خروق في التفاهمات على ضفتي 14 آذار و8 آذار
أقفل باب الترشيحات على جبهتين في لبنان
لوائح تظهر تباعاً وأخرى تتعرقل ومفاجآت في لبنان ! |
إيلي الحاج من بيروت : أقفل باب الترشيح للإنتخابات النيابية التي ستجري بعد شهرين في يوم واحد في لبنان، على مفاجآت أبرزها ترشح رئيس الحكومة لأحد المقعدين المخصصين لمسقطه مدينة صيدا. وبدا أن فريق الغالبية 14 آذار / مارس نجح، لولا بعض الإستثناءات، نهاية في التوجه الى المعركة موحدا بالحد الأدنى وبلوائح موحدة بفضل تنازلات قدها quot;تيار المستقبل quot; النائب سعد الحريري إلى حلفائه المسيحيين، ولا سيما منهم رئيس الكتائب أمين الجميل، رئيس quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع، ورئيس حزب الأحرار دوري شمعون. وسحب في المقابل عددا من مرشحيه أبرزهم غطاس خوري وأنطوان اندراوس، وحتى أنه أعطى مقعدا في طرابلس لكتائبي هو سامر سعادة، نجل الرئيس الراحل للكتائب جورج سعادة.
ولم تقتصر العطاءات للحلفاء على الحريري بل أن حليفه رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط قدم تضحيات وُصفت بأنها quot;مؤلمة quot; في الشوف وعاليه وبعبدا، وذلك من أجل تعزيز وضع الحلفاء المسيحيين في مواجهة لوائح النائب الجنرال ميشال عون. علما بأن جنبلاط يتكلم على التزامع تحالف 14 آذار / مارس حتى يوم الانتخابات، وبعد ٧ حزيرانم يونيو يوحي أنه سيكون يوم آخر وربما يكون في حل من التزامه السياسي تجاه هذا الفريق وسيكون له موقع جديد ربما إلى جانب رئيس الجمهورية،مشكلا بذلك quot;الكتلة الوسطية quot;.
ولا تزال المشكلة بلا حل لدى قوى الغالبية في دائرة المتن الشمالي، حيث ما زال النائب ميشال المر وكذلك الجميّل يرفضان أخذ مرشح quot;القواتquot; إدي أبي اللمع على اللائحة ويطالبان جعجع بترشيح غيره، فيما جعجع يتشبث بأبي اللمع.
وفي الجهة المقابلة يتواصل التجاذب بين الرئيس نبيه بري والجنرال عون على رغم وساطة quot;حزب اللهquot;، ويدور الخلاف يدور بين نظريتين: نظرية عون أنه هو من يقرر في الدوائر ذات الأكثرية المسيحية مثل جزين وبعبدا وجبيل، بينما ما يكون لبري ان يقرر في الدوائر ذات الأكثرية الشيعية مثل الزهراني ومرجعيون، أما نظرية بري فتقول بري ان الأمر لا يتعلق بدوائر مسيحية ولكن بميزان قوى شعبي فيها يفرض أخذ موقع سمير عازار في الاعتبار في جزين وترك المقعدين الشيعيين لحزب الله وأمل في بعبدا. ووصلت الحال إلى حائط مسدود، بعدما تعذر إقناع عون بأن يكون النائب سمير عازار جزءاً من اللائحة التوافقية، إلا إذا أعطي له المقعد الكاثوليكي في الزهراني. غير أن الرئيس بري رفض التفريط بالنائب ميشال موسى، وجدد القول إنه يترك لأهل جزين وللإحصاءات والاستطلاعات والصناديق أن تحدد حجم سمير عازار الذي سبق له أن خاض الانتخابات البلدية في مدينة جزين وتمكن من حصد كل مقاعدها.
وانعكس المناخ السلبي بين الرابية وعين التينة، بما ردّده العماد عون أمام أنصاره وبعض الحلفاء، خاصة لجهة قوله quot;يريدها الرئيس بري معركة فلتكن معركة مفتوحة بيني وبينه، وأنا لن أكون معه في معركة رئاسة المجلس المقبلةquot;.
كما انعكس ذلك على صعيد الماكينات الانتخابية، حيث تحركت ماكينة النائب سمير عازار، على الأرض ومع بعض المرشحين وفي طليعتهم انطوان خوري (المقعد الكاثوليكي)، وترك عازار الباب مفتوحاً أمام ضم مرشح ماروني الى لائحته (من آل سرحال)، فيما كان العماد عون يضع اللمسات الأخيرة على لائحة ستضم المحامي زياد أسود (ماروني وصار ثابتاً) والمحامي ميشال حلو (الماروني الثاني غير الثابت)، بالإضافة الى مرشح كاثوليكي من اثنين، عصام صوايا (متمول ومغترب مقيم في أميركا عاد مؤخراً الى لبنان، وله الأرجحية)، أو عضو quot;التيارquot; فوزي بو فرحات الذي قدّم ترشيحه، أمس، بصــورة مفاجئة عن جزين بدلاً من الزهراني!
وبطبيعة الحال، ارتدّت quot;عقدة جزينquot; على مشروع التحالف المعارض في بعبدا، حيث ظل الكباش على الاسم الشيعي الثاني (علي عمار هو الاسم الأول) في اللائحة، حيث رفض عون ضم الدكتور طلال حاطوم مرشح الرئيس بري، وأعطى الأولوية لمرشح quot;التيارquot; رمزي كنج أو لمرشح آخر يقرره هو وquot;حزب اللهquot; (تردد اسم فادي علامة نجل الطبيب الراحل فخري علامة).
إلا أن الوضع ليس متجها نحو quot;معرآة مفتوحةquot; وانما يسير نحو تسوية برعاية حزب الله ستظهر وقائعها خلال فترة قصيرة. وكان التطور الأبرز الثلاثاء في كسروان هو إعلان قرار المهندس نعمة افرام في عدم خوض الانتخابات، مما يعني أن الجنرال عون لا يواجه في هذه الدائرة المارونية الصرف ما يواجهه في المتن الشمالي من معركة كسر عظم.
التعليقات