذ مدة طويلة. من جانبها قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان رسالة اوباما الى ايران هي نفس الرسالة التي كانت الدول الاوروبية تحاول ايصالها الى ايران.