طلال سلامة من روما: للمرة الأولى منذ زمن سحيق، تتناغم تحركات سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي الذي كان يقود سابقاً حزب quot;قوة ايطالياquot;، مع جان فرانكو فيني، رئيس البرلمان الإيطالي الذي قاد الاتحاد الوطني اليميني. باستثناء حزب رابطة الشمال، انتخب حزب الحرية أمس برلسكوني رئيساً له في حين لم يحظى فيني بأي مسؤولية رفيعة المستوى في الحزب الجديد المولود من دمج حزبه السابق مع حزب برلسكوني السابق.

للمرة الأولى كذلك، يشعر برلسكوني بأمان أكثر يبني حوله درعاً واقياً حيال أي عملية غدر أم خيانة قد يقوم بها أومبرتو بوسي، قائد حزب رابطة الشمال، الذي ساءت علاقاته مع برلسكوني في المدة الأخيرة. كما يشعر برلسكوني بالإرهاق من متابعة ما يحصل من مناوشات سياسية سرية بين رابطة الشمال والحزب الديموقراطي اليساري حول القوانين الفيدرالية. فهو غير راض عن انفتاح بوسي أمام الحزب الديموقراطي لانتزاع اتفاقيات قد تقلب عقارب ساعة التصويت في جلسات البرلمان الإيطالي.

في الحقيقة، ينظر الخبراء المقربين من برلسكوني الى حزبه الجديد كحلقة جديدة من سلسلة بدأ برلسكوني تكوينها في عام 1994 عندما قام بتأسيس حزب quot;قوة ايطالياquot;. لمواجهة التحديات المستقبلية فان الدمج بين حزبين يعتنقان أيديولوجية وسط-يمينية معتدلة تعترف باعتناق خطط صناعية وعلمانية قد تضايق أحياناً دولة الفاتيكان، كان لا مهرب منه. بالطبع، فان عملية الدمج هذه ستمر بمطبات وصعوبات لا سيما أن حذف أهم حزب يميني من سجل الأحزاب الوطنية، أي حزب الاتحاد الوطني، ما يزال شوكة عالقة في حلق آلاف الناخبين، لكن هذه التضحيات رحب بها برلسكوني وفيني على حد سواء.

من جانبه يحتاج برلسكوني فوراً الى القوى الانتخابية للحزب الجديد كي يخوض معاركه الطاحنة في الانتخابات الأوروبية الوشيكة. في هذا الصدد، يراهن برلسكوني على استقطاب 40 في المئة من أصوات الناخبين الإيطاليين إليه. أما جان فرانكو فيني فهو طالما انتظر أكثر من عشر سنوات لولادة حزب الحرية الذي سيعطيه الزخم اللازم لقيادة مشروع سياسي استراتيجي من شأنه تغيير مسار العديد من المسائل الحساسة مستقبلاً خصوصاً العلاقات مع اليسار ودولة الفاتيكان معاً.