دعا نتنياهو لمواصلة المشوار
أولمرت يودع حكومته ويكفن أحلامه
خلف خلف من رام الله:
تبخرت آمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بتحقيق أي انجاز سياسي، قبل مغادرته لمنصبه، وفشلت مساعيه جميعها في هذا الاتجاه، ولم يعد بمقدوره سوى الاعراب عن أمله في أن تواصل الحكومة القادمة برئاسة بنيامين نتنياهو العمل في المسائل المحورية والهامة التي انهمكت بها حكومته. ويبدو أن عوفر ديكيل، موفد أولمرت الخاص المكلف بملف الجندي الأسير جلعاد شاليط الذي يتواجد في الخارج فشل هو الآخر في مهمته، وسيكون عليه تقديم بلاغًا يلخص جهوده التي بذلها خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في محاولة لإخراج صفقة تبادل للنور في الربع الساعة الأخيرة.
الحكومة الإسرائيلية بزعامة أولمرت عقدت اليوم أخر اجتماعاتها، حيث يتوقع ان يقدم بنيامين نتنياهو حكومته أمام الكنيست يوم الثلاثاء المقبل للتصويت عليها، بعدما نجح في لم شمل حزب quot;العملquot; بقيادة إيهود باراك إلى جانبه. وعملياً يستشف من القرار الذي ناقشته حكومة أولمرت خلال جلستها، أن صفقة تبادل الأسرى تجمدت مؤقتا بانتظار تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وحكومة أولمرت كانت صعدت في الأيام الأخيرة من إجراءاتها القمعية بحق الفلسطينيين، وشنت ايضًا حملة اعتقالات في صفوف قيادة حماس في الضفة الغربية، وناقش مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم كذلك توصيات اللجنة الوزارية برئاسة وزير العدل لإلغاء المزايا التي اعتبرها quot;زائدةquot; وممنوحة للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ويطالب الإسرائيليون حركة حماس بالسماح للجنة الصليب الاحمر بزيارة الجندي شاليت. وقد تجمهر المئات من الإسرائيليين خلال الاسابيع الماضية أمام معتقل جلبوع، ومنعوا العائلات الفلسطينيية من الوصول لزيارة ذويها القابعين في المعتقل المذكور.
كما نقلت الأذاعة الإسرائيلية العامة عن الوزير مئير شطريت، وهو عضو في اللجنة قوله إنه لا يعقل أن يحصل سجناء حماس على ظروف حبس، وكأنهم في مخيم صيفي في الوقت الذي لا يرى فيه الجندي المخطوف جلعاد شاليط النور ولا يحصل على أي زيارة من ممثلي الصليب الأحمر الدولي.
ومن المعروف أن قضية تبادل الأسرى يبن إسرائيل وحماس عاشت طوال الشهور الماضية مرحلة من الشد والجذب، دفعت وسائل الإعلام العربية والدولية للحديث في احيان كثيرة ان الصفقة جاهزة، وبحاجة فقط إلى التوقيع كي تخرج إلى النور خلال ساعات. صحيفة يديعوت أحرونوت الصادرة اليوم الأحد نقلت عن مصادر مقربة من عملية التفاوض بشأن شاليت قولها إن أي تقدم ملحوظ لم يحصل في الاتصالات، مشيرة إلى أن حماس لم تنقل قائمة الأسرى الجديدة.
حركة حماس تتمسك لاتمام الصفقة، بالإفراج عن نحو 1000 أسير فلسطيني من السجون، منهم في المرحلة الأولى، 450 أسما من ذوي الاحكام العالية، التي تصنفهم إسرائيل بالخطيرين والملطخة ايديهم بالدماء. وهذه النقطة تحديدًا من أكثر المشاكل التي تعترض تنفيذ الصفقة، وقد اقتراحت إسرائيل بعض الحلول لتجاوزها، منها إبعاد بعض الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم إلى الخارج، ولا يدور الحديث عن الابعاد إلى دول الطوق الواقعة على حدود فلسطين، بل على الاغلب إلى دول أوروبية.
هذا الاقتراح رفضته حركة حماس على اعتبار أنه تفريغًا للصفقة من مضمونها، وأعلنت الحركة أنها متمسكة في شروطها التي قدمتها منذ اليوم الأول لعملية أسر الجندي الإسرائيلي. لكن الاذاعة الإسرائيلية العامة نقلت اليوم عن مصادر فلسطينية قولها إن حماس لينت من موقفها من موضوع إبعاد بعض الأسرى الفلسطينيين المنوي الافراج عنهم إذ يختلف الطرفان على 50 أسمًا فقط من أسماء الأسرى المنوي الافراج عنهم. وأوضح مصدر أمني إسرائيلي أن ما نشر مؤخرًا حول استمرار الاتصالات مع حماس ليس الا أنباء كاذبة تقوم حماس بترويجها لتهدئة بال الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في اسرائيل.