كاريكاتير أميركي عن غزة يثير غضب جماعات يهودية
نيويورك: نشرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية تقريرا لايثان برونر تحت عنوان quot;بعد غزة، إسرائيل تصارع أزمة العزلةquot;، إستهله بالقول أن فكرة العزلة ليست جديدة على إسرائيل التي وصفت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفكرة خلف اقامتها بالعنصرية، والتي واجهت مقاطعة عربية طيلة عقود. ولكن منذ انتهاء حرب غزة، وبينما تستعد لتنصيب حكومة يمينية متشددة، تواجه اسرائيل أسوأ أزمة دبلوماسية منذ عقدين.

ويوضح المراسل ذلك بقوله ان الفرق الرياضية الاسرائيلية قوبلت بالعداء ومظاهرات عنيفة في السويد وأسبانيا وتركيا، بينما أغلقت موريتانيا السفارة الاسرائيلية لديها. كما تأثرت العلاقات الاسرائيلية مع تركيا، أحد أهم حلفائها المسلمين، بينما دعت مجموعة من القضاة الدوليين ومفتشي حقوق الانسان الى التحقيق فيما ارتكبته اسرائيل في غزة. ويوضح المراسل أن ردود الفعل العالمية أفرزت وجهتي نظر متعارضتين داخل اسرائيل: فمن ناحية هناك وجهة النظر المهتمة بالآراء العالمية حتى أن وزارة الخارجية خصصت مليوني دولار اضافية لتحسين صورة اسرائيل من خلال الدبلوماسية الثقافية، والتي سيمثل اسرائيل فيها الكُتاب والفنانون حول العالم.

أما وجهة النظر الثانية فترى أن العالم يسيء فهم اسرائيل، ومن ثم لا يأبه بالانتقادات. ويستشهد التقرير برأي ايتان غيلبوا، أستاذ السياسة والاتصالات الدولية بجامعة بار ايلان، بقوله quot;يشعر الناس هنا بأنهم مهما فعلوا فسيقع اللوم عليهم في التسبب بكل مشاكل الشرق الأوسط. حتى تفجيرات الفلسطينيين الاستشهادية يرونها مسؤوليتنا لأننا لم نؤسس الدولة الفلسطينيةquot;. ويلفت التقرير الى أن المشكلة بالنسبة لمنتقدي اسرائيل ومؤيديها لا تكمن في صورة اسرائيل وانما في سياساتها، حيث يشيرون الى أربعة عقود من احتلال الضفة الغربية وتوطين مليون ونصف المليون اسرائيلي فيها، والى الحصار المضروب على غزة منذ عدة سنوات، والى تزايد لامبالاة المجتمع الاسرائيلي باقامة الدولة الفلسطينية، وهي الأسباب التي نتج عنها فقدان اسرائيل حظوتها في الخارج، ومن ثم فلن تفلح محاولات تحسين الصورة، لاسيما بعد لجوء اسرائيل الى القوة الغاشمة ضد غزة.

ويضيف التقرير أن قضية الدولة الفلسطينية قضية رئيسية بالنسبة لسمعة اسرائيل بالخارج، اذ تؤيد العديد من الحكومات والمنظمات العالمية اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. كما حذر خافيير سولانا، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، من أن الاتحاد سيعيد التفكير في علاقته باسرائيل ما لم تواصل التزامها باقامة الدولة الفلسطينية. غير أن حكومة بنيامين نتانياهو القادمة ترى أن اقامة الدولة الفلسطينية ليس على قمة أولوياتها، لاسيما وأن بنيامين نتانياهو ينوي تعيين أفيغدور ليبرمان رئيس حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتشدد في منصب وزير الخارجية والمعروف بآرائه العنصرية.